|
عودة إلى الحاضر الجديد _ المتجدد
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 11:54
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
العودة المتكررة إلى الحاضر
حقائق الانسان ثلاثة : يعيش في الحاضر طوال حياته . وينتقل إلى الماضي لحظة موته . وقبل ذلك يكون في المستقبل . بدون فهم هذه الحقائق البديهية ، يتعذر فهم الزمن والحاضر أكثر . .... ما هو اتجاه حركة الزمن برأيك ؟ 1 _ من الماضي إلى المستقبل ، كما يتفق الدين والفلسفة والعلم ؟ 2 _ من المستقبل إلى الماضي ، كما تؤكد جميع الملاحظات والتجارب ؟ 3 _ لا وجود للماضي أو المستقبل ، موقف التنوير الروحي المعروف . بالفعل تتجه حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي _ على النقيض من حركة الحياة خلال عمليات النمو والتطور . لو كان الموقف الأول ( التقليدي ) صحيحا ، لكان يوم ميلادك صار في المستقبل . ولو كان موقف التنوير الروحي صحيحا ، لبقي يوم ميلادك ثابتا . .... المفارقة اللطيفة أن الحاضر ، كما يمكن فهمه اليوم 10 / 10 / 2019 ....هو نتيجة ومحصلة للمواقف الأربعة : التنوير الروحي ، والدين ، والفلسفة ، والعلم " الثالث المرفوع " ؟! .... موقف التنوير الروحي من الواقع والوجود الموضوعي عامة : أنه حركة دائمة . وهذا ما سوف يتوضح بسهولة مع نهاية الفقرة . موقف الدين الثلاثي ( الكلاسيكي ) ، أن الحاضر هو نتيجة الماضي بشكل دوري ومتكرر . بالفعل الجانب الحي من الحاضر هو نتيجة الحياة بالماضي ، وبشكل دوري ومتكرر . كما أن الحاضر يجسد المرحلة الزمنية الثانية . موقف الفلسفة المحوري ، نقل الاعتماد من تجربة الحواس المباشرة إلى الثالث المرفوع . ومن المدهش ... ، أن بعض قدماء الفلاسفة اكتشفوا كروية الأرض من خلال العديد من الطرق والاستنتاجات ( العلمية ) : مثلا نرى أشرعة السفينة أولا ، ولو كانت الأرض منبسطة لظهرت السفن _ أو اختفت _ دفعة واحدة ، والدليل الثاني على كروية الأرض يتمثل بوجود الشمس دوما فوق الانسان ، ولو كانت مسطحة لبدت بنفس المستوى عند الطرف ، والمثال الثالث ظاهرة خسوف القمر ، لو أنهما مسطحان لكانت ظاهرة الخسوف كاملة دوما . موقف العلم يتعذر تلخيصه أو اختصاره " العلم تاريخ الأخطاء المصححة " تعريف باشلار يغني عن الشرح الكثير . .... ما هو الحاضر ؟! كيف يحضر الانسان بالفعل ؟ ذلك كان سؤال هايدغر وهاجسه الدائم ، وله الفضل الكبير في فهمي الحالي للزمن ، وللحاضر على وجه الخصوص . الحاضر ثلاثي الأبعاد بالحد الأدنى : 1 _حياة 2 _ زمن 3 _ مكان . المكان ثابت ( أو هكذا يبدو من خلال التجربة والخبرة معا ) . الحياة في حركة ثابتة ومتكررة عبر الأجيال : من الماضي إلى المستقبل ، بواسطة الحاضر . الزمن عكس الحياة ، في حركة ثابتة من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . أعتقد أن الصورة توضحت ....وهي جديرة بالتأمل " فن التركيز والتأمل " . .... فهم البديل الثالث ضرورة للفرد البالغ ، وليست خيارا . 2 الحاضر يجسد البديل الثالث للماضي والمستقبل بالتزامن . .... تعيش بقية الحيوانات في حلقة مفرغة : اهجم او اهرب . تمثل جميع الصراعات ، وممارسة العنف بمختلف أشكاله ، حالة نكوص إلى المستوى الحيواني . لا يحتاج ذلك إلى شرح ، ما عليك سوى الانتباه إلى لحظة غضبك . .... تتمثل مشكلة المعرفة الحالية ، في صعوبة فهم البديل الثالث كفكرة ، وخبرة أكثر ، من خلال تنوع الثنائيات التي تحكم الوجود الإنساني ( ومن مختلف الأنواع ... المتناقضات أو المترادفات أو الثنائيات الغريبة والتي لا تقبل التصنيف الثنائي مثل أحول الصحو والخدر ) إلى درجة أنها تستنزف طاقة الانسان بمعظمها ، وتحرف انتباهه بسرعة عن المعرفة الصحيحة والحقيقية ، والضرورية غالبا . لكن وبالرغم من ذلك ، تتزايد الحاجة الإنسانية _ على المستوى الفردي ، وعلى مختلف مستويات أنواع الوجود الإنساني الثقافي أو الاجتماعي وغيرها _ إلى المهارات العليا المكتسبة والجديدة والنوعية ، المؤلمة والمزعجة بالفعل . .... 3 عمليات تجدد الحاضر المستمرة ، والمتكررة ، تساعد على فهم المرض العقلي . المرض العقلي ، حيث يرفض الفرد ( ... ) الحاضر ، الجديد بطبيعته . ويختار النكوص إلى خبرة سابقة ، حتى ولو كانت مؤلمة بالفعل . .... مشكلة المعرفة الكلاسيكية ، تتلقى إضاءة جديدة بالفعل ، بعد فهم ظاهرة استمرارية الحاضر . حيث انقسم الموقف التقليدي والمشترك ، والجديد أيضا ، كالعادة إلى فريقين : 1 _ يستطيع الانسان معرفة الحاضر والمستقبل والماضي أيضا . 2 _ لا يستطيع الانسان فهم أي شيء حقيقي ، وثابت ( الموقف العدمي والانتقادي ) . 3 _ الموقف النقدي ( أو البديل الثالث ) ، والذي جسده سقراط بعبارة " أنا لا أعرف " . .... معرفة الماضي سهلة ، ومتيسرة بالفعل ، خاصة بوجود دلائل مادية . معرفة الحاضر ممكنة ، لكنها تتطلب الكثير من الشروط الخاصة والنوعية . معرفة المستقبل غير ممكنة ، سوى بشكل احتمالي وتقريبي . .... 4 حل مشكلة الحاضر هو الأهم ....كيف ولماذا ؟! المشكلة المحورية ، المشتركة ، والثابتة هي الحاضر المزدوج أولا ؟! ضرورة الاختيار بين أحد الاتجاهين : 1 _ اتجاه الحياة ...من الماضي إلى المستقبل ( اتجاه الصحية العقلية والنفسية ) . 2 _ اتجاه الزمن ... من المستقبل إلى الماضي ( اتجاه المرض العقلي والنفسي ) . قد يوجد المرض النفسي بالتزامن مع المرض العقلي ، وهو الحالة العامة السلبية . ( حالة الجنون الكلاسيكي ، أو فقدان الواقع ) . أو العكس ، تواجد الصحة العقلية والنفسية معا ، حيث الحالة العامة الإيجابية . ( حالة غاندي ومانديلا ) . أو الصحة النفسية والمرض العقلي . ( مثال موسوليني وهتلر ) . .... 5 لا بد من التضحية بالحاضر أحيانا ، وبرأيي غالبا ، وهنا تكمن مشكلة الانسان . اتجاه الصحة العقلية والنفسية ، يتحدد عبر معادلة : اليوم افضل من الأمس . اتجاه المرض العقلي والنفسي بالعكس : اليوم أسوأ من الأمس . للنص تكملة
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الذي تقيسه الساعة بالفعل ؟!
-
ما الذي تقيسه الساعة ؟!
-
رسالة مفتوحة إلى صديقي علي الطه
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ خلدون النبواني
-
خلاصة مكثفة ، الزمن ومشكلة الحاضر
-
الزمن _ مشكلة المستقبل ( مع خلاصة ما سبق )
-
الزمن _ مشكلة الماضي ، طبيعته واتجاهه
-
الحاضر ، طبيعته ومكوناته وتفسير استمراريته بشكل تجريبي ، ربم
...
-
مشكلة الاحترام
-
مشكلة العيش في الحاضر
-
العيش في الحاضر مهمة الانسان الأصعب
-
البطولة مشكلة تتطلب الحل المناسب
-
فكرة البطولة حاليا
-
المشكلة العقلية تختلف عن النفسية
-
نظرية المؤامرة _ أمثلة تطبيقية
-
فوائد نظرية المؤامرة
-
تكملة الفلسفة الجديدة
-
الفلسفة الجديدة
-
مشكلة العيش في الحاضر هنا _ الآن .... تكملة
-
مشكلة العيش في الحاضر هنا _ الآن
المزيد.....
-
هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟..
...
-
شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
-
الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
-
-مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في
...
-
البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال
...
-
جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|