أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مظفر النواب -كهرمان، وثلاث امنيات-














المزيد.....

مظفر النواب -كهرمان، وثلاث امنيات-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 16:54
المحور: الادب والفن
    


مظفر النواب
"كهرمان، وثلاث امنيات"
معروف أن مظفر النواب شاعر يطرح أفكار سياسة عن الواقع العربي، وهو يستخدم المباشرة والصوت العالي، وميزة ما يقدمه من شعر في طريقة الإلقاء التي تعطي القصيدة رونق خاص، ولكن عندما نقرأ قصائده نجدها (متواضعة) وقاسية، فكثر المشاهد والمؤلمة تثير القارئ وتجعله منفعل، ففي قصيدة "كهرمان" نجده يستخدم لغة عادية جدا، وبسيطة، وتبدو للقارئ العادي لا جديد فيها، فهي خالية من الصورة الشعرية، فما هي ميزة هذه القصيدة؟.
استخدام الشاعر للغة العادية والصوت العالي والمباشرة، تم محوه وإزالته من خلال الاسلوب الساخر الذي استخدمه الشاعر، وهنا يكمن ابداع "مظفر النواب"، يقدم مشهد سياسي نسمعه يوميا، لكي طريقة تقديمه وترتيب (الخبر) هو المذهل، فهو يعري النظام الرسمي العربي بهذه الطريقة:
" كهرمان ... يا كهرمان
هل علم فلسطين هو الممنوع
وتزدحم بأعلام (الفيفا) بلادي
وبأعلام الألمان
في غزة يتولى القصف
والبلدان العربية تبذل أقصى طاقتها
من جُمل التنديد وعبارات العنفهذا يستغرب الاستخدام المفرط للقوة
وآخر يدعو الشقيقة إسرائيل لضبط النفس
والثالث يخشى من دورة عنف
والرابع يرسل أرخص أنواع البطانيات
لتحمي القتلى من أمطار الصيف في القاهرة اجتمع الوزراء(الحمد لله لم يتأخر منهم أحد، هذا أكبر إنجاز في هذا الظرف"
بهذا الشكل يقم الشاعر قصيدته، فرغم أننا نسمع ونقرأ مثل هذا الخبر/المشهد باستمرار، إلا أن طريقة تقديم الأخبار/المشاهد، جعلت المشهد الواقعي ساخر، يبن هزالة الموقف مع أهمية الحدث.
وفي قصيدة "ثلاث امنيات، نجده يستخدم أسلوب آخر ليخفف عن المتلقي من قسوة الأحداث ومرارة الفكرة التي يطرحها، فنجده يستخدم الحروف بغزارة والكلمات القصيرة، فيبدو وكأنه لا يريد أن يرهق القارئ بالمشاهد والألفاظ القاسية والمؤلمة:
"...أضيء الشمع وحدي وأوافيهم على بعد
وما عدنا رفاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد
وصهيل الفتيات الشقر يستنهض حجم الزمن المتعب
والريح من الرقعة تغتاب شموعي
رقعة الشباك كم تشبه جوعي
وأثنا كلها في الشارع الشتوي
ترخي شعرها للنمش الفضي
للأشرطة الزرقاء واللذة
هل أخرج للشارع
من يعرفني
من يشتري بقليل من زوايا عينيها"
إذا توقفنا عن عند المقطع السابق نجده (غارق) بالحروف والكلمات القصيرة: "على، بعد، وما، لم، يعد، منذ، أحد، غير، صار، فرح، من، حجم، كم، هل" وهذا ما يجعلنا نقول أن الشاعر في عقله الباطن، يعرف أنه يقدم مادة ذات مضمون قاسي ومؤلم، لهذا نجده يحاول قدر المستطاع أن يخفف على القارئ من هذه حدة القسوة، ويحد من حجم الألم قدر المستطاع، فاستخدم في "كهرمان" السخرية، وفي ثلاث أمنيات الحروف والكلمات القصيرة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب
- -منثور فلفل على توج وردة- (هايكو عربي) للشاعر محمد حلمي الري ...
- حكايات مقهى المغتربين سعادة أبو عراق
- مناقشة رواية خريف يطاول الشمس
- عبود الجابري والومضة
- جهاد عواملة -هي أنت-
- قصيدة -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-- كميل أبو حنيش
- رواية -زمن الخراب- لمحمود شاهين 3
- محمد علوش ديوان هتافات حنجرة حالمة
- رواية زمن الخراب 2 لمحمود شاهين الملف الثاني
- رواية زمن الخراب لمحمود شاهين الملف الأول
- إبراهيم نوفل قصيدة مطر
- الأحواز أرض عربية سليبة إبراهيم خلف العبيدي
- مناقشة كتاب امرأتان في دار الفاروق
- قراءة في قصيدة مازن دويكات -سلام عليك.. على أرضنا-
- الومضة السوداء عند سمير التميمي
- رضوان قاسم -نأي على وجع الفراق-
- التجميل في مجموعة -حارة الياسمينة- طلعت شناعة
- أدب الحرب في -ذاكرة الغد- شهادات ورؤى وتجارب
- الشاعر والمكان سامح أبو هنود


المزيد.....




- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ...
- أسماء جلال تتألّق بفستان طوني ورد في عرض فيلم -السلّم والثعب ...
- BBC تقدم اعتذرا لترامب بشأن تعديل خطابه في الفيلم الوثائقي
- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...
- أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت ...
- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...
- كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مظفر النواب -كهرمان، وثلاث امنيات-