أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة هو السيل سعادة أبو عراق














المزيد.....

قصيدة هو السيل سعادة أبو عراق


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


هذا ما كتبه الناقد رائد محمد الحواري عن قصيدة ( السيل)الصغيرة التي نشرتها على الفيس حيث وضعها تحت مجهر عقلة وفكفكها كلمة كلمة وفكرة فكرة وصورة صورة ، كالميكانيكي الماهر واعادها الي مرتبة وفق منظوره النقدي، وأقول له ما قاله المتنبي لشخصين يختصمان على معاني شعره ( لقد افهمتماني من شعري ما لم اكن افهمه)
اعيد نشر القصيدة لمن لم يقرأها، والمقال النقدي للأديب الناقد رائد الجواري
رائد محمد الحواري سعادة أبو عراق
قصيدة هو السيل
عندما تأتي القصيدة كتناص لقول ديني/تراثي فهذا أمر ليس بالسهل، فعلى الكاتب/الشاعر أن يتشرب النص الديني التراثي أولا، ثم يخرج لنا الثمر، الشاعر "سعادة أبو عراق" يقدم حديث نبوي شريف بقصيدة شعرية، والحديث المقصود هو: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت" إذا ما توقفنا عند المعاني والألفاظ التي تتلاقي في الحديث وفي القصيدة نجدها في "السيل، غثاء، الوهن" ومن يقرأ القصيدة، سيتقدم مباشرة من الحديث النبوي الشريف، الذي تتمحور فكرته حول تقاعس الأمة والذل الذي سيلبسها، والجميل في الحديث أنه استخدم ظاهرة صحراوية "السيل" الذي يُثار ويأتي بسرعة وينتهي بسرعة أكبر، والشاعر يركز في قصيدته على السيل الذي يحذرنا منه بثلاثة مواقع، في البداية:
"هو السيل الذي يجرف الغثاء"
وهو هنا يحثنا على التقدم من الحديث النبوي، والتوقف على ما جاء فيه، فهناك لفظ "السيل وغثاء" اللذان بالتأكيد سيوجهان القارئ للحذر من حالة الذل وفقدان الكرامة.
بعد أن يتأكد الشاعر ابصال فكرة "التناص مع الحديث النبوي" يبدأ بمحادثتنا بلغة عادية، بعيدا عن تلك التي يستخدمها الخطباء، محذرنا مما هو آت:
"هو السيل الذي تدفق فجأة"
الجميل في هذا المقطع أن السيل سريع، ويجري بسرعة ويأتي فجأة، وفي القصيدة تتماثل الألفاظ "السيل، تدفق، فجأة" مع فكرة الحذر من السيل التي يريد تقديمها الشاعر.
ويختم بقوله: "هو السيل/سوف تمضون مع القواقع أن شئتم" ولافتا للنظر أن خاتمة/نهاية القصيدة تتماثل في تحذيرها مع ما جاء في الحديث "تتداعى الأمم/ لا بواكي...لا شجن" فالنهاية واحدة في الحديث وفي القصيدة.
قد يقول قائل: ما لنا وهذا الشؤم، إلا يكفينا ما نحن فيه من ألم، ليأتي "سعادة أبو عراق" ويثقل علينا بهذه القصيدة؟، سؤال مبرر ومن حق المتلقي أن يسأل، لكن الشاعر من خلال القصيدة يرد على هذا التساؤل من خلال طريقة تقديم القصيدة، فهو يتجنب الخطاب المباشر، من خلال حديثة العام، بحيث لا يحدد الجهة المخاطبة:
"هو السيلُ الذي يجرفُ الغثاءَ
والخبثَ الذي تعفّنَ في الزمن
هو السيلُ الذي تدفّقَ فجأةً
مٍن حيثُ لا يعلمُ الفَطِن"
بهذا يكون الشاعر قد ابتعد عن الخطاب/النصح المباشر، بحيث لا يشعر القارئ/المتلقي من الحرج أو الضيق إذا ما قرأ/استمع لهذه القصيدة، فهي عامة وغير موجهة له، والجميل في هذه العمومية، الواقعية والعقلانية التي جاءت بها، فهي تتحدث عن ظاهرة طبيعية، وغير متعلقة بالإنسان، كل هذا يخفف ثقل القصيدة على المتلقي.
"فيا أيّها الحاصدون أعشابَ الرعاةِ
والحاطِبونَ في الظَّهيرَةِ
والمُستسلمون للوَهَن
خذوا حظَّكَم العاثِرَ واذهبوا
وخذوا خشبَ التابوتِ والكَفَن
وما سطَّرَ التاريخُ للأغبياءِ
وما قالَهُ المرجفونَ
والصحافةُ
والهتافاتُ
وما لوَّث العينَ والأُذُن"
بعد أن يجذب الشاعر القارئ/المتلقي للقصيدة، يتقدم به خطوة إلى موضوعها، فيخاطب "الحصادون، الحطابون، المستسلمون" وهذا الترتيب أيضا اسهم في تقدم/قبول القارئ/المستمع للقصيدة، فقد بدأ مخاطبة أشخاص طيبين "الحصادون" فبدا وكأنه يتعامل مع الاصحاء وليس المرضى، بعدها يتقدم من السلبيين/الحطابين، ويتوغل أكثر عندما يخاطب المستسلمين" ويخاطبهم بشكل مباشرة "خذوا حظكم، خذوا خشب" وهذا الخطاب المباشر أيضا لا يمس المتلقي، فهو ليس حصادا ولا حطابا" لكن الشاعر يوصل الفكرة بأقل الأضرار للقارئ، فهو ما زال لا يوجه كلامه للقارئ.
وما يحسب للشاعر أنه استخدم إيقاع سريع من خلال "للوهن، الكفن، العين، الأذن" فرغم السواد والقسوة التي جاءت به الفاظ "الظهيرة، المستسلمون، للوهن، العاثر، التابوت، الكفن، للأغبياء، المرجفون، لوث" فهو من خلال الإيقاع السريع استطاع أن(يخفف) شيئا من وطأة الألفاظ والمعنى على القارئ مراعيا مشاعر مستمعيه/قراءه.
"هو السيلُ
سوفَ تمضونَ مع القواقعِ إن شِئتُم
أو مَعَ الطَّميِ
ولا بواكيَ لَكُم
ولا شَجَنْ"
يستمر الشاعر في التخفي وراء عدم المباشرة، فهو ما زال يخاطب جموع عامة، لكن فكرته تصل إلى القارئ، بهذا يكون الشاعر قد قدم لنا نصيحة/تحذير، لكن بطريقة حديثة/عصرية، بعيدة عن الخطاب المباشر والصوت العالي.
وهناك تناص مع قصيدة محمود درويش "عابرون في كلام عابر" "خذوا حظكم، خذوا خشب، ورغم اختلاف الجهة المخاطبة إلا أن هذا أسهم في أضفاء جمالية على القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان أبجديات أولى خليل إبراهيم حسونة
- يسوع في التاريخ جبرائيل فرح
- مناقشة قصة (العبد سعيد) للروائي والقاص الفلسطيني (محمود شاهي ...
- البياض المطلق في قصيدة يوم المولد النبوي غازي المهر
- ديوان هو ما يمر بخاطري خليل إبراهيم حسونة
- الومضة عند اسماعيل حاج محمد
- أيوب التوراتي وفاوست جوته محمود شاهين
- الأنا في ديوان ذاك هو أنا سعادة أبو عراق
- ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين سلطان قدورة
- اللقاء بين مفلح أسعد وكميل أبو حنيش
- الومضة عند عبود الجابري
- اربع مسرحيات
- مناقشة رواية تايه للروائي صافي صافي في دار الفاروق
- مسرحية جفرا
- فلسطين والمسرح
- قصيدة المرأة إسماعيل حاج محمد
- -تصفيق وتهريج- للشاعر الفلسطيني شهاب محمد
- مرة أخرى الاتحاد
- الاتحاد والقبول بما هو مفروض/موجود
- السهولة في مجموعة -أريد حذاء يتكلم- شيراز عناب


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة هو السيل سعادة أبو عراق