أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - مسرح الشارع وعوائق التطبيق علي ارض الواقع














المزيد.....

مسرح الشارع وعوائق التطبيق علي ارض الواقع


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


قد يجد المتابع والمكترث لعروض مسرح الشارع في عالمنا العربي إن صناع مسرح الشارع في تحدي دائم لمعوقات إنتاج عروض مسرح الشارع هذه المعوقات تتمثل في شقين اساسين .
••الشق الاول: يرجع للأنظمة السياسيه والقمعيه التي تري ان عروض مسرح الشارع محرك ثوري إحتجاجي يذهب للناس أينما وجدوا ويبث رسائله التحريضيه الثوريه التي تحرك الجماهير للخروج علي هذه الأنظمه ومن ثم فعدم التصريح لمثل هذه العروض يتأتي من المخاوف الأمنيه التي تعيشها مثل هذه الأنظمة القمعيه وأضف الي ذلك النظرة التي صورها اراء نقاد النخبه لهذه العروض الفقيرة ماديا الغنية في إنتاجها الفني من أنها تقليد أعمي لمسرح العصابات ومسرح اجستوبوال المعروف بمسرح المقهورين والذي يتسم بسمة اساسيه وهي ان المتلقي في عروضه يشارك في تغيير الواقع
وأنتحت هذه الآراء موقف مناهض لمسرح الشارع الذي يسعي لخلق متلقي يعي ويصل لغايات دلاليه في العرض الذي يطرح قضاياه اليوميه وفق دراسة ديموجرافيه المكان والمتلقي المستهدفين للعرض
اي ان هذه الأراء ساعدت علي حجب عروض مسرح الشارع بما تحمل من رسالة ثقافيه وفنيه وتوعويه لجمهور المهمشين والفقراء الغير قادرين للذهاب إلي المسرح .
وقد ارجع هذه النظرة المناهضه لمسرح الشارع الي أمرين
••اولهما :ان مسرح الشارع لا يهدف إلي ربح مادي لكونه رسالة تثقيفيه توعويه في قالب فني يهدف الوصول الي المهمشين والفقراء الغير مكترثين للمسرح عامة لظروف حياتهم الصعبه وما يعانون منه في ضيق الرزق وقلة الإهتمام من الانظمه السياسيه لهم .فخلق ذلك نظرة مناهضه لهذا اللون الذي يستطع الوصول لهؤلاء المهمشين ويفتح لهم افاق تثقيفيه قد تؤتي بثمارها نحو مخاوف امنيه علي الانظمة السياسية الهشه وليس ابلغ من ثورات الربيع العربي التي كانت ميلاد لعروض مسرح شارع لا ينتظر موافقات وتصاريح أمنية مسبقه فحظت مثل هذه العروض علي التشاركية والتفاعل المثمر الذي يبلغ فيه المتلقي لغايات دلاليه ذات طابع إنساني وقيمي وتوعوي .
••وثانيهما:ان فكرة مسرح الشارع التي هدفها الرئيسي خلق متلقي يعي ويبلغ غايات دلاليه في العرض من خلال التشاركيه التفاعليه بينه وبين صناع العرض .
هي فكرة لا تلقي قبول لدي أصحاب الآراء المناهضه لمسرح الشارع .فمنهم من يري أن الشارع عند اوجستوبوال يختلف عن الشارع في عالمنا العربي وكذا يختلف المتلقي وليس بالضرورة نجاح الفكره في مكان ما ان تنجح علي الإطلاق
ومردودنا علي ذلك انه بالفعل الشارع عند اوجستوبوال يختلف عن الشارع في عالمنا العربي وعروض الشارع عند بوال بالتقنيات الخمس التي اسسها بوال قد لا تتسق وطبيعة المتلقي العربي والوظيفة الأساسيه فقط هي ما اتفقت عروض مسرح الشارع في العالم العربي مع وظيفة بوال وهي جعل المشاهد متلقي يعي ويفهم لا يشاهد فقط
أما الهدف عند بوال الذي يسعي الي ان يشترك المتلقي في تغيير الواقع في العرض المسرحي ليس هو الهدف الذي يسعي إليه مسرح الشارع الهادف لبلوغ المتلقي للغايات الدلاليه في العرض من خلال التشاركيه التفاعليه المبنية علي الجدال الفكري
••الشق الثاني يرجع لصناع مسرح الشارع انفسهم وشعورهم الدائم بقيود علي حريتهم الإبداعيه ناتجه عن ما بعرف بسطوة الرقيب الفني والذي خلق قضبان حديدية غليظه علي كل فنان فخرجت الأفكار والمنتوجات الإبداعيه مشوهة ومشتته لا تحمل فكر حر بل حملت فكر مشوه فأنتجت ابداع فني غير مكتمل النمو .وهذا بالإضافة إلي عجز بعض صناع مسرح الشارع عن إستهداف جمهور بشكل عشوائي من المارة او المتواجدين في مكان قريب من العرض فيفتقد العرض أهم سماته وهي الجذب والأستهداف فيتحول من عرض مسرح شارع الي عرض مسرحي يقدم في الشارع
هذا فضلا عن ان مسرح الشارع مسرح لايهدف للربح مماجعل اغلب المشتغلين فيه من الهواة وانصاف الموهوبين الغير مدربين والغير دارسين فتختلط عروضهم مع اشكال فرجوية اخري ويتباين اداؤهم التمثيلي بالمبالغة والانفعال مما يفقد المتلقي أهم هدف في عملية التشخيص وهو الصدق
فضلا عن التوتر الذي يصيب الممثل المبتدئ فيؤثر علي ايقاع العرض فيغيب التواصل والجذب فيؤدي بدوره الي نفور الجمهور وإنصرافهم عن ما يقدم
••واخيرا تبقي ثقافة المتلقي وإيدولوجياته هي الفيصل في قبول عروض مسرح الشارع في عالمنا العربي فوعي المتلقي لمثل هذه العروض وتفاعله بها هو الدافع الوحيد لخلق تحدي فريد من صناع عروض مسرح الشارع في العالم العربي يضمن استمرارية إنتاجهم رغم كل هذه العوائق



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلط الشائع في مسرح الشارع
- «النص» في مسرح الشارع
- المفهوم التعريفي لمسرح الشارع
- مسرح الشارع إحتجاج ام إحتياج؟
- عوائق اللغه وغياب الدلاله في مسرح الشارع
- مسرح الشارع آلية لتسويق منتج ثقافي
- المختون «قصه قصيره »
- معاناة مبدعو عرب 48 بين التطبيع والمحتوي الفني
- من يحكم الإله؟
- المعركه
- من دفتر أحوال مراهق «طوق نجاه»
- من دفتر أحوال مراهق «وفاة الجاره»
- من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»
- من دفتر أحلام مراهق «قف للمعلم »
- من دفتر أحلام مراهق«يا صاحبي التاكسي»
- عروسه قماش
- نقيب الزبالين
- نقطه ومن أول السطر
- الورطه
- حكمة جدي


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - مسرح الشارع وعوائق التطبيق علي ارض الواقع