كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 19:12
المحور:
الادب والفن
طغى الموج
وأخذتنا صيحة
أنواء
الخضم العاتية
من تحطم الزوارق
المطاطية
عن نجدة خلبيه
لا تغني
في انتشال جثث
شعب
مشرف على الغرق
الحتمي
في اليم
-
ولو أن البعض
من الناجين
تعلقوا بقشة
طافية
فوق الموج الهادر
~
مع لفظ أنفاس
سواعد كلت
من الدق
على أبواب
لجوء إنساني
لا يلبي طلب
إيواء شعب
فر بجلده الممزق
من هوية
سوط استبداد
لا يرحم
فوق كاهل شعب
محطم
غلبه الذل
-
بعد أن تخلوا عنا
كل الدول الآمنة
وتركونا
بلا وسيلة
إنقاذ
للنجاة من الغرق
المتواري
على شواطئ منزوية
عن ألحاظ
سكان العالم الحر
-
ونحن بالكاد
نتكاتف
في درء المصير
عن خذلانا
المحتوم
في خضم الأحداث المتناقضة
لنشد أز بعضنا البعض
~
ليفلت من قبضة أيدينا
الأطفال الصغار
فلذات أكبادنا
الواحد تلو الآخر
ليغرقوا
في عميق الخضم
وليتواروا
عن أنظار
عيون أمهاتهم
دون أن يلحظ
ناج من الموت
أي ورطة
بددت
نصرتنا
~
عندما كان أبناؤنا اليافعين
يتخبطون بالخضم
ليواجهوا
غرق أكيد
من أيد
كلت
في طلب
نجاة
لا تفي بغرض
التمسك بأعواد
قش
سلامة هشة
~
حتى أضحى سلوكنا
كشعب
رويّ عنه
أنه تفنن
في نفخ قرب
ضياع
كل فرص نجاة
لينجو بجلده
~
وخاض حتى الركب
وفي غرق
محتم
في عميق الخضم
كطعام إنساني
لقطع أواصر
حسك شعب
بين أنياب
قواطع
أسماك القرش
-
حتى عيل صبر
الأمواج الضحلة
عن انتشالنا
غير المجدي
من عميق الخضم
-
دون أن تحركوا ساكناً
لقهر احتباس
شق الأنفس
الذي نصبتموه لنا
كفخ أممي
للنيل من سعينا
لحل أحزمة
حريتنا
المغلولة
في أمام الرأي العام
الأممي
-
ونحن نرشق
بنصال ألحاظنا
نظرات حادة
لنغرزها
بضيق صدور
تآمركم علينا
~
عندما تركتونا
نتخبط
في كل خضم
كشعب
آيل للغرق
وترك لكم نتفاً
من جلده الممزق
على صخور
وتضاريس كل شواطئ
البحار المنزوية
مما غير لنا أحوالنا
-
ونحن نشحذ
سكاكين أحداق
دهستها قيعان
الفقد المؤلم
لفلذات أكبادنا
~
ونأوي مكوثنا
في بلاد
غريبة الجانب
في عباب
شق صدر
بحر
عن قهر
يحجم التقاط
أنفاسنا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟