أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان زفير سعادة أبو عراق















المزيد.....

ديوان زفير سعادة أبو عراق


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


عنوان الديوان، "زفير" يوحي إلى ألم يكتنف الشاعر "سعادة أبو عراق" فيخرجه لنا بشكل أدبي، من خلال قصائد شعرية، وكلنا يعلم أن ألم المثقفين في المنطقة العربية، ألم سياسي بالدرجة الأولى، فهو يرى انحطاط الأمة وتخاذل الحكام، مما يجعله في حالة توتر وانفعال، ونجد هذا التوتر من خلال فاتحة الديوان التي جاءت لتطرح العديد من الأسئلة:
" من يندهني من جوف الليل؟
من يطرق باب العتمة في دنياي
من يوقظني من حلم بكر؟
من يملك سلطة توجيهي
أو تقليم الحلم كما يهوى؟
من أنت لتزعجني؟" ص5،
دائما الأسئلة تستوقف القارئ وتجعله يفكر في الاجابة، وبما أن الأسئلة جاءت في فاتحة الديوان، فإن هذا يعني أن الشاعر لا يثير عاطفتنا بقدر دعوتنا للتفكير والتوقف عند ما يجري قي منطقتنا، والشاعر جعل المخاطب مجهولا، فنحن لا نرى أو نسمع من هو الذي "ينده ويطرق ويملك" لكنه يبدو قريبا ومقابلا للشاعر مباشرة ، لهذا خاطبه من أنت لتزعجني".
المرأة
في حالة التعب والألم لا بد من وجود مخلص، يخفف عن الشاعر شيء من المعاناة، فتأتي المرأة في قصيدة "رحلة":
"امنحيني ـ إن امكن ـ لحظة
كي امسك في السير زمامي
أو أمنح نفسي قسطا من راحة
أو أختار مكان نزولي
أو شارة وقف أبدية" ص17و18،
المطالب واضحة وبسيطة، وهي تشير إلى مواضع التعب/الألم الذي يعانيه الشاعر، من هنا نجده يكثر من ألفاظ متعلقة بالوقت: "لحظة، قسطا، وقف" وحجم التعب نجده من خلال "أمسك، السير" وطلب الراحة يكمن في: "امنحيني، أمنح، الراحة، اختار، نزولي" فتكرار "يمنح" والتي تحمل معنى الأخذ من السيد/من يملك، تؤكد على حاجة اشاعر إلى الهدوء والسكون.
كما اشتد الألم والاغتراب على الشاعر كان أحوج إلى المرأة، في قصيدة "ضياع" يمكننا أن جد أثر المرأة بشكل أوضح:
"ما زلت أسير، فوق أسنسير
أصعد درجا أنزل درجا
وأسير
يحملني في الحال قطار
يحملني سرفيس
أدخل مطعم برغر
لا يأبه بالوجه القادم
لا يسأل عمن كان أبي
أو أين ولدت
بل عن أوراق
تقرأها آلات لاتعرف نطقي
كي يبقى قلبي يبحر في اللا جدوى
لا مرآة معي
لا امرأة تحصي لي خطواتي
يا امرأة يا بوصلة القلب
ردي لي قائمة الألوان المألوفة
والوجه المشرق
وتهجيّ لي اسمي
في أسرة كنعان أو سفر يبوس" ص21و22،
القصيدة تتحدث عن رحلة الشاعر في امريكيا، فنجد التعب من خلال: "أسير، أصعد، لا، اللا جدوى" ففكرة الاغتراب حاضرة في القصيدة، لكن القصيدة تتجه إلى البياض المطلق عندما خاطب الشاعر المرأة: "يا امرأة" فتحولت المعاني والألفاظ إلى البياض والفرح: "بوصة، القلب، ردي، الألوان، المألوفة، الوجه، المشرق، وتهجي، أسمي، أسرة، كنعان" وللافت أن أثر المرأة لم تربط بالشاعر بالفكرة والألفاظ فحسب، بل تعداه إلى اللغة الشعرية:
"ردي لي قائمة الألوان المألوفة"
فلمرأة منحت الشاعر قدرات على استخدام اللغة بصورة أفضل، فجاءت صيغة النداء ـ رغم أنها موجه للمرأة ـ لتمنح الشاعر قدرات أخرى على الابداع والتألق.
نجد أثر المرأة في قصيدة "كراهية":
"ما أطول ليلي
إذ يغرب نجمي
يخفي وجها منك
لا بأس فإني منتظر سهران
دقي القلب علي
وهزي الأفق بزغردة الترحاب
غطيني يا غيمة عطر
أصح زهرا أو ترتيل شفق
يا ليل داج
كيف طعنت الروح بلا أسف
وتركت دمي يتوضأ في بحر دمي
فألملم حبا منثورا
يتساقط من شهد فمي
يا هذا الخارج عن سنن التاريخ
من اعطاك براءتها؟
كيف سكبت القبح
على طهر مآذنها
واستمرأت اللعن وكره العالم" ص61و62،
أثر المرأة نجده بعد "دقي القلب علي، حيث نجد ألفاظ بيضاء: "هزي، الأفق، بزغردة، الترحاب، عطر، زهرا، ترتيل، شفق" فأثر المرأة نجده في الفكرة والألفاظ وفي جمالية التقديم، فالصورة الشعرية: "وهزي الأفق بزغردة الترحاب" جاءت بأثر المرأة، وهذا يؤكد على أن حضور المرأة في قصائد "سعادة أبو عراق" ينعكس على الألفاظ والمعنى وطريقة التقديم، مما يجعله يقرن استخدام الصورة الشعرية بحضور المرأة.
وفي هذه القصيدة هناك تكامل وتواصل، فهناك مجموعة ألفاظ متواصلة "ليلي، نجمي، سهران" ومجوعة أخرى: "يغرب، يخفي، غطيني".
وإذا توقفنا عند هذا المقطع:
"وتركت دمي يتوضأ في بحر دمي
فألملم حبا منثورا
يتساقط من شهد فمي" نجد تكرار "دمي" ويتبعها "فألملم" وكأن الشاعر يتوحد مع قصيدته بحيث أثره عليه لفظ "دمي" فجعله يستخدم لفظ فيه حروف متماثلة ومتصلة "اللام والميم" في ذات الوقت، ونجد التواصل والتكامل في "فألملم ويتساقط".
لكن المقطع الأخير في القصيدة يبدو زائد.

الغربة
ونجد ألم الشاعر يزداد في الغربة، يقول في قصيدة "مطارات":
"بمطار الغربة ينعطف الوقت
نحو جهات لا تعرفها
إحساس بالموت القادم
يطرق بابك خوف
تقعي دون حراك
في أحضان المقعد.
...
بمطار العودة
تنهض فيك اليقظة
عند لقاء اللحظة
كي لا تهرب منك العبرات
والتلويح بمنديل
اللهفة والترحاب
بمطار الترحاب
لا تعرف كنه رؤاك
تصبح مشتعل الإحساس
كتلة وهج
تحتاج لمن يطفئها
بالضم والقبلات" ص18-20،
ثلاثة مراحل، في المرحلة الأولى نجد فكرة قسوة الغربة وألمها ليس في المعنى فحسب، بل في الألفاظ ايضا: "الغربة، ينعطف، لا، بالموت، يطرق، خوف، تقعي، دون، المقعد" في المرحلة الثانية نجد فرح اللقاء، لكن هناك بعض الألفاظ القاسية: "لا، صد، فقدت" فرغم حالة الفرح، إلا أن وجود الألفاظ القاسية تشير إلى ألم يسكن الشاعر، لا يستطيع أن يخفيه، فهذا الألم كامن في العقل الباطن للشاعر، يعيش معه وفيه، لهذا لا نجد البياض كاملا أو مطلقا، بل يكتنفه شيء من السواد والألم، والمرحلة الثالثة تكتمل السعادة بترحاب الأحبة والأصدقاء والأهل، ومع هذا نجد الشاعر يستخدم ألفاظ قاسية: "لا، يطفئها" وهذا يؤكد على أن هناك رواسب ألم في الذاكرة لا تجعل هذا الترحاب كاملا أو مطلقا.


السياسي
الواقع السياسي العربي بائس ومزري، وتناوله يسبب الغثيان للقارئ والمتلقي، من هنا على الشاعر ان يجد أسلوبا يخفف على القارئ من هذا الواقع البائس، فكانت السخرية هي الاسلوب الذي استخدمه الشاعر ليخفف عنا ثقل الواقع، يقول في قصيدة "البشير":
"قد فاز بالحكم (بشير)
يا ويلنا مما يصير
يا بؤس شعب طيب
من شر يوم مستطير
كافأت من خسر الجنوب
وضيع الشيء الكثير
خمسا عجافا سوف يمضي راكبا
عرشا تلطخ بالشرور
كيف انتهيت إلى الهوان
وصرت ملكا (للمشير)"ص144،
صيغة النداء تستوقف القارئ وتجعله يتفكر فيما آلت إليه الأحول، ورغم الألم الكامن في الفكرة، إلا أن الشاعر من خلال استخدامه الراء قافية للقصيدة، والتي جاءت بشكل غنائي، خففت وسهلت على القارئ تلقي الفكرة، كما أن استخدامه للبحر القصير ساهم في التخفيف من ثقل وكثرة الكلمات على القارئ، وإذا أضفنا السخرية في طريقة تقديم المعلومة، والتي جعلت القصيدة سهلة وممتعة رغم فكرتها المؤلمة، نكون أمام مجموعة أشكال استطاع الشاعر أن يخفف بها علينا من ثقل وغلاظة الموضوع المطروح.
الديوان من منشورات كنوز للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2017.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة -هكذا هم الفقراء أحمد خلف نشمي
- المعتقل الفلسطيني في كتاب -الصدور العارية- خالد رشيد الزبدة
- مناقشة كتاب اقتفاء اثر الفرشة
- رحلة إلى جوهانسبرغ بيفيرلي نايدو
- حازم يعود هذا المساء نبيل عودة
- حنان طه -لعلك تدري-
- اقتفاء أثر الفراشة نبيل طنوس
- الواقعية الفلسطينية في رواية -العناب المر- أسامة المغربي
- قراءة في ديوان -على ضفاف الأيام -لنائلة أبو طاحون
- العشق المتقد في قصيدة فتاة البرتقال كميل أبو حنيش
- مظفر النواب -كهرمان، وثلاث امنيات-
- رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب
- -منثور فلفل على توج وردة- (هايكو عربي) للشاعر محمد حلمي الري ...
- حكايات مقهى المغتربين سعادة أبو عراق
- مناقشة رواية خريف يطاول الشمس
- عبود الجابري والومضة
- جهاد عواملة -هي أنت-
- قصيدة -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-- كميل أبو حنيش
- رواية -زمن الخراب- لمحمود شاهين 3
- محمد علوش ديوان هتافات حنجرة حالمة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان زفير سعادة أبو عراق