أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية















المزيد.....

نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:51
المحور: القضية الكردية
    


في تصريحات وتسريبات اعلامية مدروسة دأب المسؤولون الحزبييون والحكومييون السورييون في الأيام الأخيرة على مواصلة تضليل الرأي العام السوري والعالمي ليس في محاولة التنصل من الجرائم المقترفة بحق الشعب اللبناني والمثبتة في تقرير لجنة التحقيق الدولية فحسب بل في قلب حقائق الوضع الداخلي وايهام المواطنين السوريين والعالم بأن التغيير في طريقه والاصلاح السياسي جار على قدم وساق وذلك كمحاولة يائسة وبائسة في انقاذ النظام الاستبدادي من مصيره المحتم والتهرب من الالتزام بقرارات هيئة الامم المتحدة والانصياع لمطالب لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري باستجواب المتهمين الرئيسيين وبينهم الوسط الرئاسي في النظام الحاكم .
وهكذا لا سبيل لقراءة تصريح الأمين العام المساعد لحزب البعث الذي يزعم فيه " بأن اللجنة المركزية للحزب ( الذي يقود الدولة والمجتمع ) خرجت في اجتماعها الأخيرباقرار – قانون الأحزاب – وحل القضية الكردية " الا في السياق ذاته السالف الذكر أي المحاولة اليائسة في اظهار اوساط النظام كمن يمتثل للضغوط الدولية ويستجيب لأحدى أهم مطالب الشعب السوري في تحقيق الديموقراطية والمساواة بما فيها معالجة المسألة الكردية وذلك للأسباب التالية :
أولا : تحولت – المماطلة – سياسة متبعة وملاصقة للمارسة العملية للنظام تجاه مختلف القضايا الدولية والاقليمية والمحلية وقد تفاقمت في عهد الرئيس الشاب تجاه الوضع الداخلي ولبنان والعراق الى درجة أن أفقدت المصداقية عن كل جوانب سلوك المنظومة الحاكمة بما هي مصدر قرار يتركز في شخص الرئيس ودائرة ضيقة جدا من الأقارب المقربين بالاعتماد الكامل على المفاتيح المفصلية للمؤسستين الأمنية والعسكرية المتشابكتان مصلحيا وعلى أرض الواقع مع فئات من الرأسمالية الاحتكارية السائرة في النهب والاستغلال تحت حماية النظام مقابل توفيرها نوعا من القاعدة الاجتماعية للسلطة في الداخل وبعض القنوات في الاوساط الدولية الاحتكارية التي تؤثر في رسم السياسة العالمية في امريكا واوروبا .
ثانيا : تظهر- المماطلة – بأبشع صورها تجاه مسألة الكرد في سورية ويستمر مسلسلها المحزن والممل ويتوقف بين الحين والآخر في محطات لاعادة اطلاق شائعات وأضاليل ليس لها أول ولا آخر سرعان ما تتجاوب معها أصوات نشاز من المهرولين المتورطين في الوسط الكردي في محاولة لتوجيه الأنظار الى غير محلها وخلط الأوراق أمام الحركة القومية الكردية من أجل عزلها عن حركة المعارضة الديموقراطية مكانها الطبيعي وساحتها الفعلية المجسدة للشراكة العربية الكردية والمصير الواحد في سورية الجديدة .
ثالثا : كانت الحلقة الأخيرة في مسلسل – المماطلة – الرسمية تجاه الآوضاع الداخلية ما صرح به الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم – حسب الدستور ! – حول ما سماه" باصدار قرارين حول قانون الاحزاب وحل قضية الأكراد " في اجتماع اللجنة المركزية للحزب مبديا ذلك كانجاز على طريق التغيير الديموقراطي تنفيذا لقرارات المؤتمر القطري لحزب البعث الذي انعقد قبل فترة في دمشق والحقيقة تدحض ما ذهب اليه مسؤول الأمن القومي السابق فقانون الأحزاب المقصود – حتى لو أقر لا يأتي بجديد على صعيد الحريات الأساسية عبر الأحزاب والجمعيات والمنظمات لأن القانون المشار اليه أعد في دوائر السلطة وليس بالتشاور مع الحركة الوطنية السورية والقوى الديموقراطية المعارضة بل حسب مقاس الحزب الحاكم وما هو الا ترتيب أمني مطلوب لتنظيم العلاقة من جديد بين السلطة الحاكمة وفي اطار دستور يؤكد على وحدانية قيادة الحزب الحاكم والهدف منه هو ضم مجموعات موالية جديدة لأطار ( جبهة النظام ) السيئة السمعة محل فئات ترهلت وفات أوانها - .
رابعا : أما ما يتعلق بزعم – حل القضية الكردية – فأمر يثير الدهشة والاستهجان معا اذا علمنا أن المسألة لا تتعدى موضوع اعادة حق المواطنة لمن سلبوا منها ظلما خلال عملية الاحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة – الجزيرة – عام 1962 والمخططة لها من جانب القيادة السياسية العليا كاجراء عنصري للتخلص من الأغلبية الكردية في تلك المنطقة في اطار مشروع التعريب الذي تبناه حزب البعث في كل من سورية والعراق منذ ستينات القرن الماضي بعد أبحاث ودراسات وتحقيقات مطولة وفي مقدمتها دراسة ومقترحات الضابط في شعبة الامن السياسي بالجزيرة آنذاك والوزير وعضو القيادة القطرية والسفير لاحقا – محمد طلب هلال – لذلك من المعيب لقادة النظام ومسؤولي السلطة والحزب , والمهين في الوقت ذاته للشعب الكردي اعتبار مسألة حق المواطنة واعادة الجنسيات المسلوبة لمن جردوا منها تجاوزا قضية كردية أو حتى جزء منها لأنها بنشأتها ومضمونها وتفاعلاتها الانسانية والاجتماعية هي قضية عنصرية بامتياز تتعلق بمفاهيم السلطة الشوفينية المستبدة وهي مشكلة النظام وليست مشكلة الشعب الكردي ضحية الغدر والتجاهل والاضطهاد القومي البغيض والابقاء عليها أو البحث عن ايجاد حل لها لا يشرف النظام ولا يشكل مكرمة منه أو دليلا على الانفتاح والتغيير الديموقراطي بل – اذا ما توصل الى حل شامل ونهائي لها – وهذا ما نشك فيه فانه كمن يصحح خطأه التاريخي ولا يحتاج ذلك الى ضجيج واعلام , وبما أن الفاعل هو نفسه النظام الحالي فان الطريق الى ذلك يبدأ أولا بتقديم الاعتذار للشعب الكردي والتخلي عن المنطلقات الشوفينية التي دفعته الى ذلك المنزلق والاعلان عن كل الوثائق المتعلقة بالعملية منذ ما قبل اجراء الاحصاء وحتى الآن ونشر أسماء المحرومين من الجنسية عام 1962 وأسماء أبنائهم وأحفادهم حتى الآن وتعويض الجميع بما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية بما فيها اعادة أملاكهم حتى التي استولى عليها المستوطنون الذين نقلتهم السلطة من خارج محافظة الحسكة لأسباب عنصرية أيضا واعادتهم الى مناطقهم الاصلية بعد دفع التعويضات المناسبة لهم . أما القضية الكردية فلا تحتاج الى تعريف بما هي مسألة شعب يشكل القومية الثانية في البلاد ومكون أساسي من التركيبة الوطنية تجد موقعها في اطار مفهوم حق تقرير المصيروالشراكة العادلة والاتحاد الاختياري مع الشعب العربي في وطن ديموقراطي تعددي موحد . وهي وحسب تجربة تاريخية طويلة لن تحل الا في ظل النظام الديموقراطي المنشود والذي بدوره لن يتحقق الا بتضافر جهود ونضالات قوى المعارضة الشعبية الوطنية للعرب والكرد وسائر الأطياف والمكونات .
خامسا : هناك تناقض صارخ بما يتعلق بالشأن الكردي بين ما أعلن عن كل من ( قانون الأحزاب والقضية الكردية ) لأن الأول ينفي الثاني جملة وتفصيلا فالقانون يحرم العمل السياسي على الكرد تحت ذريعة تحريم الاحزاب – القومية – ومن أولويات مظاهر أية قضية قومية توفر أحزابها وحركاتها التحررية لتمثلها وتدافع عنها وتقودها الى المفاوضات والحوار السلمي ولا نعلم في هذه الحالة على ماذا يستند السيد الامين القطري المساعد في مزاعمه الاعلامية ؟ ثم لماذا منع الأحزاب القومية الكردية الملتزمة بمبادىء الديموقراطية وحقوق الانسان والحوار السلمي وحزب البعث القومي الذي ينهج سياسة دكتاتورية شوفينية قمعية يحكم البلاد والعباد ؟
لا يمكن الركون الى وعود السلطة الاستبدادية أو انتظار أي تغيير ايجابي في مواقفه خاصة في ظروف سورية واقليمية ودولية تتسارع فيها الأحداث باتجاه وضع النظام برمته شخوصا ونهجا وسلوكا في قفص الاتهام على نفس المنوال الذي واجه فيه نظام البعث العراقي مصيره المحتوم ولننتظر فالغد لناظره قريب .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
- مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
- نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية
- الرئيس - المعارض - ضد الحزب - الحاكم - !
- رسالتي الى الملتقى الوطني السوري - باريس 1 -
- مداخلة في مهرجان تكريم الشاعر قدري جان
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا - 2
- نداء الى الجميع حول مؤتمر باريس نعم للقاء نعم للحوار
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف العراق نموذجا ...
- وأخيرا شرب المستوطنون من بحر - غزّة -
- - طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -
- عودة الى- ثلاثيّ- زمن الردة
- ماذا يجري في كردستان ايران ؟
- في ذكراه السنوية الاربعين ماذا عن صرخة كونفرانس آب المدوية أ ...
- كيف السبيل لمواجهة ارهاب جماعات - الاسلام السياسي - في كردست ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زان ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع-1
- رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
- قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة ...


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية