أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - الشيوعيّ الأخير يذهبُ إلى البصرة














المزيد.....

الشيوعيّ الأخير يذهبُ إلى البصرة


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 12:46
المحور: الادب والفن
    


وقالتْ لهُ : أســرَفْتَ !
كلُّ مدينةٍ حللتَ بها أغفلْتَ عن يومِها ذِكْــرَهْ
كأن مَدارَ الكوكبِ اختلَّ سَــيرُهُ
فلم يبقَ من ذاكَ الـمَدارِ ســوى البصرةْ …
*
ولكنني فكّــرتُ …
إن صديقتي تقولُ صواباً ؛ كيف أنسى دِيارَها ، حديقتَها ، والشُّرفةَ ؟
الصيفُ أرسلَ الرسائلَ . والكرسـيُّ مازالَ يقصدُ البِـيانو . الفتـى
الهنديُّ يلقي سلامَهُ ســريعاً، وأعلى دوحةِ الســرْوِ حطَّ طائرٌ
عجيبٌ… أ مِن فردوسِ " لِــيــزا " أســافِـرُ ؟
*
تعلّمتُ أن أحكي ، فلستُ مُـكَـتِّـماً هواجسَ لَـيلي الأربعيـنَ :
أنامُ في جناحَي غُرابٍ . والسعالي ضجيعتي . ومن دميَ المسفوحِ لـونُ
الحوائطِ … انتهيتُ إلى أن أرضعَ التيسَ . أن أرى تماسيحَ من قارٍ تغَنِّي .
وأن أرى خــيولاً علـــيها من عــيونٍ حوافرُ …
*
وتـسـألُـني " لِـيزا " ، وقد أطبقَ الدُّجى : سـمعتُكَ تهذي …
كنتُ أحسَبُ أنني أهيمُ بِوادي الجِــنِّ ! هــل كنتَ نائماً بِوادي
الذئابِ ؟ الليلَ تختضُّ … ناضحاً شفيفَ دَمٍ … مستنفَـدَ الصوتِ .
ربما سنفعلُ شيئاً في الغَـداةِ . كأنني أراكَ إلى حيثُ انتويتَ تغادرُ …

*
القصّـةُ ، وما فيها ، يا أصحابي ، ويا رفاقي ( لا أدري إنْ كــنتـم
لا تزالون تستعملون كلمــة " رفيق " … لا يهمّ ! ) أن الشيوعـيّ
الأخير ، ذهبَ قاصداً البصرةَ ، بــعدَ أن ودّعَ حبيبته " لِـيزا " التي
أوصتْـه بألاّ يدخل البصرةَ ، بعد طولِ غياب ، إلاّ تحت الراية الحمراء .

*
في البصرةِ راياتٌ ســود
في البصرةِ راياتٌ بِيض
في البصرةِ راياتٌ من نخلٍ ذي أعجازٍ خاويةٍ …
لكنْ في البصرةِ ، أيضاً ، وبلا أيّ كلامٍ ( أرجوكم ! ) : راياتُ الـملِـكةْ
أعلى من كل الرايات !
((المقصودُ بالملكة هنا : إليزابَث الثانية ( الأولى ، كانت تموِّل القرصانَ فرانسس دْرَيك
في القرن السادس عشر ، الميلادي طبعاً ) وإليزابَث الثانية هي ملكة انجلترة والبـصرةِ
وما جاورَها في القرن الحادي والعشرين ))
*
وهاهي ، ذي ، إذاً …
أسطورةُ الراياتِ تتبعُ فُوّهاتٍ من بنادقِ أهلِها !
لكنني ، وأنا الشيوعيّ الأخيرُ ، أظلُّ أحملُ رايتي الحمراءَ …
هل ضاعتْ بنادقُنا ؟
نسِيناها؟
اتّخذْنا غيرَها ؟
أَمْ أننا ضعنا وقد ضاعتْ بنادقُنا ؟
سلاماً للنصيرةِ !
للنصيرِ !
لفِتْـيةٍ رفعوا على الـقُنَنِ الغريبةِ والروابي ، الرايةَ الحمراءَ
سوف نعودُ للقممِ !
الصباحُ الـجَهْـمُ يُطْلِقُ بُوقَنا :
بوقُ القيامةِ نحنُ …
أحراراً
شيوعيينَ
نرفعُ رايةً مرويّـةً بدمٍ وأوحالٍ
وندخلُ أرضَنا …
………………..
………………..
……………….
سنكونُ أجملَ من نهايتِنا …


لندن 25/5/2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيّ الأخير يذهب إلى السينما
- السادس والثلاثون
- البصرةُ ليستْ لأهلِها !
- مُقَفّاةٌ
- خديعةٌ ؟
- في تلك الأيام
- مدينةٌ طليقةُ الأنفاس : مكناس
- حوار مع الشاعر الكبير سعدي يوسف
- مجلسُ قيادةِ ثورةٍ للجواسيس
- مُرّاكش ورياضُ ليوناردو دافنشي
- يا لَهذا العُمْرِ الذي طالَ !
- لا تيأسوا … وأنتم الأدنَون !
- المتاهة
- قولي لهم إنهم أحَطُّ من الكلاب !
- إعدامُ السجناء السياسيين
- مؤبَّدُ خيانةٍ
- العودةُ
- سامرّاء
- عِنادُ الأوغادِ
- القرصان والسلطان


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - الشيوعيّ الأخير يذهبُ إلى البصرة