أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتح الخطيب - فايروس كورونا والفرصة في تغيير النظام الرأسمالي














المزيد.....

فايروس كورونا والفرصة في تغيير النظام الرأسمالي


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن تشفع أي ثروة لصاحبها من الاصابة بهذا الفيروس, ولن تنفعه ثروته الحصول على جهاز تنفس إن أصابه الفيروس ولم يتوفر ذلك الجهاز. وبالتالي فهو عرضة للموت كما هو الفقير. وقد تكون هذه هي المرة الاولى التي يتساوى فقراء وأغنياء هذا الكوكب بفرصة الاصابة بوباء دون تمييز الى هذا الحد مع تساويهما الى درجة كبيرة بفرصة الطبابة أو الموت. وهنا أكتفي بجزيرة الأثرياء (نانتوكيت) الأمريكية كمثال للأزمة الحادة في الوقت الراهن في نقص امكانياتها الطبية لمواجهة الأعداد الغفيرة من أثرياء المدن والولايات الأمريكية المجاورة الذين يتدفقون عليها حالياً بصورة كثيفة، سعياً منهم للهرب من وباء كورونا الذي بدأ ينتشر على نحو متزايد في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الآونة الأخيرة, مع العلم أنه لا يوجد في مستشفى هذه الجزيرة الا ثلاثة أجهزة تنفس فقط.
واذا لم يفرق هذا الفيروس بين الأغنياء والفقراء فإنه لن يفرق بين الساسة والمواطنين. فدائرة عدوى فيروس كورونا تتسع لتشمل معظم دول العالم, حيث سجلت العديد من الاصابات التي طالت كثيرا من الساسة ومنهم رئيس وزراء كندا جاستن ترودو بعدما تبين ان زوجته مصابه بالوباء. وفي إسبانيا اصيبت وزيرة المساواة إيرين موتربو, ووضعت بالحجر الصحي , بالاضافة الى بابلو إغلاسياس نائب رئيس الحكومة الاسبانية. وفي فرنسا ثبتت اصابة وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر بالفيروس. وفي النرويج, أعلنت السلطات ان الملك هارالد الخامس والملكة وكامل أعضاء الحكومة وضعوا في الحجر الصحي بسبب الفيروس. والقائمة تطول بأسماء من اصيب من الساسة بهذا الوباء.
ترامب وجونسون
أما بوريس جونسون, فقد تعامل مع الوباء بشكل تراجيدي, حيث أراد في البداية اعتماد سياسة ( مناعة القطيع), مبررا ذلك بتخفيف الضغط على القطاع الصحي البريطاني الذي أظهرت الأيام أنه غير جاهز للتعامل مع تفشي الوباء ومهدد بالانهيار في أية لحظة. الى أن أصيب هو نفسه بهذا الفيروس الأمر الذي دفعه لسن إجراءات الحجر, والتي في واقع الأمر سوف تلحق أضرارا اقتصادية بالغة ببلاده القائمة على الخدمات المالية.
وتخبطت الولايات المتحدة بصورة كبيرة في التعامل مع تبعات انتشار فيروس كورونا. فقد غير الرئيس دونالد ترامب مواقفه بطريقة دراماتيكية خلال الأشهر الثلاثة الماضية, من الانكار شبه الكامل في بداية مرحلة اتسمت بالتفاؤل الشديد, الى التحذير من امكانية استمرار غلق المؤسسات الأمريكية حتى أواخر أغسطس وصولا لتغيير كامل في الموقف باعلان رغبته في عودة الحياة لطبيعتها مع حلول أعياد الفصح في الاسبوع الثاني من نيسان, لأن الاغلاق العام في الولايات المتحدة سوف يتسبب في أزمة اقتصادية وانكماشا كبيرا يمكن ان يفوق في عدد ضحاياه فيروس كرونا في الولايات المتحدة.


النظام الرأسمالي
قبل الخوض في الحديث عن النظام الرأسمالي ورموزه, سوف أمر سريعا على (كوبا) كبلد أفلت من قبضة أمريكا ونظامها الرأسمالي, والذي مورست عليه لاكثر من نصف قرن كل أنواع الحصار والتجويع لكي يخضع ويركع, لكنه وبفضل مجموعة من الثوار ممن امنوا باشتراكية النظام, استطاعوا وبأمكانيات متواضعة أن يحرروا بلدهم من طغيان أمريكا وتسلطها. واضعين (كوبا) على قائمة الشرف في أكثر من محفل. فهو واحد من أقل البلدان في نسبة وفيات أطفال العالم, وهو واحد من البلدان القليلة الذي تؤمن كل مواطنيها صحيا وبالمجان, وهوالأعلى في نسبة خريجي الطب على مستوى العالم. وفي ظل هذه الجائحة فإنه يرسل أطباءه لكثير من الدول للمساعدة.... هذا البلد الاشتراكي الذي يضع حياة الانسان وصحته على أول سلم الاولويات جدير بالاحترام والتقدير, اذا ما قارناه مع الولايات المتحدة وبريطانيا, وكيف تتعامل هذه الدول مع هذا الوباء ومع المصابين به. وهي حقيقة تدعو للوقوف عندها والتأمل بها طويلا.
وإذا عدنا الى النظام الرأسمالي, سوف نجد أن السبب الحقيقي الذي دفع ترامب وجونسون لعدم أخذ فيروس كورونا على محمل الجد في بداية الأمر, امتثالهم لقانون رأس المال والذي لا يهمه كم من البشر سيموت, بل المهم هو كيف ستحافظ الشركات العملاقة على مكاسبها والأثرياء على ثروتهم.
الان وبعد أن حول وباء كورونا العالم الى جزر معزولة, فإن طوق النجاة للدول الفقيرة ولدول العالم الثالث هو إعادة النظر في سياستها, وكف يد الشركات العالمية عن السيطرة على مكتسبات شعوبها وثرواتها. هذه الشركات العابرة للقارات التي تسللت الى عصب اقتصاد البلاد والعباد تحت اسم حرية السوق والخصخصة, وبمساعدة البنك الدولي الذي جثم على صدور البلدان بإغراقها بالديون. لن يكون هناك سبب واحد بعد الان لعدم طرد هذه الشركات واخراجها بكل الطرق من كل مفاصل الحياة. عندها سوف يكون من السهل تشكيل المؤسسات الوطنية والتي تعنى بإدارة قطاعات الدولة العامة, والاستثمار في التعليم والصحة وتشغيل الناس بشكل عادل, الذي يضمن حياة كريمة للجميع.
قد تكون هذه أفضل فرصة لاعادة النظر بالنظام السياسي الذي يدير حياتنا الخاصة والعامة, وهذا هو أفضل وقت لمحاربة الرأسمالية العفنة. كل واحد منا يمكن أن يكون أداة للتغيير, الغني منا قبل الفقير. هذا الوباء برهن لنا أن الغني لا يشفع له ماله في عدم الاصابة به, والسبب هو عدم توظيف المال بشكل عادل في التعليم والصحة وفرص العمل المتكافئة ليخدم المجتمع, وقد أدى ذلك الى هذه النتائج السيئة في عدم توفر العلاج للجميع على حد سواء.
في ظل هذ الجائحة رسمت البشرية صورا عظيمة في التعاون, وشاهدنا صورا رائعة في التكافل الإجتماعي في الكثير من البلدان, وعايشنا وتعايشنا الاشتراكية في عمق معناها. ومن هنا جاءت دعوتي للوقوف عند هذه المعاني واستثمارها في رفض الواقع السياسي والاقتصادي الذي يمارس علينا, وفسح المجال لنظام اشتراكي لادارة حياتنا يكون فيه الكثير من الخير للانسان.



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية
- الإعلام وتجنيد الغافلين مجانا
- مروان برغوثي قبل أن يموت
- جبرييل غارسيا مركيز....مرة أخرى
- إعادة ضبط البوصلة
- موسى
- قراءة سريعة في المؤتمر السابع لحركة فتح
- ما هو السر وراء عودة محمد دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني؟؟
- وفد الذل والهوان
- باسم من ينطق الناطق باسم الحكومة التونسية خالد شوكات ؟
- فيروسات فكرية
- عفوا سيادة الرئيس
- مخابرات الارهاب
- لا تنسق.....أنت من يقاوم
- دمى آدمية
- أمي
- إنتحار جندي إسرائيلي
- هذا حديث لا يليق بنا
- -S-
- حركة فتح وجمود السلطة


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتح الخطيب - فايروس كورونا والفرصة في تغيير النظام الرأسمالي