|
تكملة الفصل 1 ( النظرية الجديدة للزمن )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 09:57
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تكملة الفصل الأول ( النظرية الجديدة للزمن ) الحاضر بديل ثالث للمستقبل والماضي معا
الحاضر هو المشكلة والحل بالتزامن ؟! _ الحياة تجسد البعد الثالث للحاضر ، بالتزامن مع الزمن والمكان . .... توجد مشكلة أولية ، وهي خاصة بالزمن ومصطلحاته ومفاهيمه المختلفة ، بالإضافة إلى المشاكل المعرفية والفكرية المشتركة في الثقافة واللغة العربيتين . للأسف ، حتى اليوم لا توجد كلمات ومفردات خاصة بالزمن ومراحله ، وتقسيماته ، بل هي استخدام ثانوي بالعموم ، أو استعارة . ومثال ذلك كلمة حاضر أو الحاضر ( أيضا الماضي والمستقبل ) ، فهي تدل على معنى الوجود بالمقام الأول ، وعنصر المكان خاصة . بطبيعة الحال هذه مشكلة لغوية _ ثقافية مشتركة بين اللغات ، وليست خاصة بالعربية وحدها لكن ، المشكلة في اللغة العربية بارزة ومتضخمة إلى درجة الخطأ ، بسبب جمود المجتمعات والدول العربية زيادة عن غيرها من بقية الدول والثقافات المحافظة . .... للحاضر تمثيلات عديدة ومتنوعة ، لعل من أهمها مصطلح العمر . لكل شيء أو حياة عمر ( بداية ونهاية ) ، ولا يوجد استثناء . يبدأ عمر الانسان لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت . لحظة الولادة مشتركة بين المستقبل والحاضر ، ينتهي المستقبل ويبدأ الحاضر _ الجديد والمتجدد بطبيعته . لحظة الموت في الجهة المقابلة ، مشتركة بين الحاضر والماضي ، ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي المتجدد أيضا . ناقشت في نصوص سابقة مفهوم الحاضر ، والاختلاف في تفسيره بين نيوتن واينشتاين ، وحتى لا أكرر الأفكار نفسها ، سأعرض الخلاصة بتكثيف شديد : يركز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن ، وللحاضر بالطبع . ويعتبر أن الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ويمكن اهمالها ، وكان يعتقد أن اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل . موقف اينشتاين يختلف بشكل جذري ، حيث أن تركيزه على الحركة التزامنية أو الأفقية للحاضر وللزمن بالعموم ، ويعتبر أن الحاضر يتحدد بشكل موضوعي بين الملاحظ والموضوع أو بين الذات والموضوع . وأعتقد أن كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة فقط . فالحاضر ما يزال غير معروف ، وغير محدد بشكل موضوعي ودقيق ، ونكتفي عادة بالتقسيم الزمني لليوم والساعة مع باقي التقويم للسنوات والقرون ونستخدمها بحكم العادة وبدون تفكير . الحاضر يمثل المرحلة الثانية من الزمن ، وهو يتوسط المستقبل والماضي وهذا ليس محل خلاف بالعموم ، لكن الاتجاه يمثل مشكلة حقيقية ، حيث ما يزال الاعتبار السائد أنه من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل . .... الزمن والوقت والزمان واحد ، لا ثلاثة ولا اثنين . هي تسميات عديدة لعملة واحدة ، تشبه إلى درجة التطابق طفل _ة لديه ا عدة أسماء . وهذا الموقف أكثر من رأي وأقل من معلومة . وأما الحاضر أو المرحلة الثانية للزمن ، من المنطقي أن نفترض ان نصفه في الماضي ونصفه المقابل في المستقبل ، وهذه الفرضية تنسجم مع الشرط الثلاثي للفكرة المنطقية : أن تكون معقولة ( يتقبلها العقل المتوسط ) ، وصحيحة ( لا تتناقض مع التجربة ) ، ومفيدة ( لها تطبيقات أو استخدامات متعددة ) . .... أعتقد أن الحاضر مزدوج بشكل متعادل ، وثنائي بين المستقبل والماضي ، وطبيعته الدينامية تتكشف بسهولة بعد تصحيح الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن . لكن تبقى مشكلة التحديد التجريبي الموضوعي والدقيق ، على حالها . وأتصور أن فرضية الزمكان المعروفة دون المستوى العلمي للتفكير ، فهي لا تحقق الشروط الدنيا للمعقولية وللتوافق مع التجربة والمشاهدة . يكنك الآن _ وخلال القراءة _ التوقف قليلا وتأمل الظاهرة المدهشة : يتحول الجانب الزمني من الحاضر إلى الماضي ، بشكل ثابت ومستمر _ بالتزامن _ مع حركة عكسية لنمو الحياة وتطورها ....وأنت نفسك المثال الحي والموضوعي بالتزامن . وتتولد أسئلة جديدة عن مصدر المستقبل ، ومصير الماضي وغيرها !؟ آمل أن تحرض مساهمتي العقول الشابة والمتفتحة على تكملة البحث والتساؤل ، فمن غير المنطقي بقاء موضوع الزمن _ والحاضر على وجه الخصوص _ خارج مجال الاهتمام الفعلي للعلم وللثقافة بالعموم . .... نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
مقدمة أولى بداية أعتذر عن كتابتي الجديدة ، المعاكسة ، والتي تلامس الغرور أحيانا . وأتمنى من القارئ _ة الكريم _ة الصبر وسعة الأفق ، ....ربما نصل إلى موقف جديد ! أعتقد ، وبثقة تقارب اليقين ، أنني اكتشفت الخطأ المشترك بين الدين والفلسفة والعلم في نظرتهما الموروثة لحركة الزمن ، واتجاهه المعكوس خاصة . حيث أن الموقف التقليدي ، ما يزال هو نفسه الموقف العلمي والعالمي من الزمن ، والذي يعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهذه المغالطة _ سوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع خلال الفصول القادمة _ مصدرها الخلط بين اتجاه حركة الزمن وبين اتجاه حركة الحياة وتطورها ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وتقبل الملاحظة المباشرة ) . حركة الزمن وحركة الحياة جدلية عكسية ، يمكن ملاحظتها واختبارها أيضا ، عبر التبصر والتركيز : حيث كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين 1 _ الأحياء ( الانسان والحيوان والنبات ) يبقون في الحاضر الجديد _ والمتجدد باستمرار 2 _ الأحداث ( والأفعال المختلفة بما فيها الولادة والموت ) تتجه إلى الوراء ، في الماضي الأبعد ، فالأبعد . ومن جانب آخر بالمقابل ، في كل لحظة يتجدد الحاضر عبر التقاء الماضي القادم من الحياة مع الزمن القادم من المستقبل ( حيث الحاضر ثلاثي البعد 1 مكان 2 زمن 3 حياة ( وعي ) . وهذا يفسر ظاهرة استمرارية الحاضر ، بشكل منطقي ومفهوم ، كما أنه التفسير الذي يحقق شروط الفكرة العلمية ( ان تكون معقولة وصحيحة ومفيدة ) . وهذه الفكرة الجديدة " تفسير استمرارية الحاضر " سوف أتوسع في مناقشتها لا حقا . .... هذا التصور الجديد للزمن ، والذي سأعرضه خلال الفصول القادمة ، بشكل تفصيلي وموسع هو حصيلة اهتمام قديم وتراكمي بموضوع الزمن _ وبالحاضر على وجه الخصوص . سابقا كنت أكتفي بالتحديد الثنائي للحاضر الآن _ هنا ! بعد إضافة البعد الثالث للحاضر ، وهو الحياة أو الوعي ، يتغير المشهد بالفعل . وهذه أحد وجوه المغالطة ( ومصدرها ) في الفهم العلمي والمنطقي للزمن ، كما أعتقد . بكلمات أخرى ، نمط التفكير الثنائي والمستمر في حياتنا ، بالإضافة إلى تعذر اختبار حركة الزمن بشكل تجريبي ومباشر ، هما سبب بقاء الفهم المعكوس لحركة الزمن إلى اليوم . تقسم الفلسفة الكلاسيكية الوجود إلى مستويين فقط : الوجود بالقوة والوجود بالفعل . حيث الوجود بالقوة يمثل المستقبل والاحتمال ، بينما الوجود بالفعل يمثل الحاضر والتحقق . ويهمل البعد الثالث _ للزمن وللوجود معا _ وهو الماضي ، وهنا سبب آخر للمغالطة . بعد تحقيق الانتقال بالفعل ، من المنطق الثنائي ( الجدلي ) إلى المنطق التعددي ( العلمي ) يسهل فهم الفكرة السابقة ، ويمكن التعبير عنها بشكل جديد ، الوجود ثلاثي البعد والمراحل : 1 _ الوجود بالقوة ، او المستقبل . وهو احتمال ، ومجهول بطبيعته . 2 _ الوجود بالفعل ، أو الحاضر . وهو ثنائي بالحد الأدنى ، ويشمل السبب والصدفة معا . بعبارة ثانية : الحاضر = سبب + صدفة . 3 _ الوجود بالأثر ، أو الماضي . وهو ثابت ، وتكرار بلا نهاية . .... هذا التصور الجديد للزمن ، يفسر التناقض المنطقي في الموقف الإنساني من الوجود : 1 _ المنطق الجدلي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد ... لا جديد تحت الشمس ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار . وهي مقبولة وتعتبر من المسلمات في حياتنا الحالية أيضا ، كما بقيت طوال القرن العشرين . 2 _ المنطق التعددي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد أيضا ... أثر الفراشة ، كل لحظة يتغير العالم ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين . وهي أيضا مقبولة _ بالتزامن مع العبارات السابقة ، مع تناقضهما الصريح والمباشر ! .... إشارة أخيرة إلى منهج هذا البحث ، أو مرجعه الفكري ، هو التفكير العلمي كما أفهمه . أعتقد أن العلم يتضمن الفلسفة والدين وبقية أنماط التفكير قبل العلمي ، والعكس غير صحيح . أيضا الفلسفة تتضمن التفكير الدين وغيره من أنماط التفكير قبل العلمي ، بينما ينقص من الفلسفة التفكير العلمي . التفكير العلمي منطقي بالحد الأدنى ، وتجريبي بطبيعته . " العلم تاريخ الأخطاء المصححة " عبارة باشلار تغني عن الكلام الكثير . .... مقدمة ثانية ...طبيعة الحاضر يتعذر فصل الحاضر عن المستقبل من جهة ، ويتعذر فصله عن الماضي بالمقابل ، وذلك بالتزامن مع سهولة التمييز بدقة ووضوح بين المستقبل والماضي ؟! يتكون الحاضر من ثلاثة مراحل ، يمكن تمييزها عبر الملاحظة المتأنية : 1 _ الحاضر الموجب : مستقبل _ حاضر . 2 _ الحاضر المستمر : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 ... 3 _ الحاضر السالب : حاضر _ ماض . .... حركة المرحلة الأولى ، أو الحاضر الإيجابي ، في اتجاه وحيد وثابت ، وبسرعة ثابتة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر . حركة المرحلة الثالثة ، أو الحاضر السلبي ، لها نفس الاتجاه والسرعة . وكلتا الحركتين تقيسهما الساعة ، أو الوقت المتفق عليه ...هذا رأي وفرضية ثابتة ، حتى يثبت خطأها بالتحليل المنطقي أو بالتجربة وهي سقف البراهين العلمية بالطبع . بينما المرحلة الثانية ، او الحاضر المستمر ، تمثل حركة وسرعة التزامن ، وهي السرعة المطلقة في الكون ( عتبتها سرعة الضوء ، والأرجح أنها تتجاوزها ) . .... ظاهرة استمرارية الحاضر ، المعروفة منذ عشرات القرون ، وخاصة عبر خبرة التركيز والتأمل ، يمكن تفسيرها وتوضيحها بسهولة بعد تصحيح اتجاه حركة الزمن وبعد فهم الوضع الثلاثي للحاضر . هذه الأفكار سوف أناقشها بالتفصيل خلال الفصول القادمة . .... .... .... نظرية جديدة للزمن _ الفصل 1 بعد الإضافة والتعديل طبيعة الزمن ( حركته واتجاهه وسرعته )
مشكلة الزمن أنه خارج مجال الحواس ، ومع ذلك لا أحد يجهله ، وبالتزامن لا يعرفه أحد بشكل علمي وتجريبي ، أو حتى بشكل منطقي وواضح _ إلى يومنا ؟! لحسن الحظ _ بفضل اينشتاين وستيفن هوكينغ خاصة _ حدث تطور هام خلال القرن الماضي في معرفتنا للزمن ، لقد تم الانتقال خطوة حقيقية بالفعل ، من اعتباره مفهوما فلسفيا إلى وضعه الحالي كمصطلح علمي _ فيزيائي ، حيث يمكن دراسته بشكل فكري ومنطقي ، تمهيدا لتحوله إلى مصطلح محدد بشكل تجريبي ودقيق ، مع قابليته إلى الاختبار والتعميم . ( 1 ) التصورات أو النظريات المختلفة حول الزمن يمكن تلخيصها وتكثيفها في أربعة : 1 _ الموقف الكلاسيكي ، وهو السائد في العلم والعالم المعاصرين ، يعتبر أن الزمن يتقدم .. من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . وبكلمات أخرى ، يعتبر أن سهم الزمن يتجه من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهو الموقف المشترك بين أفلاطون ونيوتن ، ومعهم أغلب الفلاسفة والفيزيائيين في العالم . 2 _ موقف الانكار ، وعدم الاعتراف بالماضي أو بالمستقبل سوى كتركيب وفكري عقلي ، مع اعتبار أن الحاضر يمثل الوجود الموضوعي والمطلق ( انكار الموت أيضا ) . 3 _ الموقف الحديث ، ومن أبرز ممثليه اينشتاين وستيفن هوكينغ ، وهو يعتبر ان اتجاه الزمن غير محدد في جهة معينة ، وغير ثابت أيضا ، ويمكن ان يحدث في مختلف الاتجاهات . 4 _ الموقف الجديد ، وهو محور هذا الكتاب ، ويعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه نمو الحياة وتطورها : من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ...وهو اتجاه ثابت ووحيد ، ويقبل التجربة والاختبار والتعميم بدون استثناء . .... موقف الفرد الحالي من الزمن ، هو أحد المواقف الأربعة أو بين اثنين منهما ومحصلتهما السلبية أو الإيجابية . كمثال مباشر ، يعتبر الكثيرون اليوم أن الزمن تركيب عقلي وثقافي ، ولا وجود حقيقي له . بعبارة ثانية ، يعتبر كثيرون الزمن مجرد نظام رمزي يشبه اللغات الحديثة كالبرمجة والرياضيات ، وليس له حركة محددة أو اتجاه وحيد او سرعة ثابتة . وهذا الموقف يتطابق مع موقف الانكار الذي يمثله التنوير الروحي عبر الاعتقاد بالحاضر المستمر . .... الموقف الجديد يتضمن المواقف السابقة ، بينما العكس غير صحيح . وهذا ما سأحاول اثباته بشكل منطقي ، عبر الفصول القادمة ، من خلال مثال بديهي : الأمس والماضي خلفنا بينما الغد والمستقبل أمامنا ، وبينهما الحاضر ( الجديد _ المتجدد ) ؟! المستقبل يقترب والماضي يبتعد ( أليست بديهية منطقية ويقبلها الحس المشترك) ؟ ويمكن الاستنتاج مباشرة ، أن ما يقترب هو البداية ، أو قادما من البداية . وبنفس الطريقة : ما يبتعد هو النهاية ، أو يتجه إلى النهاية . الفكرة تستحق التأمل والاهتمام الجديين . .... بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتغير الموقف العقلي والواقع معا . اتجاه حركة وتطور الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهذه الظاهرة تقبل الاختبار والتعميم . .... ( 2 ) حركة الزمن ؟! بصورة عامة الحركة أحد نوعين : 1 _ الحركة الذاتية ، العشوائية ، وهي خاصة بالأحياء . تتحدد من داخلها بالدرجة الأولى ، ومن خارجها بالدرجة الثانية كاستجابة لمتغيرات البيئة المحيطة . 2 _ الحركة الموضوعية ، وهي تختلف بحسب نوع المادة ، ومن أمثلتها : _ حركة السوائل ، وتتحدد بالضغط الجوي أو علاقة الأواني المستطرقة . _ حركة الغازات ، وهي تتحدد بدرجة الحرارة ونوع الغاز . _ حركة الكهرباء ، وهي تتحدد بدرجة مقاومة ( أو عدم قابلية نقل الكهرباء ) المواد ، وهي في اتجاه ثابت من التوتر المرتفع في اتجاه التوتر المنخفض . _ حركة الزمن ،... ويمكن استنتاجها فقط ، وربما يتمكن العلماء في المستقبل من ابتكار أدوات وطرق تمكن من اختبارها بشكل تجريبي ومباشر ؟! .... ( 3 ) اتجاه حركة الزمن ؟! كلمة الاتجاه ، كفكرة وخبرة ، تعتبر حتى اليوم مرادفة للمعنى . المشكلة بذلك ، أن التوجه أو الاتجاه ، ليس أقل غموضا من مصطلح المعنى ذاته ! على سبيل المثال ، بعد سنة 2012 حتى فهمت المعنى ( الجديد ) والمتداول حاليا ، واختلافه النوعي والجذري عن المعنى التقليدي . وهو موضوع ناقشته سابقا بشكل مستقل وموسع ، واكتفي هنا بتكثيفه الشديد : المعنى بالمفهوم التقليدي موجود مسبقا في مستويين ، أولا في قلب الكاتب أو المرسل ( في الوعي والنوايا ) ، وثانيا في النص ( أو الرسالة أو التعبير ) . والقراءة مع السياق ، تعتبران ، تكملة أو تحصيل حاصل . بينما المعنى بالمفهوم الحديث يتشكل عبر عدة بؤر او مراحل متسلسلة في درجة أهميتها أيضا ، وبالدرجة الأولى القارئ _ة وعملية القراءة نفسها تنتج المعنى أولا ، والسياق الثقافي ثانيا ، والرسالة أو النص ثالثا ، وفي المستوى الرابع والأخير من الأهمية والدور _ في المعنى _ للمرسل أو الكاتب ( ونواياه لا تعني غيره ، وغالبا تنفصل عن المعنى لحظة التدوين أو التعبير ، ...وتهمل وتضيع بالفعل ) . بالعودة إلى فكرة وخبرة الاتجاه ، لا يكفي معرفة البداية والنهائية لتحديد الاتجاه ... مع أن عبارة البداية والنهاية أو العكس ، تتضمن الاتجاه بالفعل . .... من خلال الملاحظة المتأنية ، يمكن اختبار ظاهرة مزدوجة ومدهشة بالفعل ، وتتكرر بشكل مستمر مع جميع الأحياء ( الانسان ، والحيوان ، والنبات ، وهي بارزة في حالة البشر ) ... حيث ينقسم الحاضر في كل لحظة ، إلى اتجاهين متعاكسين : 1 _ اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . 2 _ اتجاه الأحداث بالعكس : بالعكس من اتجاه الحياة ...من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر . وهذا الاتجاه يتضمن حوادث الولادة والموت أيضا . .... بحسب النظرية الكلاسيكية ، يكون اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ! ولكن ، بسهولة يمكن اختبار عدم صحة ذلك ، حيث العكس هو الصحيح . وبالنسبة لهذه الفكرة " اتجاه حركة الزمن " سوف استعرض عدة براهين وطرق تبين اتجاهها الحقيقي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها البالغة . ( 4 ) سرعة حركة الزمن ؟! لكل حركة سرعة ، ثابتة أو متغيرة . بالنسبة لحركة الزمن ، فهي مركبة ومزدوجة بالتزامن ، والغريب إلى درجة يصعب فهمها ، أن النقاد العرب القدامى استنتجوا هذا الأمر منذ عشرات القرون ، وأنا مدين بالفضل والشكر للصديق جميل حلبي على هذه الفكرة والخبرة . 1 _ الحركة التعاقبية أو العامودية : من المستقبل إلى الحاضر ( أو من الحاضر إلى الماضي ) ، وهي التي تقيسها الساعة . هذا رأي وفرضية ، حتى نحصل على أفضل منها . 2 _ الحركة التزامنية أو الأفقية : من حاضر 1 إلى حاضر 2 إلى حاضر 3 ...بلا نهاية . وهي أحد احتمالين ، الأول أنها تساوي سرعة الضوء ، والثاني أنها تفوق سرعة الضوء وتجسد السرعة المطلقة في الكون ( وهذا وما أرجح احتماله ) . .... ملحق مشكلة الحاضر ؟! هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ الحاضر دينامي بطبيعته ، وكل لحظة يبدأ وينتهي بالتزامن . بعد تغيير الصورة التقليدية للزمن ، وإضافة البعد الثالث ( الحياة أو الوعي ) إلى ثنائية الحاضر هنا والآن ، مع تغيير اتجاه الزمن إلى : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ، مع الإبقاء على اتجاه تطور الحياة المعاكس : 1 _ ماض 2 _ حاضر 3 _ مستقبل ... بعد ذلك يسهل فهم حقيقة " استمرارية الحاضر " حيث عنصر المكان ثابت ، بينما يتجدد عنصر الزمن من المستقبل ، وبالعكس منه يتجدد عنصر الحياة ( الوعي ) من الماضي . ملحق 2 التفسير بدلالة المستقبل ( كبديل عن التفسير التقليدي ) غالبا نعتمد في مختلف مجالات المعرفة على الخبرة فقط ، يعني على الماضي ، ونهمل الجديد والمجهول بالعموم _ من الضروري تغيير تلك العادة ، واستبدالها بالأفضل . التفسير بدلالة المستقبل يتضمن التفسير الذي يعتمد الخبرة ، والعكس غير صحيح . مثال مباشر ، نفسر مرض السرطان اليوم بأن أسبابه وراثية أو جينية . ويعني ذلك ، استبدال العبارة البسيطة ، والصحيحة والمفهومة " لا أعرف " بعبارة أخرى هي مضللة بالفعل وفي أكثر التعابير لطفا ، تزيد من الجهل عند القارئ _ ة والمتلقي ، فيما لو بقيت عبارة " لا أعرف فقط " . هذا الموضوع يفتح على تساؤل استنكاري : لماذا نحاول جميعا ( في بعض الأحيان ) الحصول على الحب والاحترام من شركائنا أيضا عن طريق العنف أو الخداع !؟ ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة للزمن _ الفصل 1
-
نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
-
الألم النفسي _ خلاصة بحث سابق
-
خلاصة بحث السفر في الزمن
-
فكرة السفر في الزمن
-
لأن الحاضر مشكلة ( تكملة السفر عبر الزمن )
-
السفر عبر الأزمنة ...بين الحقيقة والوهم
-
بحث في طبيعة الزمن 3 _ بدلالة المستقبل
-
بحث في طبيعة الزمن _ ملحق وهواش
-
بحث في طبيعة الزمن 2
-
بحث في طبيعة الزمن 1
-
صديقاتي واصدقائي ....وعلم الزمن
-
بحث جديد في طبيعة الزمن
-
ما الذي تقيسه الساعة عدا الزمن _ تكملة
-
ما الذي تقيسه الساعة عدا الزمن ؟!
-
عودة إلى الحاضر الجديد _ المتجدد
-
ما الذي تقيسه الساعة بالفعل ؟!
-
ما الذي تقيسه الساعة ؟!
-
رسالة مفتوحة إلى صديقي علي الطه
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ خلدون النبواني
المزيد.....
-
شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ
...
-
في ظل زيارة ويتكوف إلى إسرائيل.. مصدران مطلعان لـCNN: -حماس-
...
-
قرية الناشط عودة الهذالين تنتظر جثمانه لدفنه وإدانة قاتله
-
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية -استراتيجية- لحزب
...
-
-صور غزة غيّرت موقفه-.. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع
...
-
في الذكرى المئوية.. خيول تشينكوتيغ البرية تعبر قناة أساتيغ ف
...
-
برلين وواشنطن و11 دولة غربية تتهم إيران بتنفيذ -سياسة اغتيال
...
-
ماذا تقدم السعودية لعشاق سياحة المغامرات؟
-
هل أعاقت أوبرا وينفري هروب سكان جزيرة ماوي من تسونامي؟
-
ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
...
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|