أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دعاة الجمود الفكري في الاسلام














المزيد.....

دعاة الجمود الفكري في الاسلام


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاسلام ثورة فكرية انسانية في منطقة تعاني من الجهل والجمود الفكري, انها ثورة تضمن رقي الانسان وتكامله, وحصل التغيير الذي اراده الرسول الخاتم (ص) في سنوات حياته, بوضع اسس الرقي الفكري للامة, لكن بعد رحيله تصاعد الصراع السياسي وقفز زعماء قريش (اشد اعداء الاسلام) لمركز الحكم, بواسطة المكر والخبث, فعملوا القريشيين بعد سيطرتهم على الحكم تشويه الاسلام وافراغه من محتواه بهدفين اساسيين: الاستمرار بحربها للإسلام, ولغرض دوام سلطتهم وهذا يتم عبر تسفيه وعي الامة.
عندها برز خط داخل الامة يحارب الفكر الاسلامي الاصيل, والذي لم يكن له مكانا في صدر الاسلام, لكنه وجد موطئ قدم عندما حصل تفرق الامة, فظهر التعصب بأبشع صوره, ليتم مخالفة النص المحمدي الصريح فقط نصرة للجهل او للقادة السياسيين, فكان الجمود العقائدي او الفكري اقرب الى الجهلة وذوي الاغراض والافكار المنحرفة.
في القرن الرابع والخامس الهجري تم محاربة العلماء, ولقي المفكرون اشد انواع التنكيل والتهم, كل هذا ليتم تعطيل الفكر.
ففي زمن الخلافة العباسية نشطت المدارس الفكرية, وافتتحت الابواب لدراسة الفلسفة وعلم الكلام والمنطق, فاستشعر جمعا من الفقهاء ورواة الحديث بالضعف امام ما يطرحه العقل, ويكاد يتم تحطيم خيوط العنكبوت ويتساقط ما بنوه من زمن معاوية, فاجتمعوا ليقرروا مكيدة تطيح بالعدو الفكري, فلم يجدوا الا تهم الكفر والضلال لأبعاد الناس عنهم.
واستشعر الحكام مخاطر الحرية الفكرية على شرعية وجودهم وعلى دوام حكمهم, عندها تم تدمير عشرات المكتبات, واحراق الاف الكتب الفلسفية والفكرية, وتم اعتبار علم الكلام باب للضلالة, والفلسفة ارتداد! مع مساندة نظام الحكم والذي يدعم الجمود الفكري, فاصبح العلماء والمفكرين وطلابهم ملاحقين من قبل السلطة ومن قبل الجهلة والسفهاء والعبيد.
سأذكر واقعة تاريخية تبين قبح ما حصل والذي تسبب لاحقا بحالة الجمود الفكري للامة, كان السهروردي من الحكماء فدعاه الظاهر غازي بن صلاح الدين الى مساجلة الفقهاء, فانتصر عليهم وافحمهم, فزاد حقدهم عليه, فدبروا له تهمة المروق عن الدين! وعملوا محاضرة بكفره وسيروها الى الملك الناصر صلاح الدين, وخوفوه على عقائد ابنه ان بقي قريبا من السهروردي, بل زادوا في رعبه بان السهروردي سيقلب عقائد نواحي البلد, فبعث الملك الناصر صلاح الدين رسالة لابنه جاء فيها "ان هذا الشاب السهروردي لابد من قتله", فتم تنفيذ امر صلاح الدين لتخسر الامة رجلا حكيما.
وحصل نفس الشي مع المئات من الحكماء والعلماء والفلاسفة والمجددون, حيث تم قتلهم بسبب الجمود الفكري الذي ترغب به الحكومات والسلطة الدينية, ويتبعها في تنفيذه الهمج الرعاع, حيث استمر اعداء حرية الفكر ودعاة الخضوع لسلطان الجهل والتقليد الاعمى, فكانت المشانق شاهداَ على سيل الإعدامات الكبير, اما السجون فقد اكتظت باهل الفكر والعلماء, اما الكتب الفكرية والفلسفية فتم اتلافها واحراق عشرات المكتبات, لأنها تعتبر جريمة تصل عقوبتها للإعدام!
اما التعصب الحكومي ضد علماء الشيعة في تلك الفترة من حكم العباسيين وبداية الحرب ضد الفكر, فهو مما اشتهر خصوصا باعتبار الشيعة خط معارض للحكم, الظالم, وكانوا على الدوام لا يقبلون بوجوب طاعة الحاكم كما اوجبها غيرهم, وكانت الرؤية الشيعية لحكام بني العباس والمماليك بانهم غاصبي للخلافة وليسوا مستحقين لها, مما جعلهم مطاردين ومنفيين, واطلق عليهم اشباه العلماء من الحساد والحاقدين اشاعة البدعة والكفر والالحاد, كي يبتعد الناس عنهم, ويعطون الشرعية للحاكم الظالم في قتلهم.
وتبعهم على هذا السلوك الهمج الرعاع, الذي يتبعون نعيق منابر السوء واوامر حكام الجور.
عند كل هذا اصاب الشلل البيئة الفكرية, ورويدا رويدا غرقت الامة في بحر من الجمود الفكري والعقائدي, التعصب المذهبي المدعوم من السلطة الجائرة وعلماء السوء قد احدث مظاهر شاذة في المجتمع المسلم, فتمزقت الامة الى مذاهب كل واحد منها يرى انه يملك الحقيقة الكاملة للدين, ولمنع مناقشة ارث الاجداد تم وضع ثوب التقديس على كتب القرن الاول والثاني الهجري, فأصبحت في نظر الامة الجامدة فكريا كتب معصومة من الخطاء, يجب التعبد بها على تناقضاتها واختلالها, ومن يفتح باب النقد لها يعتبر خارج على الدين, وكل من فعلها وجد حربا شديدة من علماء الجمود والسلطة الغاشمة والهمج الرعاع.
وفي عامنا هذا لم يتغير شيء, مازال ممنوع علينا التفكير, ومحرما علينا نقد الارث الذي انتج في زمن الامويين والعباسيين, كتب الصحاح مثلا, والتي تعتبر كالقران كل شيء فيها لا يقبل النقد! او مناقشة واقعة تاريخية كرزية الخميس مثلا, او تفسير موقف الزبير بن العوام وغيره في معركة الجمل, او فضح الدور الاموي لتشويه الاسلام, او تتبع دخول اليهود والاستفادة من احتضان السلطة لهم في بدايات الاسلام, ليدسوا سمومهم الاسرائيلية في الارث الاسلامي, او حتى تعرية الكذابين على الرسول الخاتم (ص) ممن تقدسهم الامة الان, باعتبارهم رواة حديث, وبعضهم كان مجرد كذابين لا يهمهم الا دينار الحاكم.
وللكلام بقية...



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهدت 12 رجلا غاضب
- شتاء ضبابي في بغداد
- المرجعية الصالحة وتخاذل الجماهير
- الثورة الزراعية هي الحل
- التظاهرات العراقية والنقاط الاربع الهامة
- نقابة المعلمين ودورها السلبي في تعطيل الدوام
- الغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والبرلمان مطلبنا
- رسالة من الشهيد الى الرئيس
- ابن ثنوة سيخلد, واللصوص الى مزابل التاريخ
- لماذا فرضية اولاد الرفيقات والمندسين!
- التظاهرات والضغط لإصلاح قانون الانتخابات
- الطبقة السياسية والتعفن
- دعوة لاحترام الدم العراقي
- الحمير تسيطر على الغابة
- المخدرات تجتاح البلاد
- المترو: هو الحلم العراقي المستحيل
- دعوة لكسر قيود الدراسات العليا
- قانون الجرائم الالكترونية... محاولة لقمع الحريات
- الطبقة السياسية وافتضاح امرها في شهر محرم
- ما اهمية اعادة فتح ملف عاشوراء كل عام ؟


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دعاة الجمود الفكري في الاسلام