أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جهاد عواملة -هي أنت-














المزيد.....

جهاد عواملة -هي أنت-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


جهاد عواملة
"هي أنت"
دائما البياض المطلق يستوقفنا مستمتعين بالمعنى والألفاظ المستخدمة، فليس من السهل ان نجد قصيدة مطلقة البياض في زمن القهر والألم، لكن الشاعر "جهاد عواملة" الذي تماهى مع قصيدته، فخرجت تتمرد على الواقع، وجاءت مطلقة البياض، يفتتح الشاعر القصيدة:
" هي انت والشمس وضياء الصباح.......
ونشيد قهوتك شوق المكان سلام "
إذا كانت فاتحة اليوم بهذا الشكل " أنت، الشمس، ضياء، صباح، نشيد، قهوتك، شوق، سلام" بالتأكيد سيندفع القارئ نحو هذا الأجواء/القصيدة، فالشاعر يهيأ الصباح البهي ليلاقي القارئ بهذه الرحابة، أليس هذا كاف ليجعلنا نتقدم وباندفاع إلى الطبق الجميل واللذيذ الذي أعده "جهاد عواملة"؟
واللافت أن الشاعر يستخدم التكامل بين المؤنث والمذكر ليعطي صورة مثلى، فهناك: "هي، أنت، الشمس، قهوتك" وأيضا "ضياء الصباح شوق، المكان" فهذا التوازن أيضا له أثر ايجابي على القارئ، الذي يشعر بأن هناك دور وفاعلية لكلا من الرجل والمرأة، الذكر والأنثى في رسم هذه الصورة البهية، وإذا توقفنا عند مظاهر الجمال، سنجدها: جمال النظر: "الصباح والشمس"، جمال التذوق: "قهوتك"، جمال السمع: "نشيد"، جمال العاطفة: "شوق المكان".
" هي انت وتاج البحار حور الجمال.......
لك يتهادى الحمام هديله والعشاق "
وكأن الشاعر اكتشف اللذة والمتعة التي أحدثها وجود "هي أنت" فستخدمها من جديد لأخذ جرعة أخرة من الجمال والفرح، وهذا ما انعكس على استمراره في تقديم ألفاظ بيضاء وجميلة: "تاج، البحار، حور، الجمال، يتهادى، الحمام، هديله، والعشاق" أيضا نجد جمال متنوع ومتعدد، منه ما هو متعلق بالنظر: "تاج، البحار، حور، الجمال، الحمام" ومنها ما هو متعلق بالسمع: "هديل" وهنا يكون الشاعر قد تخلى من لذة التذوق، وهذا يشير إلى تخلصه مما هو أرضي/بشري، والانتقال إلى اللذة السماوية فكتفى بالبصر والسمع، قبل أن نغادر البيت نذكر بأن الشاعر استخدم فعل "يتهادى" هو أول فعل في القصيدة، والذي سيقدمه من أفعال أخرى.
" وتبتسم لك الطفولة شوقها الغرام......
وتتغني من روحك عبقها والحنان "
"تبتسم، تتغني" أفعال متعلقة بمتعة النظر والسمع، وهذا يؤكد على أن الشاعر انتقل إلى عالم العاطفة والجمال ولم يعد كائن ارضي، لهذا نجد جمال العاطفة "الطفولة، شوقها، الغرام، روحك، والحنان" وهنا يكون الشاعر قد تقدم خطوة أخرى نحو الصفاء والطهارة، فهو بعد أن كان يستمتع بالجمال النظر والسمع، نجده ينتقل إلى جمال العاطفة/المشاعر/الاحساس، فطريقة تنامي الجمال عنده متواصلة ومتكاملة، لهذا يتقدم في كل بيت إلى الأمام مكتشفا جمالا جديدا.
" هي انت سحر المساء ونور العطاء......
اسطر الحروف لك والبيان اعجاب"
أدوات التخفيف/الفرح التي يستخدمها الشاعر/الأديب تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، فالكتابة أحد أدوات الفرح، وها هو "جهاد عواملة" يؤكد على هذا الأمر من خلال: "اسطر الحروف" فالكتابة/القصيدة ادة التعبير، وهي الأداة الأهم عند الكاتب/الشاعر، فبدونها يمسى شخص عادي، لا يقدر/يستطيع أن يعبر عما يحمله من مشاعر/أفكار.
فالشاعر في البيت السابق يتقدم من جمال آخر "جمال القصيدة" ورغم أنها تعتبر من جمال السمع، إلا أن القصيدة تحمل أكثر من جمال، فهي يستمتع بقراءتها، ويستمتع بكتابتها، ويستمتع بشكلها، وبغانيتها، وبألفاظها، وبالعاطفة/الفكرة التي تحملها، فهي عالم متكامل الجمال.
واللافت أن الشاعر ينقلنا إلى زمن/وقت جديد، فبعد أن تناول جمال الصباح وما فيه، يتحدث عن جمال "سحر المساء" فهو كانت منطقي عند ربط الصباح بها وبالقهوة وبشمس والضياء، وهنا أيضا كان منسجم جماليا حين ربط المساء بالنور، بالحروف، بالبيان" كل هذا يجعلنا نتأكد أن الشاعر منسجم مع القصيدة ومتوحد معها، لهذا نجد هذا التكامل والتواصل والانسجام. فالمساء يكون فيه التأمل أكثر من الصباح، فبعد أن استشرق بضياء جميل وحل عليه المساء أخذ يفكر، فكتب لها القصيدة.
" سيدة المكان والزمان والتاج هيام.......
وقناديل العشق تهاجر اليك اشعار "
المكان والزمان والتاج والعشق وأشعار كلها جاءت في الأبيات السابقة، أما صريحة وإما بلفظ يعطي المعنى، فالحروف وأشعار يخدمنا معنى الكتابة، وذهاب الصباح وقدوم المساء قريبان من معنى "تهاجر" والهيام قريب من شوقها والحنان، والمكان حاضر في البيت الأول، وتاج في البيت الثاني، والعشاق قريبة من العشق، وبهذا يكون الشاعر قد جمع كل المعاني والألفاظ فيما سبق في هذا البيت، لكنه هنا يتقدم من عالم جديد، عالم أرضي، لكنه رومنسي، فكان الوقت/الزمن: الليل/قناديل، والعاطفة متقدة: "هيام" وكانت القصيدة: "أشعار" إذن الأجواء الجميلة والعاطفة الجياشة أوجدت القصيدة.
" والاشعار تعانق روحك بوح المساء......
والازهار تتراقص اهدابك والالوان"
رغم وجود المساء إلا أن الشاعر يستحضر : "الأزهار تتراقص" فهنا يتجاوز الشاعر وقت المساء المظلم، ويتحدث عن أزهار تتراقص، والالوان".
" وتسهر الحروف وعيناك والاشراق........
هي انت لحن القلوب وبوح الهيام........"
يبقى الشاعر متأثر بالمساء "وتسهر"، فهو كشاعر يجد في المساء قدرة أكثر على التأمل والتفكير، وهذا ما يجعله يمارس شاعرته بحرفة أكثر، من هنا نجده يركز على "الحروف، عيناك، الأشواق، هي انت، لحن، القوب، الهيام" فوجود فعل "وتسهر" يشير إلى بقاء الشاعر في عين المكان والزمان/الوقت وعين الظرف/الأجواء العاطفية، من هنا نجده يتحدث عن جمال متعدد الأقطاب، جمال النظر: "عيناك"، جمال السمع: "لحن، بوح"، جمال الكتابة: "الحروف"، جمال المشاعر والعاطفة: "الأشواق القلوب".
"وعطرك عشق الصباح وغزل المساء.....
سيدة الاناقة والحضور تاج الملكات....."
ويختم الشاعر القصيدة بجمع الوقت "الصباح والمساء" ويتناول جمال النظر: "الأناقة والحضور"، وجمال المكانة: "الملكات"، ولكنه يستبدل جمال السمع بجمال الشم "عطرك" وبهذا يكون الشاعر استكمل عناصر الجمال.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-- كميل أبو حنيش
- رواية -زمن الخراب- لمحمود شاهين 3
- محمد علوش ديوان هتافات حنجرة حالمة
- رواية زمن الخراب 2 لمحمود شاهين الملف الثاني
- رواية زمن الخراب لمحمود شاهين الملف الأول
- إبراهيم نوفل قصيدة مطر
- الأحواز أرض عربية سليبة إبراهيم خلف العبيدي
- مناقشة كتاب امرأتان في دار الفاروق
- قراءة في قصيدة مازن دويكات -سلام عليك.. على أرضنا-
- الومضة السوداء عند سمير التميمي
- رضوان قاسم -نأي على وجع الفراق-
- التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة
- أدب الحرب في -ذاكرة الغد- شهادات ورؤى وتجارب
- الشاعر والمكان سامح أبو هنود
- علاقة الكاتب ببطله جربت أن أموت جمعة الفاخري
- مناقشة ديوان على بعد عمرين للشاعر عمار دويكات في دار الفاروق
- مجموعة فتيان الحجارة سعادة أبو عراق
- حسين جبارة -موج أنا- وعالم البحر
- -الأبواب الزرقاء- والحرية كميل أبو حنيش
- رواية اشطيو هاني أبو انعيم


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جهاد عواملة -هي أنت-