أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب















المزيد.....

رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 16:20
المحور: الادب والفن
    


الرحيل إلى كوكب إسجارديا
شيراز عناب
يستوقفنا التوضيح الذي جاء في الصفحة الداخلية "رواية للفتيان" فهذا التعريف بعيد عن واقع الرواية، وهناك أكثر من مؤشر يؤكد على أنها موجهة للراشدين، منها مشاعر الحب الجياشة تجاه الحبيب التي جاءت فيها: "ـ ها أنت عدت، وهل اهتديت؟ كانت لدينا حياة تركتها على الرصيف عارية، حملت موتك معك ومضيت أقفلت شنطتك، بآلية كانت من غيري، وتركتني وحيدة على الرصيف أستجدي الشوق الخارق في مقلتيك، رحلت من عيري أيها الكافر بالعشق، ومن غير واداع تركتني عارية على صقيع العمر انتظر أوبه القلب من المنفى إلي واليك" ص109، هذا المشهد يتجاوز الفتيان وأعمارهم، فهو موجه للناضجين الكبار، كما أننا نجد أسئلة أكبر من أن يجاوب عليها من الفتيان، كما هو الحال في هذا المقطع: "ويرتفع صوت أحد الكهنة صارخا: وماذا عن الجنة ومفهومها الذي اعتنقناه آلاف السنين؟ وهل سترحل معنا مقدساتنا؟ أماكن عبادتنا؟ وهل سيرحل ديننا؟ وهل دياناتنا جميعا، هي ديانات أرضية أم سماوية؟ وهل هذه الديانات صالحة لكل الكواكب وكل الأزمان؟" ص131و132، هذه الأسئلة تتجاوز حتى الكبار والمتعمقين بالفكر، فما بالنا بالفتيان ليجيبوا أو ليستوعبوا مثل هذه الاسئلة؟.
الرحيل
من هنا علينا الدخول إلى الرواية من منظور الرواية العادية، الرواية الموجهة لكل القراء دون أن نخصص فئة بعينها، وهذا يفتح أبواب الرواية بصورة أفضل ويعطينا حرية التحدث عنها أكثر، الفكرة التي جعلت "زينب" تتجه نحو الهجرة من الأرض نجدها في أكثر من موضع: "قد اكتفيت من كل ذلك يا امي، كيف نحاول القضاء على سبب حياتنا وندمره؟ أتوق إلى الرحيل عن ها هنا" ص56، دوافع/سبب الرحيل عن الأرض حالة الاغتراب التي تمر بها زينب، وليس حب الاكتشاف، فلو كان الدوافع حب المعرفة/الاكتشاف لكانت دوافع مقبولة، لكنها دوافع الناضجين الذين يعانون من عدم الانسجام مع والواقع، وهذا الأمر يشير إلى أن "زينب" تحمل أفكار أعلى من مجتمعها، وهي تمتلك مشاعر مرهفة، معنى أنها فنانة/أديبة وليس عادية، لهذا نجدها تتحدث ليس عن ترك المديمة/المكان الذي هي فيه، بل ترك الأرض ومن وما عليها.
"أجل...أجل...أريد أن ارحل إلى كوكب آخر غير الأرض ويا حبذا يكون كوكب الزهرة" ص71، مثل هذا الطرح يشير إلى حالة الاحتقان والانفعال معا، "زينب" تتخلى عن مفهوم الوطن، البيت، وهذا يؤكد على أن الدوافع لترك الأرض تتمثل بأزمة شخصية، وبأزمة إنسانية، وطنية/قومية، فالمحيط العام والخاص لم يعد يحتمل، من هنا جاء قرارها بالتخلي كليا عن الأرض.
الحشرات والحيوانات
كلما ذكرت الحشرات والحيوانات في الأدب فهذا يشير إلى حالة التوتر والانزعاج التي يمر بها السارد، فيحاول من خلال ذكر الحشرات والحيوانات أن يعبر عن مشاعره وما يحمله من غضب، "ـ آه لو أننا بقينا حشرات يا أمي" ص12، "فكل ما أراه هنا في عوالم النمل هو انعكاس طبيعي لعالم البشر" ص18، "إن الإنسان ليحتار من هو الخنزير" ص57، هذا الامثلة وغيرها تؤكد على أن هناك حالة من التوتر الشديد جعلت "زينب" تستخدم وتذكر الحشرات والخنازير بهذه الطريقة، وإذا أردنا أن نستشهد بأعمال رواية أخرى فهناك "حين تركنا الجسر": لعبد الرحمن منيف ورواية "مفتاح الباب المخلوع" لراشد عيسى، لهذا يمكننا القول من خلال هذه الشواهد أن دوافع الرحيل هو الاغتراب عن الواقع والضغط الكبير على "زينب".
المكان
وما يجعلنا نؤكد على حالة الاغتراب والتوتر عدم ذكر أسم المكان أو تحديده، فرغم أن غالبة الرواية العربية تهتم بالمكان وبتفاصيله الدقيقة، إلا أننا نجد في رواية " الرحيل إلى كوكب إسجارديا" المكان عام إن كان البيت أو المدينة، فزينب تتجنب تعريف مكان الأحداث، وهذا يشير إلى نفورها وامتعاضها منه، لهذا جعلته نكره، مجهول.
فكرة التطهير
الرد على الواقع القاسي الذي تمر به "زينب" جعلها تتجه إلى فكرة التخلص من المكان/الأرض، ونقل (أهلها الصالحين) إلى مكان جديد طاهر/نقي، وهنا نجد فكرة القيامة، أو طوفان نوح الذي عم الأرض وطهرها من الفاسدين، "نقلت وسائل الإعلام في كل بقاع الأرض ما دار في كل أماكن العبادة في العالم، فإن استجاب الله لدعواتهم، سيكون درسا قاسيا على البشرية، ولن ينسوه مطلقا، وإن لم يستجب الرب لما يطلبون سيكون عقابا لهم لا مثيل له، على ما فعلت أيديهم وأفكارهم" ص133، اللافت أن "زينب" تستخدم "كل" اكثر من مرة، وهي الفتاة العلمية، التي تعرف أن استخدم كلمة "كل" اجتماعيا غير دقيق، وغير موضوعي، لهذا نقول أن حالة التوتر والانفعال هي التي جعلتها تتحدث عن فكرة تطهير الأرض بصورة (قيامة)ن فشملت كل الأرض ولم تستثني أي مكان فيها.
وتأكيدا على فكرة القيامة/الطوفان و(تنظيف) الأرض من القمامة البشرية تقول "زينب": "...مساعدة البشر في التخلص من حمل الأرض، من خلال التخلص من بعض أصناف البشر التي لا قيمة ولا معنى لها بهذه الحياة، حيث أن وجودها يضر أكثر مما ينفع" ص139و140، وهذا مؤشر آخر على نفورها من الواقع، وعدم قدرتها على التكيف مع الواقع الفاسد والقاسي، فأخذت تفكر بطريقة (متطرفة).
رجال الدين
غالبا ما يقدم رجل الدين بصورة سلبية، كحال الأب، فهما أما يقدمون بصورة سلبية أو يهمل الحديث عنهما، فيغيبون عن الأحداث، لأنهما يمثلا أحد أركان النظام الرسمي العربي: "كان أكثر الناس استنفارا وضجيجا وخوفا، رجال الدين والكهنة" ص128، فمشهد القيامة/الطوفان كان يستعدي منهم الصبر واستحضار الإيمان، لكنه نسوا ما كانوا يقولونه للعامة، وظهروا على حقيقتهم، يخافون من المجهول، من العالم الجديد.
ويرد على ضجيجهم وعلى عدم إيمانهم وعلى تمسكهم بخلافاتهم بهذا القول: "الأحرى بكم أن ترفعوا أيديكم شكرا وعرفانا لخالق هذا الكون، على خلاصكم من العيش بكوكب ليس به إلا الآثام وليس عليكم أن تقلقوا، ستجدون دياناتكم أمامكم، وحتى خلافاتكم، الله موجود في كل مكان، لا تقلقوا" ص138، هذا الخاطب يشير إلى عادية ثقافتهم، وإلى أنهم لا يقدون الموقف (القيامة/الطوفان) الذي يمرون به، فما زالوا متمسكين بخلافاتهم ومصرين عليها، كما أن طريقة مخاطبتهم تشير إلى تواضع مكانتهم، وإلا ما خوطبوا بهذه الطريقة المهينة.
الأب
تؤكد "زينب" فكرة قسوة الأب، خلال قولها: "...ولم يمضي أربعون يوما على موتها حتى تزوج أبي بشابة أصغر منه بكثير" ص102، ولم يقتصر الأذى الذي سببه لزينب على زواجه فقط، فقد تعداه إلى معاملتها بهذه الطريقة: "...فبنى لي سجنا وكان هو السجان كان حجابا فأصبح نقابا فخمارا وأصبحت ما بين ليلة وليلة بنظره أبنه الخطيئة" ص103، وما يؤكد على نفور "زينب" من الذكور قلة حضورهم وفاعليتهم الإيجابية في أحداث الرواية، فهي تهملهم وتركز على النساء في حديثها، من هنا نجدهن أكثر حضورا وفاعلية من الذكور.
السرد
الأحداث "متعلقة "بزينب" فهي تهيمن على سرد وقليلا ما ابتعدت عنها الأحداث، في مركز ومحور الرواية، الساردة تحدثنا عن مأساة زينب بفقدان الحبيب: "نادوا على عزرائيل ليعتذر عن موته، هناك خطأ ما، لا بد من وجود لبس في الموضوع.... كيف له أن يموت وأنا المحتاجة إليه؟... لماذا هم هنا؟ يعزونني في من؟ ومن هو الذي مات؟" ص48و49، هذا التركيز على زينب يؤكد انحاز الساردة للمرأة، فهي تقدمها على الرجل،
الرواية من منشورات فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2017.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -منثور فلفل على توج وردة- (هايكو عربي) للشاعر محمد حلمي الري ...
- حكايات مقهى المغتربين سعادة أبو عراق
- مناقشة رواية خريف يطاول الشمس
- عبود الجابري والومضة
- جهاد عواملة -هي أنت-
- قصيدة -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-- كميل أبو حنيش
- رواية -زمن الخراب- لمحمود شاهين 3
- محمد علوش ديوان هتافات حنجرة حالمة
- رواية زمن الخراب 2 لمحمود شاهين الملف الثاني
- رواية زمن الخراب لمحمود شاهين الملف الأول
- إبراهيم نوفل قصيدة مطر
- الأحواز أرض عربية سليبة إبراهيم خلف العبيدي
- مناقشة كتاب امرأتان في دار الفاروق
- قراءة في قصيدة مازن دويكات -سلام عليك.. على أرضنا-
- الومضة السوداء عند سمير التميمي
- رضوان قاسم -نأي على وجع الفراق-
- التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة
- أدب الحرب في -ذاكرة الغد- شهادات ورؤى وتجارب
- الشاعر والمكان سامح أبو هنود
- علاقة الكاتب ببطله جربت أن أموت جمعة الفاخري


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب