أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - أيام سورية خارج التاريخ















المزيد.....

أيام سورية خارج التاريخ


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أيّام " سوريّة "على هامش التاريخ
أيام متثاقلة مرت بمشاهدها المزعجة مضيفة هموما أخرى على كآبة دمشق المزمنة التي تفتقد الآمال المشروعة منذ عقود بما أظهر اعلام الحاكم بأمره من مشاهد كاريكاتورية وانفعالات مصطنعة في ذلك الجمع الذي اقتحم العاصمة دون اذن من أهلها الذي غلب عليه اليائسون من حاضرهم ومستقبلهم والمهزومون في الفكر والحجة والباحثون عن أحلام مريضة زائفة وفرص مصلحية خاصة ضاعت والى الأبد في معارك الماضي القريب وانتصارات آذار اللبنانية وفي بوابة الدكتاتور الشرقية وذهبت مع لهيب كوبونات النفط ونقمة أشباح المقابر الجماعية .
فقد أراد الحاكم ولأسبابه الخاصة أن يفتتح تحركه المضاد بمواجهة الارادتين الشعبية في الداخل والمجتمع الدولي في الخارج كجزء من تكتيك – الهجوم أفضل وسائل الدفاع – بتنظيم عدد من التحركات والفعاليات في توقيت متقارب مدروس عسى ولعل أن تشفعه في اطالة عمر النظام بانتظار ما يخبئه القدر من مفاجآت أو حدوث معجزة لم تكن في الحسبان ومن أبرز ما أتحفنا بها أهل النظام في الأيام الأخيرة :
أولا – زيارة الرئيس الايراني – أحمدي نجاد – الى دمشق الذي يثار من حوله الجدل منذ توليه مقاليد الحكم بسبب تصريحاته – النارية – ومواقفه غير السوية المنافية للاجماع الدولي ولنهج هيئة الأمم المتحدة من القضايا الاقليمية والدولية والسلام العالمي وسلوكه التصعيدي في مسألة البرنامج النووي الايراني اضافة الى كونه يترأس نظاما يتسم بسجل مدان في مجال انتهاكاته المستمرة لحقوق الانسان ومعاداته لطموحات وارادة شعوب ايران المحرومة المطالبة بحقوقها في الحرية وتقرير المصير وتهديداته السافرة لدول الخليج والاستيلاء على أجزاء من ترابها الوطني والتدخل في شؤونها الداخلية بالقوة وعبر القنوات الطائفية , وبسبب التشابه الكبير في أحوال الطرفين وعمق أزمتهما وخوفهما الشديد من الداخل والخارج والتماثل في طبيعة النظامين الاستبداديين وتحالفهما السياسي والأمني في مواجهة شعبي لبنان والعراق منذ أمد بعيد فقد كانت الزيارة بمثابة دفع نحو التماسك وتجميع بعض الأوراق – المحروقة – أصلا والدعوة الى – جبهة مواجهة ! – على غرار ما عرفت – بجبهة الصمود والتصدي – العتيدة (والتي لم تصمد ولم تتصدى أبدا ) ولم يكن اللقاء المشترك في دمشق الذي جمع الرئيس الايراني بقادة مجموعة من الفصائل الفلسطينية واللبنانية وخاصة من جماعات الاسلام السياسي الموالية للنظامين والمتورطة في حوادث ارهابية ومعادية للسلم والاستقرار الا تذكيرا باعادة مشهد تحالف المهزومين من تيارات الاسلام السياسي التي تدعو الى ممارسة الارهاب والحركات القومية الشوفينية وأنظمة الاستبداد الذي وان اعلن أو أقيم فلن يغير من الواقع شيئا ولن يوقف مسيرة التاريخ في منطقتنا المعبرة عن نفسها بالعملية السياسية السائرة على سكة التغيير الديموقراطي والاطاحة بانظمة الامن والقمع والافساد وتصفية جذور الارهاب كما لن يستحوذ على دعم الشعوب المكتوية بنار واضطهاد النظامين الاستبداديين في دمشق وطهران ولابد هنا ومن موقع الحرص والصداقة أن نتوجه الى كوادر ومسؤولي بعض المنظمات الفلسطينية العاملة في اطار حركة التحرر الفلسطينية بأن تظل أمينة على مبادئها المعلنة ولاتعيد التجارب المرة من جديد مع من غدرمرات ومرات بالمقاومة الفلسطينية ولا تنخرط في أطر الأنظمة الدكتاتورية التي تقمع شعوبها وتدوس على مبادىء الحرية والديموقراطية كما كان الحال مع النظام العراقي المنهار وأن تعلم أن موقعها الطبيعي – اذا كانت أمينة لبرامجها ومبادئها – هو جبهة الشعوب والاحرار والتغيير والتقدم .
ثانيا – انعقاد مؤتمر المحامين العرب المعروف بارتباطات مؤسساتها الادارية مع النظام العراقي السابق وتسابق أعضائها في الاستعداد للدفاع عن الدكتاتور المعتقل كرد لجميله عليهم , وولائها للسياسات الرسمية العربية مثل العديد من المنظمات المهنية الأخرى الخارجة من صلب الأنظمة الحاكمة وقد كان ملاحظا كيف أن السلطة السورية المضيفة قد استدعت المئات من الموالين ومن غير المعنيين بمهنة المحاماة وخاصة من سورية ولبنان والاردن للمشاركة والمباراة في الهتاف بحياة القائد الضرورة وذلك على الطريقة المعروفة للانظمة الشمولية .
ثالثا – كلمة الرئيس الأسد كانت تتويجا لما تم في دمشق في الأيام الأخيرة من تحركات أرادها خلاصة – لانتصاراته – الاعلامية الوهمية ( ونظامه يمر بأعمق أزمة عرفتها سورية ) مع زميله وحليفه الايراني ورسالة تحذير وانذار للجميع على طريقة بن لادن والزرقاوي : الشعب السوري والشعب اللبناني والشعب العراقي والشعب الفلسطيني والولايات المتحدة الامريكية واوروبا وهيئة الأمم المتحدة اضافة الى مصر والعربية السعودية صاحبتا المبادرة الشهيرة لتحسين شروط ترتيب وضع النظام السوري وايجاد المخرج لورطته مفادها أن أحدا منكم لن يكون في مأمن لأن مصادر الارهاب كلها من منظمات ومجموعات وانتحاريين في جيبي الأيمن والاموال الايرانية في الجيب الأيسر , وأننا نحن من قتلنا الحريري وغيره وسنقتل الآخرين اذا شئنا ولن نتجاوب مع القرارات الدولية لأن سيادتنا ( يقصد سيادة النظام ) أهم وأرفع من تلك القرارات ولتذهب الامم المتحدة الى الجحيم والى الذين لم يفهموا الرسالة سنرسل لهم – عمرو موسى – في أقرب فرصة ليقوم بواجب التوضيح ببلاغة العارفين . هذه هي زبدة كلام الرئيس في ستين وثلاث دقائق وأهدافه القريبة والبعيدة .
القوى الوطنية وحركة المعارضة الديموقراطية السورية لم تتفاجأ لأنها ببساطة لم تكن تنتظر غير ذلك وهي قد غسلت أيديها كما يقال من هذا النظام ولا تتوسم فيه أي خير لمستقبل البلاد واذا راهن البعض سابقا على امكانية تحقيق اصلاحات سياسية من داخل المؤسسة الأمنية الحاكمة فحتى ذلك الرهان لم يعد في الحسبان الا في مخيلة قلة من السذج والمنتفعين .
لقد كان تركيز الخطاب على مسألة – عروبة – العراق واعتبارها شرطا لاستقرار البلد مثيرا للانتباه والاستهجان في الوقت ذاته من حيث هدفه التحريضي ان لم نقل محاولة تأليب العرب على الكرد واثارة الفتنة بينهمالأن هذه المسألة قد توافق عليها العراقييون واستفتوا على بنود الدستور الجديد الذي حسم المسألة متضمنا شراكة القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية في السلطة والثروة ووجود اقليم كردستان الفدرالي الى جانب الاقليم أو الأقاليم العربية حسب ارادة السكان الا أن الرئيس الأسد يريد المزايدة على أصحاب الشأن من العرب العراقيين للتغطية على حكمه العائلي – الطائفي – الأمني ماقبل الدولتي ويصر على تجاهل الشعوب والقوميات وخاصة الكرد في العراق وسورية وبلدان أخرى ويعتبر الجميع عربا شاؤوا أم أبوا كما دعا المجتمعين تكرارا الى عدم استخدام أي مصطلح يشير الى وجود مكونات قومية غير عربية في العراق لأن ذلك من شأنه الحاق الأذى بوحدة العراق ( حسب قوله ) .
كل مادار في دمشق في أيامها السوداء الأخيرة باشراف الحكام المستبدين وحفنة من المصفقين حصل على هامش الزمن لأن الشعب هو من يسطر التاريخ كما حصل في العراق المحرر بانجاز الانتخابات الديموقراطية وتواصل مسيرة العملية السياسية وكما يجري في فلسطين من تصميم على تحقيق الانتخابات في أجواء السلم والتفاهم بين القوى الوطنية مما يقض مضاجع الدكتاتورية في سورية وايران خاصة وأن الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية حول اغتيال الرئيس الحريري قد باشر عمله من بيروت والاجماع الدولي على قدم وساق في دعم الشعب اللبناني في معركته الديموقراطية الاستقلالية والكشف عن حقيقة ضلوع المنظومة الأمنية السورية في جريمة الاغتيال وفي كبح جماح المتشددين المستبدين في طهران .






#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع شركاء التاريخ والجغرافيا
- الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
- ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
- نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
- جدلية الداخل والخارج
- كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
- قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- المنبر الذي يزداد تألقا
- قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
- شهادة في الراحل مصطفى العقاد
- هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
- رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
- نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
- اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
- مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
- نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية
- الرئيس - المعارض - ضد الحزب - الحاكم - !
- رسالتي الى الملتقى الوطني السوري - باريس 1 -
- مداخلة في مهرجان تكريم الشاعر قدري جان


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - أيام سورية خارج التاريخ