سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:31
المحور:
الادب والفن
أين أذهبُ في مهبِــطِ الليلِ ؟
قد هبَط الليلُ :
ليلٌ طويلٌ ( وفيــهِ امرؤ القيسِ )
ليلٌ عريضٌ ( ونابغةٌ فيــهِ )
ليلٌ / رصاصٌ / ثقيلٌ …
…………………
…………………
…………………
قليلٌ من الليلِ يكــفي .
*
إلى أينَ أذهبُ ؟
في حانة القريةِ ، الآنَ ، يدعو الزبائنُ أشــباهَـهم
ويغَــنُّونَ أغنيةً للمعســكرِ ،
أو للنساءِ اللواتي انتهَـينَ …
*
اســتَــرِحْ لحظةً
ولـنُـفَـكِّــرْ قليلاً : إلى أين تذهبُ ؟
ثمّتَ ، في أسفلِ التلِّ ، تلمحُ ضوءَ الــمحطّــةِ ؛
إن القطاراتِ تَـصْـفِـرُ
والضوءَ يَـصْـفَــرُّ
والمطر الـنّـزْر يرسُــمُ لألاءهُ في الزجاجِ الــمُضاعَفِ …
ما أجملَ الســفرَ !
*
الليلُ يجلسُ ، كالمتسوِّلِ ، يرفو ثياباً مبلّــلــةً
وقطاراً مضى منذ عشــرينَ عاما !
……………………….
……………………….
……………………….
إلى أين تذهبُ ؟
في الــبُـعـدِ
بين الجذوعِ التي تتقطّــر ماءً وعشــباً
تلوحُ ضفافُ البحيرةِ …
إن البحيرةَ تُفضي إلى النهرِ
والنهرَ يفضي إلى البحرِ ؛
ما أجملَ الرِّحــلةَ !
الســلّــةُ الــخُــوصُ تدنو من القصبِ اللدْنِ
والسـلّـةُ الخوصُ تدنو
هي السلّـةُ الخوصُ تدعو
تناديكَ …
ما أجملَ الرِّحــلةَ !
………………………..
………………………..
……………………….
السلّـةُ الخوصُ … حقّـاً
ولكنْ ، أتحسَـبُكَ الطفلَ ؟
*
ثَـــمَّ ســـماءٌ ســماويّــةٌ
هي أبعدُ من جامعِ القيروانِ
ومن ســورِ مُـرّاكشِ اللانهايةِ
أبعدُ من زنجبارِ البهــــارِ
ومن كلِ شـــاطيء شـــرقيِّ إفريقيـــا
ومن مَرْكَبِ الهنـــدِ …
إنْ شِـــئتَــها جِــئتَــها ،
ولكنّــها ، يا بُــنَــيَّ ، العزيزةُ
مَن ليس يُــنْكِــرُها ليسَ يدخــلُــها ...
فاتَّــئِــدْ
يا بُــنَـيّ !
واتَّـــئِـدْ
يا بُــنَــيّ …
لندن 23/12/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟