أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صلاح بدرالدين - جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع














المزيد.....

جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع

صلاح بدرالدين


كتب علي وعلى امثالي من ابناء جيلنا ان نكون شهودا على هذه المرحلة الاستثنائية التي تنضح بالحوادث المؤلمة والمليئة بالفواجع فنصاب بين الحين والآخر بفقدان عزيز او رحيل عظيم قبل الاوان وبابشع الوسائل وشتى الادوات التي تبقى في معظم حالاتها – القانونية الجنائية - لفاعل مجهول مما يضاعف من حالات الالم والذهول وعناء البحث عن الحقيقة الغائبة شكلا والساطعة فعلا وهي ان انظمة الاستبداد الشمولية تعيش اواخر عهدها في الصراع بين الحياة والموت بين البقاء والفناء تترنح يمنة ويسرة مثل وحش جريح هائج يبطش دون رحمة في عملية انتقامية غرائزية ضد كل من ينبض بالحياة الحرة الكريمة .
ارتبطت موجة النهضة الفكرية في الحركة الثورية العربية بعد حرب حزيران عام 1967 بفصائل اليسار الماركسي التي تصدرتها اجنحة من حركة القوميين العرب وخاصة في حركة المقاومة الفلسطينية والشيوعيين اللبنانيين- الحزب والمنظمة – وكان الشهيد جورج حاوي الى جانب السيد محسن ابراهيم بمثابة الآلية الحقيقية الناشطة في استقطاب قوى اليسار القومي الديموقراطي على مستوى بلدان المنطقة والمساهم في الجهد الفكري والثقافي في اعادة قراءة وفهم النظرية العلمية ( الماركسية اللينينية ) وتطبيقاتها المحلية وعلاقتها بمسالة التحرر القومي وبشكل خاص موقفها من قضية حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني .
توزعت جهود واهتمامات جورج حاوي على جبهتين : الاولى : محاولة اعادة الاعتبار النظري والفعلي – القيادي للحركة الشيوعية العربية في القضايا القومية ولدورها في استراتيجية النضال العربي من اجل التحرر والتقدم والبناء خاصة بعد هزيمة الاحزاب القومية ( البعث والناصرية ) امام اسرائيل واحتلالها لاجزاء من الاراضي السورية والمصرية والاردنية وتساقط شعاراتها ووعودها حول تحرير فلسطين اضافة الى فشل انظمتها في حل المسالة الوطنية من ديموقراطية واجتماعية واقتصادية وبالاخير نزوعها نحو الدكتاتورية والاستبداد , والثانية : اجراء تغيير بنيوي في حزبه الشيوعي اللبناني فكريا وتنظيميا وسياسيا وقد مهد لذلك باشعال – ثورة – ثقافية داخلية كان من محركيها ورموزها مفكرون كبار امثال الشهداء حسين مروة ومهدي عامل ومثقفون بارزون امثال كريم مروة واعلامييون وشخصيات اجتماعية وتاريخية مرموقة .
في اندفاعته المغمورة بروحية الشباب وثوريته المفرطة لم ينقلب حاوي يوما على نهج التحالفات الوطنية على المستويين الوطني والقومي بل كان الداعي لها على الدوام ليس مع ممثلي احزاب البورجوازية وحتى الطوائف والتيارات الدينية في الساحة اللبنانية بل مع الانظمة العربية ( التقدمية منها والرجعية ) حسب تعريفه لها , وكانت تجربة – المجلس المركزي للحركة الوطنية اللبنانية _ بقيادة الشهيد كمال جنبلاط وبدور الشيوعيين البارز فيها صورة معبرة عن النزعة التحالفية الواسعة للشيوعيين اللبنانيين وعلى راسهم جورج حاوي وذلك انطلاقا منهم من خصوصية ومتطلبات مرحلة التحرر الوطني التي كانت ومازالت مهامها قيد الانجاز في منطقة الشرق الاوسط .
مهدت العوامل الموضوعية القائمة آنذاك الطريق لنهوض اليسار الديموقراطي وبروز رموزه ومنهم جورج حاوي على ساحات العمل السياسي فاضافة الى الفراغ الحاصل آنذاك بفشل الآيديولوجية البورجوازية الصغيرة وانظمتها الحاكمة والبحث عن بديل وطني , عزز وجود المقاومة الفلسطينية وقواها اليسارية الديموقراطية الحليفة التوجهات التحديثية لحاوي ورفاقه كما ان دائرة الصراع مع اسرائيل كنظام مسؤول عن نكبة الشعب الفلسطيني ومتحالف مع الغرب قد رسخ مواقعهم الاممية وافسح لهم مجالا واسعا للمناورات السياسية واستثمار التحالف مع دول المعسكر الاشتراكي السابق .
لم يكن المشروع التغييري الفكري – الثقافي الذي وقف على راسه الشهيد بمعزل عن الموجة العامة التي حدثت على صعيد الحركة الثورية العالمية باتجاه الاصلاح والتغيير والتطوير بدء من – الاورو كومينيزم – وانتهاء – بالبروسترويكا – رغم ان العملية تأخرت ودفعت البلدان الاشتراكية والاحزاب الشيوعية الثمن غاليا فيما بعد حيث لم يحقق الثورييون الاصلاحييون اهدافهم في الدمج المتوازن بين القضيتين الاجتماعية والديموقراطية والتخلص من الجمود العقائدي ودكتاتورية الافراد والمجموعات باسم الطبقة والشعب والمجتمع .
شاءت الظروف ان نتابع عن كثب تلك الحركة النهضوية في لبنان بل ونصبح جزء منها ونتفاعل مع جديدها خاصة بعد انخراطنا – عبر منظمة حزب الاتحاد الشعبي الكردي في لبنان – في تاسيس – المجلس المركزي للحركة الوطنية اللبنانية – واكتساب العضوية الكاملة في مختلف مؤسساتها وفي لقاء جمعنا منذ البدايات مع الصديقين محسن ابراهيم والشهيد تناولنا معا معنى ودلالة ان يتخذ طرف كردي مكانه في جبهة وطنية ديموقراطية في بلد عربي ويتمتع بنفس حقوق الاطراف الاخرى وقد لمسنا منهما الحرص الكامل على العلاقات العربية الكردية وتفهم وقبول حق الشعب الكردي في تقرير المصير , ومن باب الامانة للتاريخ يجب القول ان التصاق الشيوعيين اللبنانيين بقضاياهم الوطنية والقومية لم يحدث بدوافع شوفينية ورفض الآخر بل كان احد ابداعاتهم الخلاقة في نضالهم الاممي ورفض النزعة الكوسموبوليتية العدمية وتجيير كل شيء من اجل الشعب والوطن والتمسك بالاستقلالية وحرية اتخاذ القرار .
بقي ان نقول انه من مفارقات الزمن ان اصحاب الفكر التغييري والداعين الى الاصلاح المتمسكين بوحدة الصفوف ومبدا التحالفات الوطنية والقرار المستقل وتعاملوا مع سورية من تلك المنطلقات وتحالفوا معها حسب تلك الاسس قد تعرضوا للتصفية الجسدية من الطرف ذاته مباشرة او عبر الاعوان من فرج الله الحلو الى كمال جنبلاط الى حسين مروة ومهدي عامل , وسمير قصير وانتهاء بجورج حاوي , فهل يجوز للبعض وبعد كل ذلك ان يزعم بعد الآن ان نظام دمشق – وطني ؟؟ -



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي ...
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
- مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
- من قتل الخزنوي ولماذا ؟
- متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور ...
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا
- هنيئا لكم يا شباب وطوبى لكم يا احرار
- هل تعيق - الشيعية السياسية - دمقرطة لبنان والعراق
- كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى
- من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صلاح بدرالدين - جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع