أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي














المزيد.....

المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذاق العراقيون لوعة النظام الدكتاتوري الذي تسلطت لعقود طويلة, فلا راي للجماهير, ويفعل المتسلطون كل ما يحلو لهم, هكذا تحول العراق في عهد الانقلابات العسكرية الى دولة بوليسية تحكم بالحديد النار, ولا مكان للمعارض فيها, فمن يعلوا صوته برفض الظلم يعدم او يعلق على عمود الكهرباء! ليكون عبرة لمن يفكر بمعارضة النظام الدكتاتوري, وهكذا اصبح كل عراقي يحلم بنظام ديمقراطي حر يسمح للشعب في اختيار حكامه.
كان الظن لأغلب العراقيين ما ان نتحول الى النظام الديمقراطي, حتى تسترد الحقوق المغتصبة.
الغريب بعد 17 عام من تطبيق النظام الديمقراطي, نجد استبداد احزاب السلطة هو الحاضر, صور تتكر كل يوم, من قبيل منع المواطن من الاعتراض على طريقة الحكم, السطو على مقدرات البلد, واخيرا قمع المتظاهرين بأبشع الطرق, انه نظام ديمقراطي وباطنه دكتاتوري عفن, وهذا يدفعنا للتساؤل عن اسباب موت الديمقراطية الفتية في العراق؟
في احدى المرات سئل الدكتور علي الوردي عن الديمقراطية وما مغزى كلامه من ان الديمقراطية عادات وليست محفوظات.
الجواب: ان الديمقراطية ليست محفوظات يتواعظ بها الناس, بل هي عادات اعتاد الناس عليها في سلوكهم الواقعي, فعندما نريد ان نعرف مستوى اي مجتمع من حيث أهليته للممارسة الديمقراطية علينا ان ندرس العلاقات التي اعتاد عليها الفرد, في البيت والسوق والمقهى والمجلس والملهى والمتنزه, وفي هذا مصداق الحديث النبوي القائل: " كيفما تكونوا يولى عليكم".
الان دعونا نتكلم عن اهم مظهر من مظاهر الحكم الديمقراطي, والذي من دونه يكون مجرد كذبة.
انه الاعتياد على ابداء الراي بكل حرية, مع التسامح مع المختلف في الراي, وغياب فكرة فرض الراي على الاخر, الفرض الذي تتناغم مع تراكمات الماضي الدكتاتوري, وان يكون المواطن واعيا غير ميالا للمشاجرة او الحقد على الاخر, وان يكون حرا في فكره وليس مجرد خروف تابع لراعي يحركه كيفما اراد, وان ينظر لكل الناس باعتبارهم بشر عاديون ولا يقدس ويضخم ذات من يحبهم, وان يختار حسب فكرته وليس لأمر من يقدسه, وان يحترم القانون ويسعى نحو العدل, وان يكون محبا للأخرين.
التعود على السلوك الديمقراطي يحتاج لسنوات طويلة, ويحتاج لبرامج حكومية في سبيل رفع وعي الامة.
لكن مع الاسف عمدت السلطة واحزابها على تسفيه وعي الامة, بهدف سحق ارادة الشعب واستمرار سطوتها على الحكم, ففئة رسخت عقيدة الطاعة العمياء للقائد الخارق (كما تصوره ماكنتهم الاعلامية)! واعتباره فوق مستوى البشر, فكانت العلاقة بين المجتمع والقائد عبارة عن علاقة السيد بعبيده, او يمنع انتقاد سلوكيات وقرارات القادة باعتبارهم جزء من عوائل مقدسة يحرم نقدها, وهكذا غرق الانسان ما بين الجهل والعبودية لينتج مجتمع بصفات الخرفان تابع ومطيع ومنوم للراعي, يحركهم حسب ما يريد.
عندها تصبح الديمقراطية نكتة, فلا تنتج لنا الا ارادة الزعيم والقائد, لا ما يريده الجماهير.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام حول جريمة غسل العار
- اختفاء
- الطبقة السياسية وسحت مخصصات بدل الايجار
- البقاء لله
- الحرية والعبودية يتجسدان في حاضرنا
- السلف والقروض الحكومية والفوائد التعجيزية
- صدام والولادة في سراديب البيت الابيض
- شاهدت فيلم خيال مآتة
- امريكا وحريق الشرق الاوسط
- وماذا بعد البلطجة الامريكية ؟
- دعاة الجمود الفكري في الاسلام
- شاهدت 12 رجلا غاضب
- شتاء ضبابي في بغداد
- المرجعية الصالحة وتخاذل الجماهير
- الثورة الزراعية هي الحل
- التظاهرات العراقية والنقاط الاربع الهامة
- نقابة المعلمين ودورها السلبي في تعطيل الدوام
- الغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والبرلمان مطلبنا
- رسالة من الشهيد الى الرئيس
- ابن ثنوة سيخلد, واللصوص الى مزابل التاريخ


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي