أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - من يحكم الإله؟














المزيد.....

من يحكم الإله؟


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6423 - 2019 / 11 / 29 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


من_يحكم_إلاله؟
سؤال طالما راودني التفكير فيه إلا أنني خفت ان يكون التفكير فيه إلحاد .
تأملت كثيرا في كينونته لكن نفسي الآثمه كانت تتوقف عن التأمل خشية أن أكون ضللت طريق الإله .
الكاتب المسرحي احمد سمير Ahmed Samir يقدم لنا نص فلسفي جديد بعنوان «من يحكم الإله» .
يستهل نصه بحوار «الراوي» الذي يخبرنا ان الانسان والشيطان قدهبطا الي الأرض كل عدو لبعض وكيف للبشر أنها فكرت في فكرة العبوديه واختيار إله لها حتي لو كان هذا الإله بشرا كالحاكم القوي او كالموت الذي يقتلع الأرواح من الصدور وكيف ان البشر عبدت الموت وقدمت له القرابين وقدمت ارواح بعضها لإرضاء الإله الي أن آتي «سيزيفيوس»ذلك العاص في الاسطوره اليونانيه ليفكر ويتأمل ويطرح سؤال لا يجد إجابة له «من يحكم الإله»فيعنفه الكاهن بأنه محظور التفكير في الإله او التأمل او الحب ولا يحق له أن يخبر الإله بأوجاعه حتي لا يظن الإله أنه فقد الصبر علي البلاء الي ان يكتشف من خلال أحلامه التي تناسخ فيها الحوار واختلفت شخصيات الأحلام ليجد الاجابه علي سؤاله تلك الاجابه التي تقوده للحقيقه وتكشف زيف وخداع الشيطان وايهامه البشر ان الموت هو الإله فيفر سيزيفيوس الي البحر هو من ثار علي الموت ليعبروا الي ارض النجاة آمنين بأله واحد لا يحرم التفكير او التأمل او الحب.
حتي في أحلام سيزيفيوس المتكرره والشبيهه بالعقوبة التي وقعتها عليه الالهه بأن يرفع صخرة الي اعلي جبل الاولمب وما ان تصل الصخره الي القمه تتدحرج من تلقاء نفسها ويتحتم علي سيزيفيوس ان يقوم بهذا العمل طيلة حياته
فنجد احمد سمير في أحلام سيزيف ينتهي الحلم بموته ويستيقظ ليدخل في حلم آخر بنفس طريقة الحلم السابق ومكرر وكأننا نواجه العقوبة الالهيه لسيزيفيوس بطريقة جديده من خلال أحلام متكرره
استطاع أحمد سمير منذ ان اختار اسما لنصه «من يحكم الإله؟» ان يضرب في صميم الموروث والمعتقد ليؤكد فكرته التي ابتناها علي الاسطوره اليونانيه الشهيره سيزيفيوس الذي كان يعشق الابديه والخلود لكن السيميولوجيا التي طرح بها نصه والمتمثله في الرمز يجعل القارئ يربط بينها وبين قصة سيدنا موسي نبي الله من حيث نشأة القصه فنجد أن سيزفيوس وضعته امه تحت تمثال الإله خشية أن يقتل لا سيما ان قوانين الإله تقضي بأن الطفل الأول يذبح ويقدم قربانا للإله حتي تحل بركاته علي معبوديه وحتي من حيث نهاية القصه التي انشأها أحمد سمير فنجد سيزيفيوس بعد ان اكتشف الإله الحق يفر هو من آمن معه الي البحر فينشق فيعبروا في سلام ويغرق الشيطان وجنوده
إن أحمد سمير أراد أن يكشف الخدعه التي يخدعنا بها الشيطان المتمثل في صورة رجل الدين او الحاكم واستطاع من خلال أحلام سيزفيوس هذا الانسان المقيدة حريته الخارجيه في مشهد بليغ ان يتحرر داخليا ويفكر ويتأمل ويصل لكينونة الإله ضاربا بالاسطوره والموروث والكهوف التي بناها المتاجرين باسم الدين عرض الحائط وكأنها ثورة اطلقها الكاتب ضد الموروث والمعتقدات الدينية الباليه ودعوة صريحه للتأمل والتفكير
وقد يجد القارئ للنص في أحلام سيزيف المتكرره والتي تكرر فيها الحوار وتكررت فيها العبارات ولكن علي لسان شخصيات مختلفه نوع من الرتابة والملل .إن هذا الاحساس ازعم ان الكاتب قد قصده ونفذه بحرفية بالغه ليظهر لنا مدي جسامة العقوبه في الاسطوره اليونانيه وربطها بأحداث آنيه جعلت من القارئ يحفظ الجمل المكرره حتي يتجادل معها لاسيما أن جميعها يدعوا الي التفكير والتأمل والثوره علي الموروث والمعتقد البالي .
لقد عمد أحمد سمير الي اختيار منهج بريختي في الكتابه وذلك لاحداث صدمات متكرره للمتلقي يستطع من خلالها المتلقي ان يفكر ويتجادل مع فكرة الإله تلك الفكرة الموروثه من الأساطير الباليه ويصل الي حقيقة هي ان التأمل والتفكير والحب هم دليلنا لطريق الإله
واخيرا قرأت نص لكاتب من جيل الشباب استطاع أن يقدم فكرة جديده وثورة علي الموروث والمعتقدات الباليه و بحرفية فنيه عاليه .لقد قرأت نص هو ثورة علي الإله الخاطئ قادتنا ان نعرف الإله الحق من خلال التفكير والتأمل والحب



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركه
- من دفتر أحوال مراهق «طوق نجاه»
- من دفتر أحوال مراهق «وفاة الجاره»
- من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»
- من دفتر أحلام مراهق «قف للمعلم »
- من دفتر أحلام مراهق«يا صاحبي التاكسي»
- عروسه قماش
- نقيب الزبالين
- نقطه ومن أول السطر
- الورطه
- حكمة جدي
- بئر للشاربين
- إستربتيز «التعري قطعه قطعه »
- الساده الرعاع
- أنثروبولوجيا المسرح
- الميديولوجيا ومسرح الشارع
- المسرح والثوره


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - من يحكم الإله؟