سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 11:01
المحور:
حقوق الانسان
فجرَ اليوم ، الرابع عشر من آذار 2006 ، وفي الساعة الرابعة والنصف بعد منتصف الليل ، كنتُ أتابع برنامج
" في منتهى الصراحة " Hard Talk ، من القناة الأولى في التلفزيون البريطاني ، وهو برنامجٌ أحمدُ للقائمين عليه شجاعةً يتحلَّونَ بها ، لم تَـعُــدْ متواترةً في أيام البيع والشراء هذه .
المفاجأةُ التي يصحُّ عليها القول الإغريقيّ : " تَـوَقَّـعْ غيرَ الـمُــتَــوقَّع " ، كانت في حضور جانِس كارْبِنِسـكي . ولمن لا يُعنَونَ بحفظ الأسماء ، أقول إن جانِس كاربنسكي هي آمرةُ سجن أبوغرَيب التي حوكمتْ فخُفِّضتْ رتبتُها العسكريــة ، وسُجِن ثلاثةٌ من جنودها ، دفناً لكل ماجرى … ودفعاً للحسد !
في البرنامج تحدثت كاربنسكي بصراحةٍ مرموقةٍ ، مدافعةً عن نفسها ، موجِّهةً نيرانَها إلى الآخرين بدءاً بالرئيس بوش ووزير دفاعه رامسفيلد ، وانتهاءً بالقادة الميدانيين الأميركيين في العراق المحتلّ .
قالت كاربنسكي إن آمر معتقل غوانتانامو الذي جاء إلى بغداد ليرتِّب أمور السجن حتى بعد افتضاح وقائع التعذيب ، قال لها بالحرف الواحد :
" انسَي اتفاقيات جنيف … قولي للمعتقلين ( العراقيين طبعاً ) إنهم أحطُّ من الكلاب ، وعامليهم معاملة الكلاب وإلاّ فقدتِ السيطرةَ عليهم " .
ثم ذكرت أن التعامل مع المعتقلين خارج اتفاقيات جنيف ، أُبلِغَتْ به في مذكرةٍ موقّعةٍ من قِـبَل رامسفيلد ، وزير الدفاع ، مع تفصيلٍ دقيقٍ جداً لوسائل التحقيق ووضعيّــاته ( أي الاستنطاق تحت التعذيب ) ،ملحقٍ بالمذكرة . أمّــا جنودُها الثلاثة فقد سُجِــنوا ، للتعمية ، سجناً ما كان ينبغي أن يحدُث ، إذ كانوا يعتقدون أنهم ينفِّذون الأوامر .
على أي حالٍ ، كانت كاربنسكي تلقي بالمسؤولية على ســواها ، مؤكدةً أنها لم تَـعُـد مسؤولةً عن سجن أبو غرَيب منذ أيلول 2003 .
أخيراً سألها مقدم البرنامج :
• هل ترَينَ وجوبَ إغلاق معتقل غوانتانامو ؟
- نعم .
• وأبو غرَيب ؟
- بالتأكيد .
لندن 14/3/2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟