أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - حكومة - الواقعية الثورية -















المزيد.....

حكومة - الواقعية الثورية -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: القضية الكردية
    


بحضور السيد رئيس اقليم كردستان ومشاركة ممثلين عن برلمان وحكومة العراق وهيئة الامم المتحدة وسفراء عدد من دول العالم بينهم سفيري الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا منح المجلس الوطني الكردستاني – البرلمان – ثقته للحكومة الاقليمية الخامسة " الموحدة "برئاسة السيد نيجيرفان بارزاني والتي تدشن مرحلة جديدة في وحدة الادارتين والعمل المشترك بين الحزبين الرئيسيين وتفتح " صفحة جديدة في تاريخ الشعب الكردي " في كردستان العراق حسب وصف معظم المسؤولين .
يتلمس المراقب من مضامين واشارات كلمة رئيس الاقليم وبرنامج الحكومة أمام أعضاء البرلمان بأن هناك ما يشبه الاجماع على جملة من الثوابت والتوجهات ومنها افتتاح مرحلة جديدة في الحياة السياسية الكردية قاعدتها تصالح وتعاون الحزبين , وأن الكابينة الخامسة هي حكومة - عموم كردستان - تضم ممثلين عن كافة المكونات السياسية والقومية والدينية والتي ستنطلق من موقع المسؤولية المشتركة , وأن التشكيلة الوليدة ستتفرغ للقطاع الخدمي بالدرجة الأولى , وستتصدى في مهامها السياسية القومية الى مسألة اعادة المناطق المعربة الى سابق عهدها الكردستاني بالطرق السلمية وحسب مبادىء الدستور والقوانين , وأن الاقليم سيبقى احدى قلاع العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد وسيستمر الكرد في دعم وتعزيز العملية السياسية والتعاون مع اصدقائهم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا , وسيجري العمل على تحديث برامج التعليم والتربية وتربية الكادر العلمي وبالتالي تجديد طرق ووسائل الحكم والادارة وايلاء الاهتمام اللازم بالشباب والمرأة , والعمل المدروس في احترام واحياء الموروث الشعبي التاريخي والحفاظ على التلاوين والتكوينات الاجتماعية والثقافية الاصيلة واحترام تاريخ ولغات التركمان والكلدان والآشوريين والعرب والأرمن وصيانة الآثار والمعالم التاريخية التي عبث بها الشوفينييون واحياء الأدب والموسيقى والفولكلور والمسرح , وتخليد شهداء كردستان وتحسين أوضاع ذويهم , وفي المجال الاقتصادي الاستمرار في مسيرة الاعمار والبناء وتنفيذ المشاريع ذات الطابع الاستراتيجي مثل المطارات واستخراج النفط والغاز وطرق المواصلات والاهتمام بالقطاعين الخاص والمختلط , وبكل هذا التوصيف وتلك الالتزامات يكون برنامج الحكومة الموحدة واضح المعالم في جانبه النظري وصريح وواقعي وصادق الى أبعد الحدود ويبقى أن نضيف :
أولا : من المفيد جدا في مثل هذه الحالات المستجدة النادرة الوقوع الا في المنعطفات التي تؤسس لمراحل جديدة في حياة الشعوب وأمام حدث عظيم كهذا أن يستشعر كل من يتناول الموضوع بضرورة الاحاطة بمختلف الجوانب وتوخي حذر الانسياق وراء العواطف القومية المجردة فقط – وهي مشاعر انسانية سامية على أي حال – بل تفسير الوقائع بموضوعية وتشخيص الاحتمالات واستشراف آفاق المستقبل من منطلق الحرص الشديد على نجاح تطبيق البرنامج الحكومي الذي يشكل رافعة التجربة الكردستانية الديموقراطية الفدرالية وواجهتها الحقيقية أمام أنظار العالم وبالتالي المساهمة في الجهد النظري لاستكمال شروط سير العملية بجوانبها المختلفة للتمكن من مواجهة كافة التحديات بنجاح وما أكثرها .
ثانيا : في اطار عملية الصراع الداخلي في كردستان العراق خاصة بين طرفيه الرئيسيين منذ أواسط ستينات القرن الماضي حصلت العديد من أشكال المصالحة والاتفاقيات اما بين قوى عسكرية أو حزبية وأحيانا باشراف أطراف اقليمية ودولية ولكنها لم تدم طويلا والاتفاق الأخير الذي تمخضت عنه الحكومة الموحدة يختلف عن سابقاته ويتميز بعناصر الديمومة وشروط النجاح فأولا وقبل كل شيء يتم في ظل عراق حر ديموقراطي ودستور يضمن فدرالية كردستان المشيدة منذ نحو اربعة عشر عاما ومشاركة شعبه في السلطة والثروة ويعقد على أرضية التوافق السياسي والقرار الوطني الكردي المستقل والخطاب المشترك حول مجمل القضايا الداخلية والخارجية والذي تحقق خلال مدة زمنية ليست بالقصيرة وفي أجواء تقبل التعددية الفكرية والسياسية ومبدأ تداول السلطة ديموقراطيا ويتم أساسا بدمج ادارتين حكوميتين قائمتين تتميزان بتجربة لا بأس بها في مجال الأداء الحكومي , اتفاق يرعاه ويدعمه أصدقاء الكرد من القوى العظمى العالمية وبالأخص الادارة الأمريكية والأطراف الوطنية العراقية المنخرطة في العملية السياسية .
ثالثا :كان أغلب التجارب السابقة في مجال وقف الصراعات الداخلية وعقد الاتفاقات يتم من فوق وفي غرف مغلقة ويغلب عليه الطابع الحزبي وتحجب وقائعه عن أعين الشعب لأسباب موضوعية مفهومة في حين شاهد الملايين مراسيم وبرنامج الحكومة الموحدة الذي يشكل القاسم المشترك السياسي في المرحلة القادمة ومن على منبر ممثلي الشعب المنتخبين وبصورة مباشرة عبر الفضائيات بالصوت والصورة من جهة أخرى لم تقتصر العملية التوحيدية على قرار وموافقة القيادات السياسية فحسب بل تمت حسب ما يشبه اجماع ارادة شعب كردستان بل من المرجح أن تكون في بعض مجرياتها حصيلة ضغط شعبي بأشكال شتى ومنها الاعلامي والثقافي والجماهيري وبالتالي كانت حاجة قومية ووطنية واقتصادية وحياتية داخلية وخارجية حيث تلاقى مختلف المصالح والدوافع والأسباب والحاجات لتعمل معا على انبثاق وتلقف اللحظة الحاسمة التي لا تتكرر كثيرا في حياة الشعوب .
رابعا : للمرة الأولى في تاريخ شعب كردستان العراق تنبثق حكومة المصالحة بين " قوى الأمر الواقع " تحت أنظار وباشراف مباشر من جانب رئيس الاقليم المنتخب الذي خوله الدستور بمراقبة ومتابعة أعمال الحكومة وتقديم كل أسباب الدعم والاسناد لها وممارسة صلاحياته في محاسبة أوجه التقصير وهذا عامل ايجابي جديد يعزز من فرص نجاح الانجاز الوحدوي خاصة وأن الرئيس مسعود بارزاني تتوفر فيه الصفات التي تؤهله ليكون مؤتمنا على مصير ومستقبل شعب كردستان وراعيا لعملية الوحدة القومية الراسخة المنشودة في المستقبل .
خامسا : اذا اعتبرنا انبثاق الحكومة الموحدة انعطافة ونقطة انطلاق لبدء مرحلة جديدة في الحياة السياسية الكردية فلابد من القول أن التشكيلة الوزارية المعلنة بتعدديتها وشموليتها السياسية والمجتمعية حسب القراءة التقليدية والثقافة السائدة " للأمر الواقع " بما فيه النقص الفادح في نسبة التمثيل النسوي ماهي الا انعكاس موضوعي لما هو موجود وعالق في الأذهان يعود الى مرحلة ما قبل الاعلان عنها بلحظات أما البرنامج الحكومي الذي تلاه نيجيرفان بارزاني فموجه بدون شك الى المستقبل والمرحلة الجديدة بكل آفاقها الحديثة الواعدة والسؤال الاشكالي هو هل باستطاعة التشكيلة العتيدة بطبائعها ومفاهيمها تحقيق بنود البرنامج في الواقع العملي ؟ وهل اسلوب تقاسم السلطة حسب المحاصصة الحزبية المعروفة باخفاقاتها السابقة والأليمة في آن مناسبا للمرحلة القادمة المتوجة بأحدث وأغنى وأرقى برنامج حكومي اقتصادي واجتماعي وثقافي ( في الاطار الوطني ) تشهده منطقة الشرق الأوسط والذي يمهد لتحول كردستان العراق الى قوة اقتصادية هائلة أسمح لنفسي مرة أخرى بأن أطلق عليها " نمر ميزوبوتاميا " ؟ من جهة أخرى يجب القول بأن لهذه الاشكالية أوجها أخرى تاريخية وموضوعية وظرفية من قبيل مدى تطابق أحجام التشكيلات السياسية والحزبية القائمة في كردستان والممثلة في الحكومة الموحدة مع الواقع وعلى الأرض وهل أن التقسيمات والمقاييس القديمة المعمول بها مازالت دقيقة ومجدية أمام التغييرات التي تحصل دون توقف في الخارطة السياسية والمجتمعية الكردستانية خاصة خلال عقد من الزمن تطورت فيه مناحي الحياة في أجواء الحرية والتنمية الاقتصادية والتقدم الثقافي وفي هذه الحالة يمكن اعتبار ما تم بمثابة فترة مرحلية قصيرة لابد من اجتيازها وبالتالي فالزمن كفيل بحل تلك الاشكالية وتذليل ذلك التناقض عندما يتحقق التصالح بين الذاتي والموضوعي في تشكيلة حكومية قادمة .
سادسا : قد يبدو للوهلة الأولى أمام أعين المراقبين أثر – فجوة قومية – في البرنامج الحكومي حول تحاشي التطرق الى الشأن القومي الكردستاني في الجوار والالتزام بدعم النضال السلمي للحركة السياسية الكردية في المنطقة وعزاؤنا هنا ومن المنطلق القومي بالذات هو التأكيد على نجاح التجربة الديموقراطية في كردستان العراق وتحقيق مضمون البرنامج الحكومي الذي سيكون لمصلحة جميع الأطراف والأجزاء وتبقى مسألة العلاقات الكردية – الكردية ذات الأهمية البالغة مرشحة للبحث والانجاز وفي سلم الأولويات خاصة في أجندة رئاسة اقليم كردستان , وبعيدا عن أي طرح – تبريري – أقول بأن ارتقاء العلاقات السياسية على الصعيد الكردي العراقي مع أكراد الأجزاء الأخرى ومع القوى الديموقراطية في البلدان المجاورة تتوقف على مدى نجاح العملية الديموقراطية في كل العراق واستتاب الأمن والاستقرار وكبح جماح الارهاب والتحول الى مرحلة دعم التغيير الديموقراطي السلمي في عموم المنطقة عمليا وعلنا على رؤوس الأشهاد .
كل القراءات والرؤا المتنوعة يجمع على الاشادة بالخطوة – الحدث وعلى كون الحكومة الكردستانية الموحدة موقع تقدير واعتزاز الوطنيين الكرد في كل مكان لأنها جاءت حصيلة جهود مضنية لأعوام وهي عنوان وحدة الصف الكردستاني في المرحلة الراهنة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عام من استشهاد الشيخ معشوق الخزنوي ....نحوقيام لجنة تحقي ...
- سلاح - حزب الله - في بازار التسوية
- - الطائفية السياسية - في خدمة الاستبداد
- الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين
- ما بين النخبتين - الحزبية والعشائرية -
- الديموقراطية المغدورة
- أيام سورية خارج التاريخ
- حوار مع شركاء التاريخ والجغرافيا
- الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
- ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
- نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
- جدلية الداخل والخارج
- كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
- قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- المنبر الذي يزداد تألقا
- قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
- شهادة في الراحل مصطفى العقاد
- هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
- رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - حكومة - الواقعية الثورية -