أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - سلوكيات اجتماعية مرفوضة














المزيد.....

سلوكيات اجتماعية مرفوضة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتذكر جيدا عائلة "ابو صدام" التي قدمت لحينا في زمن الحصار, كانت عائلة قذرة بكل ما للكلمة من معنى, فكان اولاد العائلة لصوص وشاذين, وبنات العائلة عواهر, والام تنظم اعمالهم اي انها "قوادة", كانوا يشعرون بسعادة اذا انظم شخص لأعمالهم, وبدأوا يستدرجون الفتيات الصغيرات كي يتحولن مثل اخواتهم "عواهر"! واصبحوا تحت مظلة حزب البعث بعد الخدمات الكبيرة التي قدموها لرجال الحزب, وتحولت تقارير اخواتهم الى تقارير مهمة جدا للحزب والثورة, كانت العائلة تستمتع بإيذاء الناس, والغريب كان لهم فئة من اهل الحي منسجمون مع انحرافات عائلة ابو صدام, ومع الايام اصبح هناك بيوتات تقلد بالحرف ما تفعله العائلة القذرة.
كان جل اعمالهم ايذاء الناس عبر الاعتداء والسرقة ونشر الدعارة, في حي كان قبل وصولهم هادئ ينعم بالسلام.
المجتمع العراقي عاش طويلا تحت ضغط وقهر الحكومات، والحروب المتوالية، والاعمال الارهابية، وعسكرة المجتمع عبر (الدفع بالأجيال لمطاحن الحرب قبل 2003, وتشكيل الجيوش المتعددة بعد 2003)، بالإضافة لخبث السلطات المتعاقبة في دعم عوامل الجهل والتخلف الاجتماعي، مما كان سببا في انتاج عادات وسلوكيات غير صحيحة سائدة اجتماعيا، سلوكيات سلبية تمثل اعتداء على الاخر! لكن يفعلها الانسان العراقي (للاسف) من غير ان يشعر بالذنب، بل تجده سعيد ويفتخر بسلوكياته الخاطئة، وهو دائما ما يجد المبررات لكل سلبياته، والاغرب ان البعض يجدها سلوك حميد يجب القيام به، رغم تناقضه مع ثوابت العقل والدين.
وهنا سنذكر ثلاث سلوكيات سلبية, والتي يمارسها البعض وبشكل يومي:

• اولا: سلوك الايذاء:
كان هيثم طفلا عدوانيا لم يهتم ابواه بتربيته فتركاه للشارع, كان يحاول دائما الاعتداء على الاخرين, فلم يسلم شباك للجيران من حجارته, وفي الليل يخرج ليبعثر النفايات, وعندما كبر اصبح شاذا يتلذذ بالاعتداء على الاطفال, ولا يقبل اي نصيحة, عندما كبر اختفى سنوات, الى ان امسكت به الشرطة ضمن عصابة للقتل والخطف والدعارة.
بحسب التركيبة الغريبة للشخصية العراقية نجد فئة من الناس تتلذذ بإيذاء (الاخر), ويجده عملا طبيعيا لا يصاحبه وخزة للضمير او ندم, مثلا عندما يرفع صوت الموسيقا بهدف ايذاء جاره! او يدخن في الباص بقصد ايذاء الاخرين, او يرمي النفايات وسط الشارع بهدف الايذاء, او يستمتع بتحطيم زجاج الشبابيك بهدف التخريب, او (يمارس النميمة ) بين اثنين, بهدف احداث مشكلة بينهما, او الطعن في شرف الاخرين بهدف الحط من كرامتهم.
واذا وجد شخص ضعيف لا عون له عمد على ايذائه, فهو لا يرتاح الا عبر ايذاء الاخرين, و يبرر افعاله بان من يقوم بإيذائهم يستحقون ذلك, وهذا السلوك متفشي في مجتمعنا, وهو نتاج عقد نفسية وانحراف في اسلوب التربية, وعوامل الحروب والقهر والفوضى.
ويحتاج لوقفة من قبل مؤسسات الدولة التعليمية والاعلامية, ومن قبل منظمات المجتمع المدني.

• ثانيا: سلوك الاستهزاء:
كان هنالك شخص يكنى بالعكيد في المنطقة بأطراف بغداد الفقيرة, ومهنته سباك الحي, مهنة جعلته غير محترم بين الناس, لذلك كان يحاول الثأر لنفسه عبر ايذاء الاخرين, فما ان يجد شخصا ضعيفا حتى يجعله نكتة عبر السخرية منه ومن كلامه, وكان يتوجس ان يقدم على هكذا افعال امام الاقوياء ذاتا وجسما, وهذه دلالة على جبنه ومحاولاته سد ثغرة في تركيبة شخصيته, وكان هنالك من يتناغمون مع افعاله ويقلدوه في الاستهزاء بالضعفاء.
بعض افراد المجتمع لا هم لهم الا الاستهزاء من الاخرين, فتراهم يبحثون عن الاخر الضعيف ليقوموا بالاستهزاء من شخصه, والضحك عليه واضحاك الناس, وجعله مثال للسخرية, فلا يهتم عندما يحط من كرامة الاخرين ويتسبب بأحراجهم, بل يجد لذة في ممارسة هكذا افعال مشينة! والغريب انه يجد مؤيدين كثر لفعله, حيث يشعر البعض بالسعادة عندما يجدون شخص يستهزئ بالضعفاء.
انه سلوك مخالف لقيم الدينية والاخلاقية والانسانية, فهو خروج عن كل شيء والتحول لصفة حيوانية.

• ثالثا: سلوك الاغتياب
كنا في مقهى ومعنا زميل في العمل, كان معروفا بداء الغيبة, لم يصبر ربع ساعة حتى اغتاب احد الغائبين, ثم اغتاب موظفة مخطوبة قبل فترة, حاولنا كبح جماحه بعدم التفاعل مع كلامه, فعدل مسار الحديث ليغتاب صديقنا الذي اعتذر عن القدوم, وخلط حقائق بأكاذيب حتى صدقه احد الحاضرين, كان محترفا في فن صياغة الغيبة بحق الاخرين بحيث يتم تصديقها.
الاغتياب: هو الكلام بسوء عن شخص غائب, وهو داء خطير متفش بشكل مخيف في المجتمع, حيث اصبح كما يقال :" فاكهة المجالس" ومن دونه لا شيء جميل، فما ان يجلس اثنان او اكثر حتى يكون للغيبة حضور قوي, ولا يسلم منه احد, فالكلام بسوء عن الشيخ عن رجل الدين, وعن المرأة (الطالبة ، الموظفة، الارملة، والمطلقة) وعن الزميل في الدراسة او العمل او الكلام بسوء عن الجار او الجارة.
وهو سلوك للحط من كرامة الاخر في غيابه, وهو فعل الجبناء الذين يخشون المواجهة و يشعرون بالنقص.
الغريب ان المغتاب يجد جمهور يفرح به ويثمن جهوده, بل ويقلده وهذا دليل اختفاء قيم الدين والاخلاق عن واقع حياة المجتمع, فلا رادع للمغتابين بل نجدهم ينجحون في وسطهم, ويتم تقريبهم من قبل المسؤولين, وهذا السلوك المعيب متفش, وكان بابا للمشاكل والتنافر في المجتمع.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا ..... مصادفة
- قصة قصيرة جدا ..... رائحة
- المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي
- كلام حول جريمة غسل العار
- اختفاء
- الطبقة السياسية وسحت مخصصات بدل الايجار
- البقاء لله
- الحرية والعبودية يتجسدان في حاضرنا
- السلف والقروض الحكومية والفوائد التعجيزية
- صدام والولادة في سراديب البيت الابيض
- شاهدت فيلم خيال مآتة
- امريكا وحريق الشرق الاوسط
- وماذا بعد البلطجة الامريكية ؟
- دعاة الجمود الفكري في الاسلام
- شاهدت 12 رجلا غاضب
- شتاء ضبابي في بغداد
- المرجعية الصالحة وتخاذل الجماهير
- الثورة الزراعية هي الحل
- التظاهرات العراقية والنقاط الاربع الهامة
- نقابة المعلمين ودورها السلبي في تعطيل الدوام


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - سلوكيات اجتماعية مرفوضة