أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الورطه














المزيد.....

الورطه


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 09:41
المحور: الادب والفن
    



أن تعرف ذاتك خير من أن تعرف الآخر
حين وقعت عيناي على هذي اللؤلؤة البشريه كانت لاتزال في عبير الزهور تفوح بعطرها الجذاب بين رفقائها ظلت عيني تتأرجح تارة ترقبها وتارة تتفحص مفاتنها وهي تقف أسفل جسر أنشئ خصيصا داخل الجامعه للربط بين ثلاث كليات وشعاع الشمس المتعامد على وجهها الأبيض الحليب ينعكس كأضواء مرآة المسرح فتظهر كل شخوص اللعبه والثغر الباسم يدعوك بشغف لتقرض أبيات زجليه
مرت لحظة وأنا في تأمل كالناسك حين يسبح من إعجاز الخالق كالصوفي حين يصف الخمر في ابتهالاته الدينيه كممثل انصهرت ذاكرته الانفعاليه بالواقع فتقمص تجربة واقعيه
اسمع دقات الساعه تعلن وقت المسرح اذهب أسفل ذاك الجسر لأسرق نظرة اخيره واعبر في صمت
اجتاز الباب إلى أن أسقط على مقعد وضعوه في فناء الكليه كان مكان للعشاق ما اكثرهم لكن المعشوقه واحده نعم واحده كنا جميعا نتباري في عشقها أنها بروفة المسرح
ظهر المخرج خلف المنضدة الموضوعه كان يحدثنا عن فن التمثيل الصامت كيف على الفنان أن يرسم بالحركة فعلا دراميا كيف يعبر بملامح وجهه عن كل تفصيلة ابداعيه
صمت المخرج والمجموعة صمت قاتل ارتفع برأسه نحو الضوء المنبعث من الخلف كنت قد استشعرت دفئ حرارته فأدرت الرأس لتسقط عيني على تلك اللؤلؤة البشريه
قطع الصمت بسيمفونية عزفتها قدميها والحذاء والجسد يسير برشاقة راقصة باليه
وقفت فجأه عن السير في تعبير جسدي بديع ألقت بسلام على الجمع كلحن عذب أبدت رغبتها للمخرج في مشاركتنا ذاك العمل الفني
رقص قلبي بين ضلوعي رقصة موت ثم حياه لكن حين اقترب المشهد عمقا وقف النبض للحظه. وسريعا عاد بفعل الصدمات الكهربائيه حين تلامست يدي بيدها وأنا امنحها المقعد لتجلس بجواري لنشخص سويا
لم أكن فتى جذاب أو من ذوي القدرات الخاصه التي تجذب الجنس الآخر لي كنت شابا عادي يحمل داخل جيبه بضعة جنيهات وعدد محدود من السجائر المحليه لاترقي لوصف علبه كنت أنيق في لباسي الأوحد لكني كنت امتاز بطيبة قلبي الذي وصفه رفقائي ونعتوني بذو القلب الأخضر
لم تكن المرة الأولى التي أهوى فيها من طرف واحد
أذكر إني مررت بذلك أكثر من مره في المرحلة الثانويه لكن هذي المره يجب أن أتخلى عن مرضى الأوحد يجب أن أصنع فعلا دراميا يشاركني حواره طرف آخر يجب أن اغوص في تجربة ليست « مونودراما» يجب أن تشاركني التجربه تلك البطله اللؤلؤة البشريه
حان وقت الاستراحه ذهب الجمع من أعضاء فريق المسرح إلى كافيتريا الكليه
عجز لساني عن طرح الأسئلة عليها .أجمعت كل شجاعتي الفنيه وطرحت سؤال ذا مغزى قلت لها ماذا يخبرنا النص المطروح علينا من فضلك تجيبي في كلمه ?
قالت في سؤال اعتراضي ألا تعرفني ?قلت هذي اول مره القاكي قالت ارجع بذاكرتك المهمله هل تذكر حين كنت أنت في المرحلة الثانويه ? نشأت قصة حب بينك وبين فلانه التي تدرس العلوم الزراعيه ?باغتها بسؤال من أخبرك بهذي القصه المنسيه ?
قالت دقق في ملامح وجهي في تلك الشامه أسفل ثغري إلا تذكرك بها ?
قلت على عجل في سؤال من انتي ?
قالت شقيقتها رددت وأنا اتصبب عرقا لولا الحاضر ماضمدت جراح الماضي اجيبي على سؤالي من فضلك وبكلمة واحده
أجابت النص اسمه الورطه ولقائنا اليوم أصبح ورطه



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة جدي
- بئر للشاربين
- إستربتيز «التعري قطعه قطعه »
- الساده الرعاع
- أنثروبولوجيا المسرح
- الميديولوجيا ومسرح الشارع
- المسرح والثوره


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الورطه