أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زانا - نموذجا















المزيد.....

موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زانا - نموذجا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 11:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عادة كانت القيادة السياسية في كردستان العراق تنتهج سبيل التكتم الاعلامي حيال شبكات الارهاب التي يجري تفكيكها بعدالقبض على رؤوسها ومنفذي مخططاتها التدميرية والترويعية وكانت تتخذ جوانب الحيطة والحذر في تعامل اجهزتها الامنية والقضائية والاعلامية مع ارهابيي جماعات – الاسلام السياسي –في المنطقة الكردية وبينها عناصر من بلدان عربية واسلامية , واغلب الظن انها كانت تقوم بذلك بدوافع مراعاة مشاعر المؤمنين واحترام قدسية الدين الاسلامي الراسخة في قلوب الاغلبية من ابناء كردستان وطمأنة جمهور المواطنين بأن حياتهم في أمن وأمان والحيلولة دون اثارة مشاعر الاحتقان وردود الفعل الانتقامية ذات الطابع العنصري والديني والسياسي في مجتمع كردستان المسالم والمتسامح .
وعندما صرح السيد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قبل أيام ان وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ستنشر قسما من اعترافات واعمال شبكة – شيخ زانا – الارهابية على الملأ المتورطة في بعض العمليات في العاصمة هولير وقسم آخر يتضمن شرائط فيديو وصورا ووثائق تقشعر لها الأبدان سيتم توزيع بعض منه وليس كله على القوى السياسية الحليفة والصديقة كان واضحا من اقواله ان هناك تحولا في وسائل مكافحة الارهاب في الاقليم بعد ان – بلغ السيل الزبى – كما يقال وان المزاج الشعبي العام بات مهيئا لاستيعاب جرائم المتاجرين باسم الدين وأنه آن الأوان للكشف عن الحقائق مهما كانت مفاجئة ومثيرة للعجب والتساؤلات خاصة بعد ان عاهد السيد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بعيد انتخابه بمواصلة محاربة الارهاب ليس في كردستان فحسب بل في عموم العراق .
المتمعن في اعترافات وافعال واهداف – شيخ زانا – وافراد شبكته يتوصل بسهولة الى جملة من الاستنتاجات ومنها :
1 – ان تجربة كردستان الفدرالية الفتية في البناء الديموقراطي والاقتصادي والثقافي التي هي محصلة عقود من الثورات والانتفاضات والكفاح وثمرة الدموع والدماء ستبقى مستهدفة ليس بالطرق العسكرية التقليدية والحصار الاقتصادي فحسب بل بالوسائل الاخرى التي يصعب حتى التكهن بها ومن جملتها مبادىء الدين وزرع ثقافة الانحلال الخلقي وترويج المخدرات بين الناشئة ونشر تعاليم العدمية القومية والسياسية باسم الدين او الحداثة الزائفة لا فرق والاستهتار بالتاريخ والقيم والروادع الخلقية حتى يصل مجتمع كردستان الى دائرة فقدان المناعة والحصانة الى درجة يمكن النيل من حاضره بسهولة ومن ثم مصادرة مستقبله .
2 – تنظيم– شيخ زانا – كامارة في اطار منظمات – الاسلام السياسي – يبلغ الذروة في ميكيافيليته المفرطة باستخدام الجنس في خدمة الايمان حسب اعتراف الصوت والصورة والذي يعيد الى الاذهان رواية معترف سابق من الارهابيين عندما رتبوا له احضار مجموعة من الحسناوات بلباس حوريات الجنة وهن بانتظار استشهاده لتحقيق التواصل وبالطريقة ذاتها افتى هذا التنظيم مشروعية استخدام الجنس الآخر لاستمالة الشباب الى شبكته الارهابية بل ان رأس الشبكة وعقلها المدبر يعترف بان له عشيقات للاستفادة منهن في دعوة الجهاد والحصول على المعلومات وهذا يكشف من جديد نظرة الاصوليين المتخلفة الى دور المرأة في الحياة الاجتماعية باستخدام قدسيتها ومكانتها كأم ومربية ومبدعة وينبوع لاستمرارية الحياة وقودا في مخططاتهم الجهنمية .
3 – يمارس التنظيم ذبح الانسان من الوريد الى الوريد كجزء من التدريب الروتيني على الجهاد في سبيل الله وحتى يتعود اعضاءه على الذبح وتدفق الدماء البشرية دون ان يصابوا بالذعر والرهبة كما حصل مع المواطن – الدهوكي – الذي ينتظر دوره للانتقال الى عائلته من مكتب السفريات في هولير وذلك الصبي المفجوع بائع البزورات على ارصفة شوارع هولير الذي احضروه لشراء غلته وجردوه من ملابسه وتناوبوا على اغتصابه لاختبار فحولتهم بذلك الفقير البائس الذي يعيل ابا مقعدا ومن ثم وضعوا راسه الصغير على المقصلة طالبين منه اعلان الشهادة التي لم يكن عالما بها واجبروه على تردادها كلمة كلمة ليغوص السكين بعد ذلك في رقبته الطرية ويكتمل ايمان المجاهدين في سبيل الله .
4 – هذا التنظيم الذي حدد له مجال عمله في رقعة جغرافية مرسومة ليس مقطوع الجذور مع المحيطين العراقي والاقليمي كما جاء في اعترافات العقل المدبر واعوانه وقد لا تقتضي مصالح الامن القومي الكردستانية في نشر بعض الجوانب ولكن الخيوط الاستخباراتية الخارجية ظاهرة بوضوح في اعمال ووسائل التنظيم ونكتفي هنا بمثال واحد عندما يرعى رأس التنظيم – وهومهندس وغني مقتدر – شابا ويقدم له الالتزامات المالية ليتابع دراسته الثانوية ثم يرسله الى كلية الشرطة وبعد ذلك يدفعه للالتحاق بمؤسسة الامن العام ويطلب منه الاذعان لاوامر مرؤوسيه وكسب ثقتهم ومحاولة السفر مع الوفود الامنية الى خارج البلاد وذلك للاطلاع على علاقات الادارة الكردية مع الدول والحكومات ان كل ذلك قد حصل بطلب من الاسياد الحقيقيين للتنظيم خارج كردستان في اطار كما ذكرنا التحالف بين انظمة الاستبداد وجماعات الاسلام السياسي والتيارات القومية العنصرية وبينها ايتام نظام البعث المقبور في العراق .
5 – ان ما ظهر من بدع وانحرافات وشذوذ بالترافق مع عمليات التفجير والذبح وتقطيع الاجساد من افراد هذه الشبكة المرتبطة عضويا باحد امراء – القاعدة – لا تختلف عن مثيلاتها في مناطق وبلدان اخرى من جانب المنظمات الارهابية وهي تجسد بوضوح النهج الحقيقي للاسلام السياسي استخدمت كوسائل منذ ظهوره كتيار سياسي حيث تفوق في بشاعته واستهتاره بقيم الدين والمبادىء الانسانية على جميع اصناف والوان الاعمال الارهابية لدى مختلف شعوب العالم واديانه في كافة اصقاع المعمورة .
6 – في المرحلة الراهنة التي يجتازها شعب كردستان العراق وتمر بها حركة التحرر القومي الكردي في المنطقة يشكل – الاسلام السياسي – بتنظيماته وتفرعاته وعقيدته ونهجه الاصولي وممارساته العقبة الاولى والاساسية امام العملية السياسية الديموقراطية في المجتمع الكردي والتحدي الاخطر لنجاح او تلكؤ الحل السلمي للقضية الكردية عبر الحوار والتوافق الوطني مع الشعوب الاخرى وهو بالتالي المصدر الاول في تشويه الوجه الحضاري المتسامح المسالم لحركة النضال الكردي من اجل الحرية والسلام .
7 – يتبين ان العاملين في مجموعات الارهاب في كردستان قديما وحديثا من تنظيمات وافراد والمتورطين في جرائم ضد الانسانية من اغتيالات وذبح وقتل جماعي عبر التفجيرات والعمليات الانتحارية يتحدرون باغلبيتهم الساحقة من الاحزاب الاسلامية الكردية وخرجوا منها او عليها بعد أن تشبعوا فكريا من آيديولوجيتها الاصولية هذه الاحزاب التي ظهرت حديثا بدعم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين والاموال السعودية والايرانية على وجه الخصوص ولم يكن لها اي وجود او دور في الحركة التحررية الكردستانية طوال تاريخها ولبعضها الآن ممثلون في البرلمان وحصة في الحكومة الموحدة المزمع الاعلان عنها قريبا , هذه الوقائع احوج ما تكون الى المراجعة واعادة النظر من جانب القيادة السياسية الكردستانية ورئاسة وحكومة الاقليم وذلك اذا أرادوا تجفيف منابع الارهاب واستئصال جذوره قبل ان تتفاقم تبعات الحقائق المرة على الارض وفي الوقت ذاته على أحزاب ومنظمات – الاسلام السياسي – الكردية ان تعيد النظر في برامجها وخطابها السياسي وتقوم بدورها في مواجهة الارهاب بشفافية ووضوح ودون تردد وان تعود الى مفاهيم الايمان والعبادة بعيدا عن زج الدين بالعمل الحزبي والسياسي اذا ارادت خدمة الشعب والوطن وذلك التزاما بالمصالح الاستراتيجية لشعب كردستان وبميثاق البرلمان وبرنامج الحكومة ودرء للاخطار وحقنا لدماء الابرياء ورحمة بمجتمع كردستان المتعدد القوميات والاديان والمذاهب والمتسم تاريخيا بالتعايش السلمي والتسامح وقبول البعض وحري بها ان تتعظ من تجارب الآخرين القريبين والبعيدين وما عاناه بعض المجتمعات من شرور- الاسلام السياسي - وتجلياته كا الطالبان والقاعدة والاسماء والمسميات الاخرى وما جّرت من نزعات تكفيرية وميول دموية وجرائم بشعة وفتن وحروب اهلية, والا فان هذه الاحزاب وبوضعها الراهن يمكن ان توصف على ضوء الاصطفافات السياسية بان بينها وبين جبهة الاعداء والخصوم خيط رفيع اذا لم نقل اكثر من ذلك وعليها تدارك كل التداعيات وتحمل كل المسؤوليات القومية والوطنية والاخلاقية وهنا يتعين على المثقفين الكرد بجميع ميولهم طرح الموضوع على بساط التداول والنقاش ومواجهة الواقع بكل وضوح وبكثير من الجرأة والمسؤولية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع الارهاب في خارطة الصراع-1
- رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
- قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة ...
- جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي ...
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
- مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
- من قتل الخزنوي ولماذا ؟
- متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور ...
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زانا - نموذجا