أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - المؤتمر القومي العربي - من البونابرتية الى الزرقاوية















المزيد.....

- المؤتمر القومي العربي - من البونابرتية الى الزرقاوية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" المؤتمر القومي العربي "
من البونابرتية الى الزرقاوية
بداية لابد من توضيح أنني أتناول في هذه المقالة موضوع مسلسل المؤتمرات الموسومة با " المؤتمر القومي العربي " التي ينظمها مركز الدراسات العربية في بيروت منذ عقدين بدعم مادي ومعنوي كما بات معروفا من نظامي العراق المخلوع وسوريا وانعقد آخره في المغرب وبلغ تسلسله سبعة عشر ولست هنا بصدد تقييم الفكر القومي العربي الذي يشغل مكانة مرموقة ومؤثرة في وجدان الملايين من أبناء الشعب العربي الصديق ويحمل الاتجاهات المتعددة ومنها الديموقراطي والانساني والليبرالي والثوري الى جانب الشوفيني والرجعي مثل سائر الأفكار القومية لدى جميع شعوب العالم بدون استثناء وهنا من المفيد التمييز بين مضامين نوعين من الأفكار القومية واحد اجتاز مرحلة التحرر القومي بعد نيل الاستقلال السياسي وبناء الدولة الوطنية وبالتالي انتفاء العديد من الشروط الموضوعية التي تؤهلها للاستمرارية بنقائها المعهود ابان مهامها ما قبل التحرر وفي ظل استلام السلطة والتحول من المعارضة الى ممارسة الحكم بكل تبعاته القمعية اللاديموقراطية تجاه طبقات وفئات الشعب والقوميات المظلومة وآخر لم يزل ضمن اطار التحرر القومي بكل مهامها الوطنية والديموقراطية والانسانية ويتخذ موقعه الطبيعي ضمن صفوف المعارضة الديموقراطية العاملة من أجل التغيير واستعادة حقوق الأغلبية المحرومة بما فيها الطموحات المشروعة في تقرير مصير الشعوب والقوميات .
من عادة القوى الجادة الواثقة من حاضرها والمتطلعة الى المستقبل بمسؤولية ممارسة النقد الجريء والتقييم الموضوعي بين مرحلة وأخرى أما المشرفون على مسلسل - المؤتمرات القومية العربية – فيعملون العكس تماما : التشبث بالخطأ والترويج له , ركوب موجات التطرف القومي والديني , تضليل الجيل الناشىء باخفاء الحقائق عنه , الانتقام لسقوط النظام الدكتاتوري في العراق وأدلجة المواقف السياسية بالتنظير للارهاب باسم مقاومة الاحتلال والامعان في المضي في فلك الانظمة الاستبدادية مثل سوريا وايران , والتحول العلني طرفا في مواجهة عملية التغيير الديموقراطي في البلدان العربية والشرق الأوسط عموما , اتخاذ جانب سياسات الانظمة الرسمية القمعية الشوفينية تجاه الشعوب والقوميات الأخرى في المنطقة وبخاصة الشعب الكردي وبالتالي المساهمة في اثارة المفاهيم العنصرية . ولنتابع معا ما تمخض عن الدورة السابعة عشرة المنعقدة في المغرب مؤخرا : في القضية العراقية – حسب ماجاء في البيان الختامي - اعتبار خلاص العراق من الدكتاتورية تراجعا وكارثة والاعتراف بالمقاومة – الارهابيين – ممثلا شرعيا للشعب العراقي ! وتشخيص الانتخابات الديموقراطية والاستفتاء الحر على الدستور وخيار الفدرالية خيانة وتقسيما وتحديا للعروبة ! ومن ثم المطالبة بعروبة العراقيين وتجاهل كل المكونات الوطنية العراقية من كرد وتركمان وكلدان وآشور أي دعوة مباشرة للعودة الى نهج النظام المخلوع في توزيع استمارات تبديل القومية التي كانت رائجة في العهد المقبور , وفي القضية اللبنانية رفض استقلال لبنان من الهيمنة السورية ومعاداة الحركة الديموقراطية التي تمثل أغلبية اللبنانيين والدعوة الى ادامة النفوذ السوري واعتباره ضمانة لعروبة لبنان ! ودعم النظام الايراني الحاكم في معركته ضد شعوبه التواقة للحرية والخلاص من الاستبداد وفي تحديه النووي للعالم وتهديده لاستقلال العراق وللسلم في المنطقة وخاصة في الخليج , وفي القضية الفلسطينية رفض الاتفاقات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية والقيادة الشرعية المنتخبة مع اسرائيل والعالم بما فيها خارطة الطريق التي ضمنتها الرباعية – اوروبا والامم المتحدة وامريكا وروسيا - والمزايدة اللفظية على الوطنيين الفلسطينيين والدعوة غير المباشرة للحرب والاقتتال ! واعتبار كل من يدعو الى السلم والمصالحة والاتفاق متخاذلا وعميلا ! كما يدعو علنا الى رفض المصالحة والتفاوض باشراف دولي في دارفور لوقف المجازر العنصرية وتحقيق الأمن وحل القضية ديموقراطيا على اساس حق تقرير مصير شعب دارفور ومن ثم التضامن المبطن مع عصابات – الجنجويد – الفاشية , وحول مصير التغيير الديموقراطي في الشرق الأوسط رفض مطلق لاصلاح مناهج التربية والتعليم التي يجمع المثقفون والعلماء والمختصون وكل القوى الحية على ضرورة اجراء نقلة نوعية فيه للحاق بركب التطور ودعم الاصلاح الديموقراطي الموازي واعتبار ذلك نوع من التدخل الأجنبي ! .
أما بخصوص النظرة الى العالم فليس هناك اختلاف سوى في طريقة العرض والاسلوب مع نظرة بن لادن والزرقاوي وسائر الجماعات الارهابية من اصوليي الاسلام السياسي في المنطقة والعالم بتقسيم المجتمع البشري الى سفساطين : معسكر الكفر من خونة وعملاء للصهاينة والصليبيين يجب محاربتهم ومعسكر ايمان ودار جهاد وساحة مواجهة لاعلاء ورفعة شأن الأمة ! .
تاريخيا لايمكن تعريف ظاهرة – المؤتمرات القومية العربية – بمضامينها الفكرية وتوجهاتها السياسية المعلنة الا كوليد شرعي أنجبه رحم النظام القومي العربي الرسمي الذي أقامته الانقلابات العسكرية من جانب ضباط مغمورين على الطريقة – البونابرتية - ورعاه عمليا تمويلا وحماية نظام البعث في العراق وسورية كحاجة دعائية مطلوبة مساندة للسياسات الحاكمة في معارك الساحة اللبنانية خاصة عندما كانت شعار – عروبة لبنان – يتصدر التكتيكات الرائجة اضافة الى القيام بدور لملمة وتحييد مجموعات من النخبة الثقافية القومية لابعادها على الأقل من صفوف المعارضات العربية الجذرية في وجه حكومات الاستبداد وبالرغم من الانهيارات التي أصابت النظام العربي منذ حرب حزيران عام 1967 ومرورا بحرب تشرين عام 1973 وانتهاء حقبة الحرب الباردة والاحتلال الاسرائيلي لعاصمة عربية وهي بيروت وفشل جامعة الدول العربية في الايفاء بميثاقها والتزاماتها على الأصعدة القومية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية وفي المقدمة حل القضية الفلسطينية وسقوط نظام البعث في العراق نقول بالرغم من ذلك مازال هناك من يعاند ويغض الطرف عن الوقائع الصارخة ويقف في وجه حركة التاريخ وينظر لمصلحة أنظمة استبدادية فاسدة لم تعد قائمة أو في طريق الزوال .
اشارات ملفتة أثارت انتباه المراقبين ومنها تكاثر المشاركين من الجنرالات المتقاعدين – وجلهم من رموز الهزائم العسكرية – حتى اختير أحدهم أمينا عاما جديدا " للمؤتمر القومي العربي " فهل نحن أمام عملية عسكرة لهذه المنظومة تمهيدا للحاق بعسكر الزرقاوي أم ماذا ؟ كذلك مشاركة بعض المدعين بالدفاع عن حقوق الانسان وحق الشعوب والديموقراطية أمثال السيدين عزمي بشارة وهيثم المناع ! والسؤال هو من أين لهم هذه القدرة الخارقة في التوفيق بين المتناقضات والكيل بمكاييل ؟



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتماع - بروكسل - ماله وماعليه
- لمن تجري المحاكم في سورية ؟
- عندما يصبح القرضاوي فلسطينيا
- حكومة - الواقعية الثورية -
- بعد عام من استشهاد الشيخ معشوق الخزنوي ....نحوقيام لجنة تحقي ...
- سلاح - حزب الله - في بازار التسوية
- - الطائفية السياسية - في خدمة الاستبداد
- الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين
- ما بين النخبتين - الحزبية والعشائرية -
- الديموقراطية المغدورة
- أيام سورية خارج التاريخ
- حوار مع شركاء التاريخ والجغرافيا
- الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
- ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
- نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
- جدلية الداخل والخارج
- كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
- قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- المنبر الذي يزداد تألقا
- قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - المؤتمر القومي العربي - من البونابرتية الى الزرقاوية