أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»














المزيد.....

من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


#من_دفتر_احوال_مراهق
#الهانم_وذات_الملس
لم يستطع نائل ان يقتل رغبته الجامحه في الانتقام من الفتاة التي حاولت أن تسقطه فريسة لشباكها ولم يكن ظهورها علي مسرح حياته إلا نفخة في النار الخامده بداخله أثرت نفسيا علي حالته المزاجيه مما اضطره لطلب إجازة للإسترخاء وإعادة تقييم الأمور
ترك المدينة التي يعمل بها وعاد الي مسقط راس والده حيث بيت صغير في قرية صغيره بعيدا عن ضجيج المدينه حيث الخضرة والهواء ووجه الريف الحسن والعزلة حيث ان هذا المنزل لم يكن يقتن به أحد من عائلته
كان يعتاد نائل ان يصعد الي سطح المنزل الصغير ليشاهد قرص الشمس الحارق وهو يسقط خلف الأشجار قبيل الغروب
وفي المنزل المقابل له كانت تقطنه احدي السيدات بعد ان انفصلت عن زوجها وقررت أن تستأجر منزلا في الريف لتعيش فيه أو لتختفي من مجتمع يلفظ المطلقات الي مجتمع رأت فيه العزلة والهدوء لا سيما أنها كانت محافظة ترتدي نقابا يكفر وجهها و لم يكن يتردد علي منزلها سوي امرأة من اهل القريه في عقدها الثالث ترتدي جلباب ريفي اسود يطلق عليه اهل الريف (الملس) وتجلب للسيده اللبن والبيض والجبن وتمكث معها قرابة الساعتين ثم تعود الي منزلها
كان هذا الأمر يتكرر يوميا مما أثار حفيظة نائل حين يري المرأة ذات (الملس) تدخل لمنزل (الهانم) كما أطلق عليها اهل القريه وبيدها قليل من البيض او الجبن أو اللبن وفي نفس التوقيت الثابت قبيل المغرب وحين تدخل السيدة ذات الملس للمنزل تقوم الهانم توصد النوافذ والأبواب الي ان تخرج ذات الملس فيتم فتح النوافذ أمر أثار تسأولات عده لدي نائل الذي يشاهد المشهد كل يوم من اعلي سطح منزله ويري الاسطح الملاصقه يكسوها القش والحطب ويسهل عليه ان يعبر علي الأسطح حتي يصل لسطح الهانم ليرقب المشهد عن قرب وليعلم حقيقة الأمر
انتظر نائل حتي اختفت الشمس وهبط الظلام الموحش في قرية يتم حصر المنازل المضاءة بمصابيح كهربائية علي أصابع اليد الواحده وبدأ في التسلل بخفة ورشاقه علي الاسطح المجاوره حتي وصل لسطح المنزل المقابل له منزل الهانم نزل من اعلي السطح علي اطراف اصابعه الي ان وصل لصحن الدار المعتم فأسترعاه الضوء المنبعث من غرفة مجاوره ليري المرأتين في لهيب من القبل والاعناق وعاريتين تماما تمارسان سحاقا شاذا لم يستغرق الأمر برهة قليله ودون أن يلحظ أحد وجوده بصحن الدار ودون أن يميز ملامح وجه الهانم التي اخفاه شبق السيدة ذات الملس حتي عاد نائل الي ادراجه متسلقا الأسطح الي ان عاد الي سطح منزله يشعل سيجارة تلو الاخري حتي خرجت السيده ذات الملس وقامت الهانم بفتح النوافذ
رشف نائل نفسا عميقا من دخان سيجارته واخذ يسأل نفسه ماالذي يدفع سيدتين في مجتمع ريفي ان تمارسا السحاق واحداهما متزوجه ؟ كيف في هذا المجتمع الريفي المتحفظ تحدث مثل هذه الحادثه ؟
في اليوم التالي وفي نفس الموعد خرج نائل الي الشارع ينتظر السيدة ذات الملس وما ان راها تتجه في طريقها لمنزل الهانم حتي اخبرها انه يريد بعضا من البيض واللبن حيث انه يقيم في المنزل وحيدا ولا يوجد محل في القريه لبيع هذه المنتجات اخبرته السيدة أنها في الغد ستجلب له طلبه في ذات الموعد وذهبت لمنزل الهانم تطرق بابها الذي ما ان دخلته حتي اوصدت نوافذه
وفي الموعد المحدد دقت السيدة ذات الملس باب نائل واعطته البيض واللبن واجزل لها الأجر بل وسألها مباشرة عن السيده التي تقطن المنزل المقابل له وكيف لها ان تقيم بمفردها في منزل داخل قرية صغيره فأجابته بلهجتها الريفيه البسيطه أنها هانم طلقت من زوجها وجاءت لتعيش بعيدا عن الصخب الذي يملاء المدن ونهضت ذات الملس فجأه واتجهت نحو بيت الهانم
صعد نائل سريعا اعلي السطح ليرقب المشهد حتي هبط الظلام وتسلق الاسطح حتي وصل لمنزل الهانم ونزل الي صحن الدار ليشاهد المرأتين في شبق وإثارة وهياج ويدقق في ملامح الهانم ليكتشف أنها الفتاة التي كانت تحاول اسقاطه في شباكها والتي تزوجت وسافرت ثم عادت لتتقدم بطلب للعمل في الشركه التي يعمل بها .
تلك الفتاة التي كان نائل يريد أن ينتقم منها أصبحت شاذه ومريضه تمارس انصهار الطبقات تحت مسمي الهانم وذات الملس .



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر أحلام مراهق «قف للمعلم »
- من دفتر أحلام مراهق«يا صاحبي التاكسي»
- عروسه قماش
- نقيب الزبالين
- نقطه ومن أول السطر
- الورطه
- حكمة جدي
- بئر للشاربين
- إستربتيز «التعري قطعه قطعه »
- الساده الرعاع
- أنثروبولوجيا المسرح
- الميديولوجيا ومسرح الشارع
- المسرح والثوره


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»