أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - نقطه ومن أول السطر















المزيد.....

نقطه ومن أول السطر


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


#من_معاناة_عاشق_في_مسرح_الهواة
#نقطةومن_اول_السطر
لم أكن أتوقع يوما وأنا طالب بالجامعه ان يمر علي يوما دون أن أتنفس هواء المسرح. فطيلة اربع سنوات لم أتوقف يوما عن ممارسة عشقي وباعث الحياة بالنسبة لي وهو المسرح
الي ان تخرجت من كلية الحقوق واصبح عملي بمهنة المحاماة نقطة فاصله تحول بيني وبين المسرح فظللت عاجز عن تلبية نداء المسرح طيلة عشر سنوات ويرجع السبب في ذلك لقوانين نقابتي التي تحرم علي المحامي ان يمتهن مهنه اخري وسبب آخر يرجع النظرة الرجعيه التي تحرم علي المحامي ان يمارس هوايته كالتمثيل فكيف يكون المحام ممثلا خارج قاعات المحاكم وكيف وهو الباحث عن العداله ان يقف علي خشبة مسرح ضمن جوقة من المحبظين يقدم المساخر ؟
كل هذا حال بيني وبين المسرح الي ان جاءت أحداث الخامس والعشرين من ينايروضاق الحال وتأزمت الظروف الاقتصاديه فأضطررت لقبول عرض كان قد عرض عليا قبل ذلك بسنوات وهو ان اتولي الادارة القانونيه باحدي الشركات العامله بشرم الشيخ
ورحلت من مدينتي في وسط الدلتا تلك المدينه العماليه التي لها إيقاع خاص تتميز به الي مدينة السلام والهدوء والصفاء شرم الشيخ لأتقلد منصبي الجديد وفي وجداني بدأ يدب حماس المسرح ثانية ذهبت الي قصر ثقافة شرم الشيخ وتعرفت علي رواده حيث انه اصبح لدي متسع من الوقت وطرحت أفكاري عليهم وتحمسوا لها وبدأنا بتكوين فرقه مسرحيه لم يكتب لها الاستمرارية لقلة الموارد الماليه او انعدامها لكن كان هناك حلم اكبر يراودني حين أمر بالسياره علي الوديان الجبليه القابعه خارج حدود المدينه
في تلك الوديان الجبليه التي تبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 45 كيلومتر والتي يسكنها اهالينا ممن يطلقون عليهم (البدو) حيث الحياة الجزله والتقاليد والاعراف الخاصه كان الحلم الذي طالما بحثت عنه أن انشئ فريق مسرحي من سكان هذه التجمعات السكانيه التي تعيش في الوديان
ظل الحلم يراودني كثيرا لكن الحلم كان محفوفا بعقبات خطره حين اشرع في تنفيذه
أولها هل يتقبل سكان هذي التجمعات فكرة إنشاء فريق مسرحي منهم وهم اصحاب تقاليد وأعراف خاصه
وثانيها هل يتم السماح للعنصر النسائي بالمشاركه في الفريق
وثالثها هل سيوافق الأمن علي اختراق هذي التجمعات البدويه وإقامة مسرح بها
كل هذي المخاطر كانت كفيلة ان تقضي علي الحلم نهائيا
الا انه في يوم ما حدثتني مديرة قصر الثقافه أنها ذهبت في زيارة لاحدي مدارس الوديان وأنها ترغب في التواصل مع الاطفال المقيمين بها وإقامة انشطه ثقافيه وفنيه معهم طلبت منها ان أكون متطوعا في إقامة مثل هذه الأنشطة"
وفي تجربة فريده للبحث واكتشاف المواهب في التجمعات البدويه تلك التي اختار سكانها أحضان الجبال لتكون ملاذ لهم إذ تقسو الطبيعة عليهم تارة وترفق بهم تاره
لك أن تتخيل كيف تكون حياة الأطفال هناك وكيف أن الطفل في هذه التجمعات يختلف عن أطفالنا المدللين الذين ينعمون بالترف وحياة الرفاهيه
لقد كنت رفيقا لمجموعه من المتخصصين في الشعر والحكي والرسم ولعشقي للمسرح ذهبت معهم
حين توقفت السياره التي كنا نستقلها وحين وطأت قدماي على أرض ذلك التجمع البدوي وشاهدت أطفاله وهم يتدافعون بفرحة أمام السياره تذكرت ما قرأته عن مسرح بيرو مسرح الرمز قررت أن أجرب مع هؤلاء الصغار من أجل أن أصل إلى إجابات لتساؤلات عديده تطرح نفسها على وقررت على الفور ان اباغت أسئلتي بسؤال أطرحه على الأطفال
أعطيت كل طفل ورقه ومجموعه من الألوان وطلبت منهم أن يجيبوا على تساؤلي بالرسم رسمه واحده ترمز للاجابه وهنا وقت السؤال (ماذا يمثل الوطن بالنسبة لك ?)
وشرع الأطفال في الرسم منهم من رسم علم مصر ومنهم من رسم منزل ومنهم من رسم الجبل إلا أن طفلا لا يتعدى الثالثة عشر نحيل الجسم و عيناه لامعتين تشع ذكاء فطري قد أجاب برسمة أثارت تساؤلات ودهشة عارمة لدى حاولت كبت زمامها متوجها بالسؤال ما هذا ?أجاب الطفل (علامة استفهام) فقلت له الوطن يمثل لك علامة استفهام ?
فأجاب ماذا تعني كلمة وطن ? قلت له ماذا تعني بالنسبة لك أنت ?فباغتني بسؤال آخر قائلا هل تعني الأرض التي نعيش عليها أم الأرض التي ننتسب إليها في بطاقة الهويه ?كان السؤال صادما من طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره وكيف أن مثله قد يحمل هذا الفكر الفلسفي أم اني أبالغ فهو لا يعدو طفل لا يدرك كنة الأشياء فسألته من أنت ?فأجاب أنا طفل ولد في هذا المكان وحين جاء وقت الالتحاق بالمدرسه اكتشف أنه ليس له وثيقة ميلاد !!!!!
كيف لا يكون لطفل في مطلع الألفية الثالثه وثيقة ميلاد ? هل العزله السبب ?هل عدم التواصل مع مؤسسات الدوله سببا تسأولات عديده إجابتها كانت عند الصغير حين قال جدي مصري كان يحمل هوية مصريه حين احتل العدو الصهيوني سيناء هاجر هو وجدتي التي كانت تحمل في احشائها والدي إلى خارج مصر ووضعت جدتي والدي ولم يحرروا وثيقة ميلاد له ثم عادوا إلى مصر بعد عودة الأرض ولم يتمكنوا من استخراج وثيقة ميلاد له بالرغم أنه عاش طيلة عمره هنا في هذا المكان لابوين مصريين وكعادة المجتمعات البدوية لا توثق عقود الزواج فتزوج أبي من امي وانجبني وشقيقتي وشقيق أكبر جميعنا ليس له وثيقة ميلاد لذا أجبت بعلامة الاستفهام أجبت بالسؤال لماذا لا يكون لي وثيقة ميلاد وجدي مصري وأمي مصريه وأنا أعيش على أرض مصرية ?

علامة استفهام حول هوية طفل ?علامة استفهام لماذا لا يتم إصدار وثيقة ميلاد له ولاخوته ولابيه علامة استفهام إلى أي وطن ينتسبون ?
كانت هذي هي الإشكالية الأولي كيف احدد هوية هولاء الصغار وكيف اوظف مواهبهم عمدت الي تكوين فريق مسرحي من هؤلاء الأطفال يقوم علي الارتجال واخذت أدون واوثق كل ما يخرج من تصورات ابداعيه لهؤلاء الصغار من خلال العابهم الشعبيه واخترت لعبة( الدبه وقعت في البير) لتكون شكلا مسرحيا اطرح من خلاله مشكلات هذي التجمعات البدويه المتمثله في سواقط القيد والجهل والصحه وغياب الرعاية الحكوميه لهم تلك المشكلات التي طرحها الصغار من خلال ارتجالهم في التدريبات المسرحيه واضافوا عليها معاناتهم من ارثهم البدوي حيث العادات والاعراف الخاصه التي آن الاوان ان تتغير او يتخلي عنها اصحابها كي ينصهروا في الحياة المدينه
كنت وأنا أقوم بتدريب هولاء الصغار أشعر أني أمام منجم للذهب مع كل تدريب يخرج المنجم افضل ما عنده رغم أنف الظروف القاسية وقلة الموارد الماليه التي تعيننا علي توفير حافز تشجيعي لهؤلاء الأطفال
وبالرغم من ذلك لم ينضب حماس الصغار بل كان مشتعلا دوما كنت اطرح الحاله المسرحيه عليهم فيقوموا بالارتجال كأنهم سبق لهم فعل ذلك ويرجع ذلك لكوني انا وهم توحدنا في هم واحد هو معاناتهم داخل هذي التجمعات البدويه
كنت نوثق الارتجال ونهذبه الي ان خرج نصا مسرحيا يبدأ بلعبة شعبيه تطرح من خلالها مشكله لكل طفل الي ان تأتي صرخه جماعيه للاطفال تطلب تغيير الواقع الذي يعيشونه كان الأطفال يغنون أغانيهم البدويه ويتحدثون بلهجتهم داخل العرض المسرحي الذي اسميناه جميعا نقطه ومن اول السطر



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورطه
- حكمة جدي
- بئر للشاربين
- إستربتيز «التعري قطعه قطعه »
- الساده الرعاع
- أنثروبولوجيا المسرح
- الميديولوجيا ومسرح الشارع
- المسرح والثوره


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - نقطه ومن أول السطر