أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - - الطائفية السياسية - في خدمة الاستبداد















المزيد.....

- الطائفية السياسية - في خدمة الاستبداد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعتبرالطائفية السياسية بجناحيها الشيعي والسني التجسيد الحقيقي لمفاهيم الاسلام السياسي في الحقبة الراهنة التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط وهي تعبير صارخ عن مدى التردي الحاصل في بنية المجتمعات الاسلامية في بداية القرن الجديد لأن البنية التنظيمية لتلك التشكيلات تعود الى ذهنية الماضي السابقة على المجتمعات المدنية المنفتحة على الأفكار والثقافات المحلية والعالمية المتعددة والمتسامحة والتي تساوي بين الأجناس والأقوام والديانات والمذاهب, فاذا كان الاسلام السياسي الذي خبرناه في أفغانستان والجزائر ومصر وفلسطين ولبنان والعراق وايران والسعودية والسودان وأماكن أخرى ينطلق من العصبية الدينية النابذة لعقيدة المقابل ويمنح لنفسه الحق السماوي في تخوين وتكفير الآخر وبالتالي تصفيته والغاءه بوسائل العنف والترهيب وشرعنة البحث عن السلطة بمختلف السبل عبر شعار الاسلام هوالحل فان جماعات الطائفية السياسية تعكس الصورة عنه ولو بطبعة مصغرة عقيديا ومبدئيا وسلوكيا وتختص بالميدان الجغرافي في حدود الطائفة تنطق باسمها وتتكفل في رعاية مصالحها الاجتماعية وتقرير مصيرها السياسي وتجيرها في بازار السياسة بثمن مدفوع أو مقايضة تتعدى الحدود الوطنية لتناصر مجموعة آخرى من طائفتها أو نظاما استبداديا متحالفا أو صديقا .
اذا انتقلنا من العموميات واتخذنا النظام السوري الاستبدادي والحالات الطائفية السياسية البارزة في الساحات المجاورة كمثال نتوصل دون عناء التفكير الى مشهد واضح في حرارة المعانقة بين طرفي معادلة قوى الردة والارتجاع (رؤوس أنظمة الاستبداد وتجار الطائفية السياسية ) والمشهد ليس بجديد بل يمتد الى عقود عندما باشرت الطغم الحاكمة بالمنطقة بالانخراط في الاستراتيجية الغربية في النفخ على ظاهرة – الجهاد – لدرء مخاطر الشيوعية وحماية أنظمتها من أي مكروه محتمل مما أفسح المجال لتصاعد موجة جماعات الاسلام السياسي والتي تعززت أكثر في مناخ يسوده غياب الديموقراطية وسيطرة الأنظمة الدكتاتورية القمعية وقد شهدت تلك الحقبة – عصرا ذهبيا – في التعاون بين الطرفين وبزوال المعسكر الاشتراكي وتوقف الحرب الباردة وانتفاء دوافع – الجهاد – المشترك تعرض التحالف الثنائي ذاك الى امتحان عسير وحصل نوع من سوء التفاهم تطور في حالات عديدة الى حدود الصدامات والمواجهات العنيفة في عدة بلدان رغم أن محاولات مثقفي ومنظري الطرفين لم تتوقف لاصلاح ذات البين عبر الكتابات واللقاءات وما أطلق عليه بالمؤتمرات القومية – الاسلامية التي لم تكن بعيدة عن رعاية نظامي صدام حسين وحافظ الأسد . وما أن انتقلت البشرية الى طور جديد من عناوينه البارزة ضرورة اجراء الاصلاح والتغيير واحترام حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير ومحاربة الارهاب أيا كان مصدره أنظمة أم جماعات وظهور تيارات وقوى أساسية ومقررة في الغرب وخاصة في الادارات الأمريكية ترى أن من مصالحها الاستراتيجية ولفائدتها بالدرجة الأساس اجراء تغييرات في التحالفات الدولية ووضع خطط جديدة للتعامل مع شعوب ومكونات " الشرق الأوسط الجديد " وفرض اصلاحات على هيكلية الانظمة الحليفة والتابعة لها لتجميل الصورة أو التخلص من بعضها والاتيان ببديل أكثر انفتاحا على المراتب الاجتماعية بما فيها المرأة . وبخصوص قضايا الشعوب والقوميات المضطهدة والمحرومة في الشرق الأوسط وضعت تلك القوى والتيارات تصورا جديدا أكثر واقعية وقبولا لحقوقها القومية على أساس مبدأ حق تقرير المصير والتوافق في العيش في أطر فيدرالية تعددية موحدة ( العراق والسودان ) أما مايتعلق بمسائل الحكم وتداوله فكان رأيها الغالب يميل الى الرهان على نتائج صناديق الاقتراع أي نقل الحكم مستقبلا في بلدان المنطقة من الأقلية ( الدينية والمذهبية والعائلية ) التي لم تصل أصلا بالطرق الشرعية الى الأغلبية حسب الأصول الديموقراطية ( أفغانستان والعراق ) مما أثار ذلك كله موجة من الذعر والسخط لدى الأطراف المتضررة ومن بينها قوى وجماعات كانت محسوبة على الغرب .
هذا الانقلاب الجديد في أجندة الغرب وقوته الأساسية – الولايات المتحدة الأمريكية – وما ترتب عليه من تغييرات ميدانية بسقوط نظام صدام وحصول حراك نشط في لبنان أدى الى طرد القوات العسكرية والأمنية السورية مع بروز علائم لتحرك المعارضة الديموقراطية السورية , شكل رسالة قوية وتحذيرا شديدا الى من يهمهم الأمر مما دفع طرفي المعادلة ( أنظمة الاستبداد وجماعات الاسلام السياسي ) الى مراجعة علاقاتهما من جديد والعودة الى سابق عهدهما – الجهادي - باتجاه المزيد من التلاحم لمواجهة المصير المجهول بكل السبل والوسائل غير المشروعة ومن ضمنها خلط الأوراق والشعارات بحيث يتحول العلماني الى سلفي والطائفي الى ديموقراطي وتنتقل العمامة الى رؤوس العسكري وضابط الأمن الذي ينتصر – للرسول – ويمارس المعمم وظيفة رجل الأمن والمرتزق والارهابي وتزدهر – الباطنية – المشهودة لها بالغدروالارهاب والشقاق منذ عهد صلاح الدين وحتى الآن , وما المشاهد التالية الا تعبيرا عن الحالة القائمة :
- ايران وسورية تضعان كل ثقلهما المادي والمعنوي من أجل فوز – حماس – في الانتخابات الفلسطينية بأغلبية لافتة الى درجة أنه تردد أن النظام الايراني قد رصد منذ أشهر مئات ملايين الدولارات لهذا الغرض أما نظام دمشق الذي انتهج سياسة العداء تجاه حركة – فتح – العلمانية الديموقراطية منذ قيامها ووضع العراقيل أمام السلطة الوطنية الفلسطينية ولم يتعامل معها حسب الأصول المتعارفة عليها يوما من الأيام بادررئيسه فور الاعلان عن فوز – حماس – وقبل تشكيل حكومتها المفترضة باستقبال ممثلي الحركة مرات عديدة وأمام عدسات التلفزيون كتعبير عن الاتفاق والتعاون.
- في لبنان - حزب الله – وحركة – أمل – المجسدان للطائفية السياسية الشيعية يمارسان في الخفاء وظيفة المنظومة الأمنية السورية المطرودة رسميا بما فيها الاغتيالات وينتصران للسياسة السورية الرسمية في كل شاردة وواردة ويتحولان طرفا ضد المعارضة الديموقراطية داخل سورية الى درجة افتتاح مكاتب لعدد من رموزهما ودعاتهما الطائفية في دمشق لغرض الدعاية للنظام .
- رموز الطائفية السياسية من شيعة وسنة العراق يقيمون في دمشق من – حارث الضاري – الى – مقتدى الصدر – الأول استجاب لطلب النظام السوري بمقاطعة الانتخابات العراقية رغم أنه وقع في مؤتمر القاهرة على مبدأ المشاركة والثاني حمل طلب الرئيس السوري في اللقاء الآول بانتخاب – الجعفري – بدلا من – عبد المهدي –( والأخير كان يحظى بدعم العرب والكرد والعلمانيين بعكس الآول الذي فشل في الأداء سابقا ) وفي اللقاء الثاني أكد الصدر للرئيس على تلبية طلبه الذي جسد المصلحتين – السورية والايرانية - .
وهكذا نحن أمام اصطفافات جديدة – قديمة تتصدرها أنظمة الاستبداد ووقودها جماعات الاسلام السياسي التي تتمكن في بعض الظروف من تجييش قطاعات معينة عبر الشعارات الديماغوجية وظيفتها الرئيسية وقف أو عرقلة عملية التغيير الديموقراطي في المنطقة ومواجهة الارادة الشعبية الحقيقية التواقة الى التقدم والحرية والحياة الكريمة , وازاء هذا المشهد المؤلم لابد لقوى الديموقراطية والاصلاح من قراءة الحالة الراهنة بامعان والتحرك وانجاز الشروط الذاتية والموضوعية والتهيؤ لأخذ زمام المبادرة والحاق الهزيمة بهذا التحالف الاستبدادي – الظلامي مصدر الفتن والحروب والاقتتال والفقر والتأخر .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد ومحنة - المسيحيين - العراقيين
- ما بين النخبتين - الحزبية والعشائرية -
- الديموقراطية المغدورة
- أيام سورية خارج التاريخ
- حوار مع شركاء التاريخ والجغرافيا
- الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
- ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
- نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
- جدلية الداخل والخارج
- كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
- قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- المنبر الذي يزداد تألقا
- قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
- الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
- شهادة في الراحل مصطفى العقاد
- هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
- رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
- نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
- اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
- مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - - الطائفية السياسية - في خدمة الاستبداد