أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سورية -















المزيد.....

متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سورية -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وزعت جماعة " الاخوان المسلمين " مؤخرا رؤيتهم حول القضية الكردية في سورية ولاول مرة منذ نشوء الدولة السورية وحركة الاخوان في ذات الوقت , ولا ندري هل نقدم التهاني ام التعازي لحركة سياسية تعلن موقفا من احدى اهم القضايا الوطنية للشعب السوري بعد مرور اكثر من نصف قرن على بروزها ومن ثم استفحالها , وهل الرؤية حقا موقف جديد ويحمل مضمونا يستحق الاهتمام ؟ ام انها تكتيك سياسي لا يحمل اي معنى او محتوى فرضته الاحداث والظروف المستجدة ؟ هل هي تعبير عن بداية مراجعة فكرية - ثقافية من جانب احد اطراف حركة الاسلام السياسي من المسالة القومية ؟ ام ان الامر لا يتجاوز نوعا من الاستجابة لمتطلبات الاطلالة على الداخل ومحاولة الامساك بالخيوط استعدادا لتطورات سورية مرتقبة , أو رسالة موجهة الى المحيط الخارجي خاصة بعد تواتر الانباء حول حوارات غربية مع القيادات الاخوانية على المستوى الاقليمي ؟ .
في اول اتصال مباشر مع قيادة الاخوان اواسط ثمانينات القرن المنصرم على هامش " المجلس الوطني الفلسطيني " في عمان فاتحت المرشد العام السابق الاستاذ – عدنان سعد الدين –– بالموضوع الكردي , وفي معرض بحث تنظيم صفوف – المعارضة السورية – واقتراحه بانضمامنا اليها ابديت له عن استغرابي الشديد حول طلبهم وكيف يمكن لطرف مثلنا ان ينخرط في صفوف قوى وجماعات لا تعترف بوجود شعبنا وبشرعية حقوقه , وقد حاولوا حينها ومن خلال المناقشات اظهار بعض الحجج من قبيل انهم والآخرون من – معارضة – تلك المرحلة لاجئون في العراق وان للبعثيين السوريين المتواجدين هناك دور ووزن في التشكيلة ولا يمكن تجاوزهم وهم من اشد الرافضين للوجود القومي الكردي في سورية وحقوقهم وكما اتذكر توقف النقاش في تلك الاجواء المحبطة التي لم تكن مشجعة لنا فتفادينا عناء اللقاءات امام انسداد كل الآفاق وفي المقدمة الاعتراف المتبادل ورؤية الاخر الكردي شعبا وقضية وحقوقا واتذكر ان حزبنا رفض تلبية دعوة لحضور اجتماع موسع لتلك المعارضة عقد في – فرنسا – لنفس الاسباب .
بعد حوالي عقدين من ذلك الاتصال جرى لقاء مع المرشد العام الحالي للحركة الشيخ - علي صدر الدين البيايوني - وعدد من رفاقه ( وكنت ما زلت حينها رئيسا للاتحاد الشعبي الكردي ) ومرة اخرى كان الموضوع الكردي في صدارة المسائل التي تطرقنا اليها في سياق بحث واستشراف مستقبل بلادنا وسبل انقاذها واحوال المعارضة الوطنية في الداخل والخارج . توجهت من منطلق الصدق والمصارحة والمصير المشترك بتساؤلات مشوبة بنوع من العتب النقدي حول استمرارية تجاهل حركة الاخوان المسلمين في سورية للحالة الكردية والسكوت المطبق تجاه معاناة الشعب الكردي من شرور الشوفينية والاضطهاد القومي والمشاريع العنصرية في حين ان من الشروط الاولية لاي برنامج وطني ديموقراطي ان يتضمن الموقف المبدئي السليم تجاه كل المكونات الوطنية وخاصة من ابناء القومية الثانية في سورية وحقوقهم القومية المشروعة , ومن باب الامانة لقيت تفهما وتجاوبا حارا خلال التحادث واعترافا واضحا بالتقصير في – موقفهم الكردي - مع التاكيد عن قرب طرح موقف متقدم حيال هذه المسالة في القريب العاجل .
لم يمض وقت طويل على ذلك اللقاء الودي حتى تلقيت دعوة من الاستاذ – البيانوني – لحضور مؤتمر لاطياف من المعارضة السورية وممثلين عنها متواجدون في الخارج يعقد في العاصمة البريطانية – لندن – وبسبب تواجدي خارج اوروبا اعتذرت عن المشاركة وتقرر حضور القيادي والمسؤول الاول لمنظمة الخارج بصورة رسمية , وعلى خلفية اللقاء الاخير كنا ننتظر حدوث تقدم ويصدر عن – المؤتمر – موقف مستجد ومتطور وعادل تجاه القضية الكردية وفي ذات السياق طرح ممثلنا وجهة نظرنا وما ننتظره من المجتمعين , ولكن وبكل اسف سارت الامور بعكس ما توقعناه وظهر توجه مشترك بين ممثلي التيارات – الاسلامية والقومية واليسارية – رافضا حتى الاعتراف بوجود مشكلة قومية كردية في سورية فما كان من ممثلنا الا الانسحاب والامتناع عن التوقيع على بيان ما سمي ب – مؤتمر الحوار الوطني – وحرصا منا على تماسك اطياف المعارضة وعدم الدخول في مواجهات كلامية جانبية واحتراما لاصحاب الدعوة ارتاينا الصمت المسؤول .
كان لا بد من سرد هذه المقدمة الموجزة لربط الحاضر بالماضي واستسهال قراءة ما سنطرحه لاحقا من ملاحظات على – رؤية جماعة الاخوان المسلمين – للقضية الكردية .
"الرؤية "في ميزان المبادىء والحقائق :
من الملاحظ ان صياغة وثيقة الرؤية قد خضعت لعملية دقيقة متأنية فبالاضافة الى فصاحة اللغة وانتقاء الكلمات بحذر التي تبرع بها قوى الاسلام السياسي تميزت نصوصها ومعانيها بهامش واسع من المناورة ولاكثر من تفسير اذا دعت الحاجة حيث حاول واضعها الافلات من اية مسؤولية تجاه موقف لم يكتمل حيال قضية قومية - وطنية انتقلت الى طور النضوج والتفاعل وكنا نتمنى على – الاخوان – ورغم تجاهلهم الطويل وتخلفهم الزمني لعقود في صوغ الموقف السياسي المطلوب تجاه القضية الكردية ان يأتوا بجديد اكثر واقعية واقرب الى روح العصر ومنسجما مع آفاق التطورات المحلية والاقليمية والدولية آخذا بعين الاعتبار حقيقة التشابك الحاصل بين حق الشعوب والقوميات ومسألة التغيير والاصلاح والتجديد الديموقراطي , واذا كنت من الذين رحبوا بهذه المبادرة رغم كل المآخذ يسرني في الوقت ذاته ان اشير بقراءتي النقدية الى جوانب الخطل والخلل في " الرؤية – الوثيقة " .
اولا : ( السياسات العنصرية الاقصائية ...) لم تبدأ ( من اربعة عقود ) فحسب ولم تظهر منذ تاريخ سيطرة حزب البعث على السلطة رغم تفاقمها في عهده الاستبدادي , بل اسس لها في اليوم الذي عقد فيه المؤتمر الدستوري السوري الاول بدمشق حينما تم تجاهل وجود الكرد , وتجسدت الخطيئة اكثر في نصوص الدساتير والقوانين التي قامت على اساسها وسارت على هديها الانظمة والحكومات السورية المتعاقبة وعندما حذت الاحزاب السورية بيمينها ويسارها حذو حكامها في المضي بالتجاهل عندما خلت برامجها من اية اشارة الى الشعب الكردي وحقوقه المشروعة .
ثانيا : وجود اعضاء من اصول كردية في صفوف الجماعة لا يسجل كموقف ايجابي من القضية لان هؤلاء ليسوا ممثلين للشعب الكردي ولا للقومية الكردية وليسوا على راس – الفرع الكردي للاخوان المسلمين – مثلا ولا يصدرون بيانات الجماعة باللغة الكردية ان مثل هؤلاء متواجدون في مختلف الاحزاب والجماعات السورية .
ثالثا : ان اي تناول جدي للقضية الكردية يجب وبالضرورة ان يمر عبر بوابة – مبدا حق تقرير مصير الشعوب – وليس ( مبدأ المواطنة ) والفرق شاسع وكبير بين المبدأين من حيث الحقوق وكذلك الواجبات .
رابعا : الشعب الكردي مكون اصيل من مكونات الشعب السوري وليس ( المواطنون الاكراد ) ومن المفارقات ان يسبق السيد رئيس الجمهورية حركة تعتبر نفسها معارضة في تشخيص الاكراد كمكون اساسي من مكونات الوطن , من جهة اخرى وفي نفس الاطار فان الحل في الحالة الكردية الخاصة ليس في ( دولة المواطنة ) كما تدعو الرؤية اليه بل في – دولة القوميات – على اساس الشراكة العادلة في السلطة والثروة وفي دولة ديموقراطية تعددية بشعوبها وثقافاتها واطيافها .
خامسا : ( الانتماء الاسلامي للكرد لا يعزز انتماءهم الوطني ) بسبب – ان الدين لله والوطن للجميع – اولا وان الكرد يعتنقون عدة ديانات اخرى الى جانب الاسلام ثم ان انتماء الكرد للاسلام لم يشفعهم طيلة قرون العهد العثماني وفي ظل الجمهورية الاسلامية في ايران وامام الموقف الشوفيني من الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا والسياسة المعادية للكرد من جانب معظم مجموعات وفرق الاسلام السياسي في المنطقة وخاصة في العراق .
سادسا : بقيت الرؤية – الوثيقة خالية تماما من تشخيص" العنصرية " وتطبيقاتها على الكرد ومشاريعها ونتائجها والبديل عنها , وكذلك من تحديد هوية الكرد القومية وحقوقهم وسبل حل القضية الكردية على الطريقة الاسلامية – ان وجدت وكيف ؟ – او حسب مبدا حق تقرير المصير والتجارب الانسانية او حسب النموذج العراقي الديموقراطي ام ماذا ؟ وبالتالي ما هو تعريف ( الموقف الكردي المتوازن ) التي تدعو الرؤية اليه ؟
واخيرا فان جميع التيارات السياسية الكردية وكذلك العربية السورية تدعو الى الحل الديموقراطي للقضية الكردية في حين لا نجد كلمة ومصطلح الديموقراطية ولو لمرة واحدة في وثيقة – جماعة الاخوان المسلمين – المخصصة اصلا لمعالجة قضية لا تنفصل عن المفاهيم الديموقراطية ولا تحل من دونها !!



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا
- هنيئا لكم يا شباب وطوبى لكم يا احرار
- هل تعيق - الشيعية السياسية - دمقرطة لبنان والعراق
- كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى
- من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -
- بعد عام من - الهبّة - الكردية السورية
- العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سورية -