أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - موقع الارهاب في خارطة الصراع-1















المزيد.....

موقع الارهاب في خارطة الصراع-1


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اذا كان صحيحا ان " الحرب تعبير عن السياسة " فما علينا الا اطلاق " سياسة الموت " على حرب الارهابيين ضد الكل – الآخر بمواجهة اشكال سياسية اخرى في الحياة مثل سياسة البناء والوفاق والتسامح والتوافق والعيش المشترك والحوار والتعاون الخ ...و" سياسة الموت " هذه لن تنتهي فصولها بتفجيرات مترو الانفاق في لندن او المسلسلات التفخيخية اليومية الجارية في العراق او العمليات الانتحارية التي تنفذ بين الحين والآخر في كردستان لسبب بسيط وهو ان هواة ابادة الآخر يمثلون رؤا لا حظوظ لها حاضرا ومستقبلا وعاجزون عن نشرها وتسويقها بين الناس ولا يتقبلها جيل الناشئة الا في حالات نادرة وبالتالي يحاولون فرضها بقوة الخوف ويدفعهم اليأس الى فرض القناعات على محاوريهم المفترضين فقط بازالتهم عن الوجود عبر كل الوسائل الممكنة بما فيها المحرمة منها دينيا ودنيويا .

- * -
ظاهرة الارهاب كنهج وسلوك رافقت وجود البشر منذ الازمان السحيقة كتعبير غير سوي ومناقض لسمو طبائع الانسان عن اوجه الاشتباك بين المصالح والاختلاف بين الاجناس والاعراق والمعتقدات ومورس بصور متعددة واشكال متفاوتة تميزت بالتنوع حسب مراحل التاريخ وطبيعة الطبقات الاجتماعية السائدة , يمكن لاي متابع لاحداث التاريخ ان يلحظ بوضوح جذور الاعمال الارهابية ونتائجها المأساوية على التطور الانساني اضافة الى تنوع الوسائل والاهداف والادوات في كل عصر من عصور التحول البشري من مجتمعات الرق والعبودية والاقطاع الى الكيانات الاكثر تنظيما لوظائف الافراد والفئات والطبقات والاقرب الى المدنية والحداثة والانفتاح في ظل العلاقات الرأسمالية او الاشتراكية وتحت سلطة استبدادية او حكم ديموقراطي بآيديلوجية تيوقراطية او شوفينية او ليبرالية او شمولية في جميع هذه المستويات مورس ويمارس الارهاب قليلا اوكثيرا مدروسا او عفويا دولتيا او حزبيا او فئويا او فرديا سياسيا او دينيا او مذهبيا .

- * -
جميع شعوب العالم واقوامه ابتلوا بآفة الارهاب ودفع البعض منها ثمنا غاليا واذا نحينا جانبا عشرات الملايين من ضحايا الاقتتال والحروب المحلية والعالمية ومانتجت عنها من كوارث وما تخللتها من انتهاكات لحقوق الانسان نجد في التاريخ صفحات دامية سوداء سجلت بحروف بارزة لن تمحى من الاذهان وتبقى شاهدة على البعد الآخر من الهمجية والعبثية وامتهان الكرامات وبدون الغوص في اعماق التاريخ لتشخيص المر من حوادثها والذي هو من مهام المؤرخين والعودة الى احداث العصور الاخيرة لنشير الى البعض القليل من تجلياتها المفجعة الشاهدة على المعاناة والكوارث الانسانية كغزوات هولاكو وتشنيعات الامبراطوريتين الصفوية والعثمانية وحملات ابادة الكرد والارمن واقتلاع الشعب الفلسطيني وقبل ذلك عمليات التقتيل من جانب المعتدين الآتين من خارج المنطقة مثل المحاربين الرومان واقطاعييو ونبلاء شعوب اوروبا في اطار الحملات الصليبية لنصل الى ارهاب القوى الكولونيالية التي فتتت المنطقة واستغلت خيراتها ووضعت حدودا وحواجز بين شعوبها على ضوء مصالحها ولمدى غير منظور ولننتهي بالارهاب المنظم ضد الشعوب من الانظمة المستبدة الشمولية التي انتجت بدورها وصدرت الطراز الاخير من انواع الارهاب باسم الاسلام .

- * -
في الغالب مورس الارهاب اما باسم الآيديولوجيات السياسية اوالعقائد الدينية وكلاهما ينضويان تحت عباءة الاصولية وفي بعض مراحل التاريخ كان من الصعب التمييز بينهما بسبب التداخل بين القومي والديني حيث هناك حتى الآن قوميات تختلط في مقوماتها ونشأتها عناصر اثنية وايمانية وهناك شعوب وبعبارة أدق نخب سائدة وحاكمة وحتى منظمات عسكرية ومدنية في بعض البلدان تنتهج سلوكا تضليليا بوضع العمامة على الرؤوس المفعمة بالقومية العنصرية . منذ الحرب العالمية الثانية وخلال تحكم القطبية الثنائية بمصير العالم وحقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب لم تخل بنود استراتيجية الغرب الامبريالي في صراعه المصيري مع المعسكر الاشتراكي وبضمنه حركات التحرر الوطني من ممارسة انواع من العمليات الارهابية والاعتماد على انظمة دكتاتورية وفاشية مدانة اضافة الى استخدامها للعديد من المنظمات والمجموعات الارهابية وفي المقدمة التيارات الاصولية الاسلامية وعلى رأسها قاعدة – بن لادن – ( اعترفت وزيرة الخارجية الامريكية في محاضرتها بالجامعة الامريكية بالقاهرة بان بلادها اخطأت ستين عاما في سياستها تجاه شعوب العالم وفي علاقاتها مع الانظمة المستبدة ) خلاصة القول في وقائع قوى الصراع في الماضي شكل الارهاب بشكل عام جزء من استراتيجية اليمين العالمي ضد الاشتراكية والتحرر والتقدم مع بعض الاستثناءات وخاصة في الشرق الاوسط ولفترات محددة عندما حاولت الاحزاب الشمولية المستبدة وخاصة حزب البعث من احكام سيطرتها بواسطة الشعارات – التقدمية – والحصول على دعم الاتحاد السوفييتي السابق واللعب على حبال السياسة الدولية .

- * -
على أعتاب القرن الحادي والعشرين وفي خضم عملية تطبيع النظام العالمي الجديد تظهر ملامح اصطفاف قوى وخاصة في منطقة الشرق الاوسط تختلف عن ما كانت عليها في السابق حيث تشكل الحرب على الارهاب من معالمها البارزة بل المعادلة الاساسية في ادارة الصراع العالمي في المدى المنظور ففي حين يجمع الرأي العام العالمي من قوى عظمى وهيئة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وتكوينات المجتمع المدني وما تبقى من حركات التحرر الوطني والقوى السياسية العاملة من اجل التغيير والاصلاح على مواجهة الارهاب وادواته بكافة الوسائل السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية وحتى العسكرية نرى في الجانب الآخر المقابل تحالفا بين انظمة الاستبداد التي مازالت تقاوم التغيير الديموقراطي باالاستناد الى منظومات امنية وعسكرية من جهة , وجحافل الاسلام السياسي من منظمات ومجموعات وافراد تعمل باسم الدين والمذهب من جهة اخرى مع انخراط تيارات قومية عنصرية ويسارية سابقة في صفوف هذا التحالف بين الحين والآخر , وهكذا نلمس بوضوح وبالرغم من التحولات الجذرية في بنية عوامل وادوات وقوى الصراع الدولي فان – الاسلام السياسي – بنهجه وسلوكه وآيديولوجيته وممارساته الدموية يستمر في دوره السلبي المعادي لارادة الشعوب ويتصدر حركة الردة والنهج الظلامي ويشكل رأس الحربة في الخندق المعادي للحرية والتقدم والسلام في عصرنا الراهن كما كان في المراحل السابقة .


* - الحلقة الثانية : الارهاب كرديا ... " شيخ زانا " نموذجا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
- قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة ...
- جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي ...
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
- مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
- من قتل الخزنوي ولماذا ؟
- متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور ...
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا
- هنيئا لكم يا شباب وطوبى لكم يا احرار


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - موقع الارهاب في خارطة الصراع-1