كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 00:35
المحور:
الادب والفن
وعلى المدى البعيد
نهضت
صخور صلدة
واقفة على حراسة
البر العظيم
وهي التي صمدت
كرؤوس يابسة
لترد الأمواج العنيفة
المتهالكة القوى
عن دحر الشاطئ
~
وفي كل انكفاء
عودة إلى الوراء
تلقي بها إلى الخضم
~
لتفقع رزاز الماء
مع الزبد
في عيون
الناجين
من الغرق
كالتماس رحمة
~
وهياج البحر
يعمل على حياكة
نتف
لمحارم وقتية
تمسح بها أكف الموج
دموع انتظار
موجات عاتية
من ذرف
عبرات المخبطين
في الخضم
علقت
دموع استغاثتها
في أطواق نجاة خلبيه
متعاقبة
لمست الشاطئ
راجعة القهقرى
ليطويها الموج
في عباب
دوامة خرير
-
والتخبط بالخضم
يمد بصر
حسير
في ضيق صدر
نظر
افتقد كل
دواعي السلامة
-
وليغشى اليم
موجات متهالكة
لمست الشاطئ
على رقائق
دمع
من فقع
الزبد
-
والخوار
يدفع بأصابع
من يأس
عجزت عن لمس
الصخور الصلدة
دون توخي
سلامة
~
وتركت
رغرغة
في خناق
حلق
توقف
عن ابتلاع
الخضم
-
والموج يحفل
بلفظ أنفاس حياة
نفختها
نفوس ضنكة
عجزت
عن الثبات
قيد أنملة
على بر سلامة
للتشبث بصخور
الشاطئ
~
مقيدين بسلاسل
حتف
لبشر
محزموين في أكياس
عيش فارغ
محضرين
للاستهلاك الصريع
على مآدب الهلاك
-
لا لم نكن مجبرين
ولا مخيرين
على الاختناق
وبإطباق أصابع
الحتف
على خناق
حشرجة متوارية
~
بل تركنا لنختلج
في أنين
لا يسمع له نحيب
-
وتحتفظ أعناقنا
الملوية
بالرد
على دنو موعد
أجلنا القريب
-
ويتحكم في انطلاقنا
المزعوم
في جمعنا
برزم
من توخي السلامة
محمولة على أكتاف
هرولة مشمولة
برعاية
سقط الخطى
دون حث
على موعد
لجوء إنساني
~
ومثل كل الساعين
إلى كسب لقمة
شريفة
من رغيف خبز
نظيف
-
ونحن ندق
أجراس
نحيب
على أبواب
طلب الرزق
وبسواعد مغلولة
بشظف العيش
-
وتصيبنا الدهشة
من نقص
القرى
بعيارات نارية
طائشة
من ذهول
القفر
المترامي الإطراق
-
ونلحق بركب
الكفاف الجائر
وفي متابعة
دهر آفل
يوحي بغروب
عيش
يشرد به
الأزل
في ظلام غسق
متوار
عن اتظار
حياة جارية
وبمجانية رحبة
لغيرنا من سكان
وهلة
البحبوحة الهانئة
وفي سعادة
عارمة
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟