أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة














المزيد.....

التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


عندما تتداخل أنواع الأدب مع بعضها يتشكل جسم جديد، يمكن أن يعجبنا ويمكن أن يستفزنا، وهذا يعود إلى طبيعة الاستخدام وطريقة التي جاء فيها العمل الأدبي، غالبية القصص في مجموعة "حارة الياسمينة" جاءت بلغة غير لغة القصة، لغة غارقة في الشعرية: "علاقة، دم الياسمين، بيوت فارغة، زحام في عيون امرأة، الغضب، الركض تحت أزيز الرصاص، منتصف المسافة، فرصة، عسل الدبور، حارة الياسمينة،" وهذا التجميل الزائد أزعج القارئ، فبدا ـ أحيانا ـ مثل المرأة التي (تدهن) وجهها بالمساحيق دون عناية بالكمية أو اللون، وسنعطي بعض الامثلة من المجموعة على هذا التجميل الزائد، جاء في قصة "دم الياسمين: "ترح عيناي لهفة حين التقيته يرسم دوائر الاعتذار فاصدقه واحتمي بحضوره، تخرج عذابات النفس مكلومة تملأ الفضاء بكرات من غضب تحلق حولي، من فوق ومن تحتي، اسمع أنينها واتلقف نظرته المحايدة، ابتلعها مثل قرص مهدئ، واسكب عليها شلال حزن دائم" ص10، اعتقد أن هذا الرسم الجميل لا يتناسب وفنية كتابة القصة، فهناك إغراق في اللغة، التي بدت أكبر من أن تكون في قصة، فهي لغة شعرية عالية وعالية جدا، ويتم إغراق القصة أكثر في بقية المشاهد: "يسقط في بئر المائدة يدفن برود اللحظة في كفيه ثم ينفجر واقفا/ صباح ميت، نهار بلا انفاس، جثث الاشياء في كل مكان ارتمي على الأرض تحت أقدام المذياع ابحث عن اخبار الأهل/ رائحة الياسمين من رئة المزهرية تخرج لسانها نكاية بي، أصرخ بها/ يخلعني من عينيه ويتركني سرابا خلفه" ص12و13، بدون شكل أن هذه التعابير والصور جميلة ورائعة، لكن وجودها في قصة يحتاج إلى وقفة، ويطرح سؤال: هل اللغة الشعرية/الايحائية تصلح لكل الاجناس الأدبية؟، وهل يمكن استخدامها متى يريد/أراد الكاتب؟، أم أن هناك ضوابط لهذا الاستخدام؟.

"الزائد أخو الناقص" مثل نستخدمه في حياتنا، (ويمكن) أن يصلح حتى في القراءة/النقد الأدبي، اعتقد أن هذه (المغالاة) في التجميل اضعفت القصة ـ رغم أنها اعطت صورة على قدرة وابداع القاص على استخدام اللغة ـ لكنه جاء على حساب القصة، فرفعنا مكانة القاص، وهو أضعف القصة، قصته، فربح هو وخسرت القصة فنيتها.
وهناك (خلل) في استخدام المكان، فالقاص يعشق بنابلس، لكنه لا يعرف تفاصليها، وهذا ما نجده في اسماء القصص، "التوتة، حارة الياسمينة" فهذه احياء في البلدة القديم، لكنه في "حارة الياسمينة" يقع في (متاهة) عندما قال: " كان الجنود يحطمون البيوت ويفتشون بوحشية عن شباب متهمين بتفجير سيارة عسكرية قرب "سوق البصل"." ص80، من يعرف "سوق البصل" في نابلس يجده هو ممر ضيق، لا يصلح إلا للمشاة، أو لعربات الخضار في أحسن الأحوال، وله مدخلان/مخرجان، الشمالي يتجه إلى الدوار مباشرة، وهو مكان فسيح يمثل وسط المدينة، ويمكن للسيارات أن تمر به وتتحرك كيفما تريد، فهو مركز المدينة، أما المدخل/المخرج الجنوبي فهو يتجه غربا إلى خان الوكالة، وشرق إلى خان التجار، وكلاهما لا يصلح لمرور السيارات لضيقه، فهو داخل البلدة القديمة، من هنا كان من المفترض أن يحدد المكان "بالقرب من الدوار" أو عند مدخل سوق البصل الشمالي، اعتقد أن تفاصيل المكان مهمة للمتلقي، فهي تشير على العلاقة الحميمة التي تجمع الكاتب بالمكان، من هنا كان يستوجب أن يكون الوصف أكثر دقة.
المجموعة نشرة عام1994، بدعم من وزارة الثقافية، عمان الأردن.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الحرب في -ذاكرة الغد- شهادات ورؤى وتجارب
- الشاعر والمكان سامح أبو هنود
- علاقة الكاتب ببطله جربت أن أموت جمعة الفاخري
- مناقشة ديوان على بعد عمرين للشاعر عمار دويكات في دار الفاروق
- مجموعة فتيان الحجارة سعادة أبو عراق
- حسين جبارة -موج أنا- وعالم البحر
- -الأبواب الزرقاء- والحرية كميل أبو حنيش
- رواية اشطيو هاني أبو انعيم
- التوازن عند محمد العياف العموش
- ديوان سلامي لك مطرا آمال عواد رضوان
- سعادة أبو عراق قصيدة هو السيل
- قصيدة هو السيل سعادة أبو عراق
- ديوان أبجديات أولى خليل إبراهيم حسونة
- يسوع في التاريخ جبرائيل فرح
- مناقشة قصة (العبد سعيد) للروائي والقاص الفلسطيني (محمود شاهي ...
- البياض المطلق في قصيدة يوم المولد النبوي غازي المهر
- ديوان هو ما يمر بخاطري خليل إبراهيم حسونة
- الومضة عند اسماعيل حاج محمد
- أيوب التوراتي وفاوست جوته محمود شاهين
- الأنا في ديوان ذاك هو أنا سعادة أبو عراق


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة