أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين سلطان قدورة














المزيد.....

ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين سلطان قدورة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6397 - 2019 / 11 / 2 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين
سلطان قدورة
المرأة تمنح الهدوء والسكينة، ويطهر هذا الأثر في النص الأدبي من خلال الألفاظ والمضمون، لكن الحديث عن الحب يحمل شيئا من الارباك والتوتر، فينعكس ذلك على الكاتب/الشاعر الذي يجمع/خلط الألم بالفرح، فرغ أن الحب جميل إلا أنه ارتبط بالعقل الباطن للشعراء بخالة الألم، وهذا يعود إلى تأكيد للنفس/للذات أن هذا الحب لم يأتي/يتكون/يظهر بطريقة عادية ـ يمكن أن تزول بسهولة ـ بل تشكل/تكون ونما في ظل حالة صراع و(عنف) فليس من السهل التفريط به أو التخلص منه.
من هنا يمكننا أن نفهم وجود ألفاظ قاسية عند الشعراء العاشقين، فهم من خلال حديثهم عن الألم يقولون ـ بطريقة غير مباشرة ـ أنهم يتماثلون مع المرأة الحامل، التي يثقلها الحمل، لكنها تستمع به، لأنه يكمل أنوثتها ويؤكد على استمرارية وجودها، وهذا ما أكده الشاعر سلطان قدورة في هذا الديوان، يقول قي قصيدة " واحة العشاق":
"من طرفك الفتاك..
أرسلت الهوى
فاصبن..
أسهمه الحشا وفؤادي
فغدوت صبا
أحتسي خمر الجوى..
سكران من شجو
ونار بعاد
وغدا لقاك
يزيد شوقي في الدجى
وأظل موجوعا
بطول سهادي
أرجو بإن ألقاك
طيفا زارني برقادي
يا واحة للعشق
يشرق سحرها
ويثير بالأشواق كل ودودي
يا ضبيتي
لا تمنعي
وصل الذي يهواك
صار بلا نهى ورشاد"
يستوقفنا عنوان القصيدة "واحة العشاق" المتعلق بالعشق والحب، وكأن أُراد به إظهار معاناة العشاق، هناك أفعال وألفاظ قاسية، شديدة، تحتاج إلى مجهود إضافي، تتمثل في: "أرسلت، فأصبن، الحشا، سكران، نار، بعاد، الدجى، موجوعا، سهادي، لا، تمنعي، بلا" فالشاعر يتحدث عن الحب والعشق وليس عن المرأة، لهذا جاء القصيدة تحمل الألم والشدة، وإذا ما توقفنا عند هذه الألفاظ نجدها متعلقة بإحساس/حالة الشاعر النفسية، لكن عندما يتم ذكر/تخيل حضور الحبيبة تأخذ ألفاظ القصيدة منحى آخر:
"طيفا زارني برقادي
يا واحة للعشق
يشرق سحرها
ويثير بالأشواق كل ودودي"
فهنا نجد مجموعة من الألفاظ الناعمة والجميلة: "طيفا، واحة، للعشق، يشرق، سحرها، بالأشواق" وهذا يؤكد على الأثر الإيجابي الذي يتكون بحضور المرأة، فهي تحول الألم إلى فرح، والسواد إلى بياض.
وإذا ما توقفنا عند صيغة المخاطب في هذه القصيدة نجدها متعددة، فأحيانا يأتي بصيغة المخاطب:
"أرجو بان ألقاك/يا ضبيتي"
ولكنه صرعان ما يتحول إلى صيغة الغائب:
"طيفا زارني برقادي" فالطيف هنا مجهول غير معرف.
ويأتي معرف:
""يشرق سحرها"، فالشروق هنا متعلق بها، وهو معروف بالنسبة للشاعر، وهذا يشير إلى حالة الاضطراب وعدم الاتزان التي يتأثر/يمر بها الشاعر،
كل هذا يوصلنا إلى حقيقة أن الحديث عن الحب يختلف عن الحديث عن المرأة وهذا ما نجده في قصيدة: "لأجل عيونك" والتي تخلوا من القسوة والألم، فرغم أنها قصيدة تحب وعشق، إلا أن حضور المرأة/الحبيبة الافتراضي أطفى لمسة ناعمة على القصيدة، بحيث أزالت كل ما يخش بياض وجمال القصيدة/الحبيبة:
"ـ يا توأم روحي ـ
غنت عصافير نبضي
أهازيج عشق وافراح
من أجل غرامك
ـ قدسية الفجر ـ
قد صرن أوتار قلبي
على شرفة الصيف
كورال شجو
نشوان
يردد ملحمة الشوق
ليل صباح
لأجلك أنت
ـ حديقة العطر ـ
صوتي تقمص
كل لغات المحبين
أصبح نوتات عشق
لكل المقدسات
صار دواء لأي جراح
لأجل جمالك
ـ يا سيدة السحر ـ
يشتعل الشوق
في مهج الشعراء
قصائد بوح
وطيبا من المسك
بين الخلائق فاح"

نحن أمام نص مطلق البياض إذا ما استثنينا لفظ "جراح" فكافة الأفعال والألفاظ جاءت لتخدم مضمون ناعم وجميل، ينثر الفرح والبهجة، وهذا عائد إلى أن القصيدة موجهة إلى الحبيبة/المرأة، التي سبب حضورها وأحدثت وأوجدت كل هذا البياض، وهذه النصاعة.
الديوان من منشورات دار الفاروق، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2018.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء بين مفلح أسعد وكميل أبو حنيش
- الومضة عند عبود الجابري
- اربع مسرحيات
- مناقشة رواية تايه للروائي صافي صافي في دار الفاروق
- مسرحية جفرا
- فلسطين والمسرح
- قصيدة المرأة إسماعيل حاج محمد
- -تصفيق وتهريج- للشاعر الفلسطيني شهاب محمد
- مرة أخرى الاتحاد
- الاتحاد والقبول بما هو مفروض/موجود
- السهولة في مجموعة -أريد حذاء يتكلم- شيراز عناب
- شعبية السرد في رواية -تايه- صافي صافي
- مناقشة كتاب دنان للكاتبة لينة صفدي
- التقديم السهل في قصيدة -غربة- هاني عبد الله حواشين
- المرأة والمجتمع في رواية -غالية- مفيد نحلة
- الفنية والسرد في رواية مريم/مريام
- الأسرة في رواية مريم/مريام كميل أبوحنيش
- الفلسطيني والصهيوني في -مريم ومريام-
- رواية التيه والبحث عن الذات مريم/مريام كميل أبو حنيش
- المرأة والطبيعة في قصيدة -أنا زوجي- حسين جبارة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين سلطان قدورة