أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - المشكلة العقلية تختلف عن النفسية















المزيد.....

المشكلة العقلية تختلف عن النفسية


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 15:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المشكلة العقلية تختلف عن المشكلة النفسية ، ومنفصلة عنها بالكامل

مرجعية هذا النص التحليل النفسي ، بتوجهاته المتعددة ، وبشكل خاص التيار الثقافي .
يمكن تمييز العديد من اتجاهات التحليل النفسي ، المختلفة إلى درجة التناقض أحيانا ... حيث الاتجاه الأول يمثله فرويد ، التركيز على شخصية الفرد واعتبارها كيانا حقيقيا ومستقلا ، والاتجاه الثاني يمثله آدلر خصمه الأول ، حيث يعتبر أن المجتمع المثالي هو الحل والمرض النفسي سببه فشل المريض _ة بتمثل القيم الأخلاقية وتحقيقها بالفعل ، والاتجاه الثالث والأشهر مع يونغ الذي يعتبر الاعتقاد ( دين الشخصية وتوجهها ) هو المشكلة والحل معا ، بينما الاتجاه الرابع يمثله فرانكل الذي يعتبر المعنى هو غاية الحياة " الحل بالمعنى " ويعتبر مركز الأهمية في العلاقة الإنسانية _ الاجتماعية بطبيعتها ، والتيار الثقافي مع الفرويديين الجدد حيث التركيز على المشكلة العقلية والثقافية بالدرجة الأولى . يوجد اتجاهات أخرى أيضا مصدرها حركة التحليل النفسي ، كما توجد شخصيات عديدة ، ومثيرة للاهتمام مثل ويلهام رايش على سبيل المثال لا الحصر .
التحليل النفسي مع السلوكية ، بمدارسه وتياراته المختلفة والمتضاربة أيضا ، مرجع العلاج النفسي الحديث والأهم خلال القرن العشرين ، وهو يتضمن التنويم المغناطيسي بالطبع .
1
لا تمثل المشكلة النفسية أكثر من جزء صغير في المشكلة الاجتماعية غالبا ، بينما يختلف الوضع في حالة المشكلة العقلية ، حيث المجتمع ، بثقافته وقيمه الأخلاقية التقليدية والمتناقضة عادة ، ربما يكون هو نفسه المشكلة ونادرا ما يكون هو الحل .
هذه القضية / المشكلة ، خصص لها المحلل النفسي الشهير أريك فروم كتابا كاملا " المجتمع السوي " وله عدة ترجمات بالعربية ...
وهذا النص لا يهدف ، للوصول إلى جواب موضوعي ونهائي ، بالطبع !
بل هو عرض مكثف لتجربتي الشخصية والمزدوجة ، الثقافية والاجتماعية معا ، وغايتي منه المساهمة في توضيح مشكلة عامة وشخصية بالتزامن " مشكلة العقل وطريقة التفكير " ...
ولا أتعب من تكرار عبارة بوذا : الشقاء في العقل والسعادة في العقل أيضا .
2
الاتجاه العقلي سواء الفردي أم الاجتماعي إما أو ، بالتوافق مع اتجاه الزمن إلى الماضي أو العكس بالتوافق مع تطور الحياة والمستقبل .
التصور الذهني للزمن ، حركته واتجاهه ، يمثل الفرق الزمني بين المشكلة العقلية والمشكلة النفسية .
المشكلة النفسية مزمنة بطبيعتها ، وهي تنشأ من الماضي حصرا . وذلك ما اكتشفه نيتشه قبل فرويد العود الأبدي للأول ، والاجبار على التكرار للثاني .
المشكلة العقلية ترتبط بالتوقع ، والمستقبل غالبا . وهي بالطبع تزيف الماضي كما كان عليه الأمر بالفعل ، من خلال التأويل أو عنف التفسير .
3
مشكلة الفرد الإنساني المشتركة ، الغرور والنرجسية ، أو التمركز الذاتي بعبارة واحدة .
الفرد تجسيد فعلي ، لمختلف أشكال المنطق المعروفة :
هوية الفرد أحادية .
ثنائية الفرد تتمثل بالموقع والشخصية .
تعددية الفرد تتجسد عبر مكوناته الثلاثة 1 الموروث الجيني 2 البيئة الاجتماعية والثقافية 3 الشخصية الخاصة والفريدة أنت وأنا .
4
يمكن اختصار المشكلة النفسية بالتجنب المزدوج : تجنب الضجر والتعب .
الضجر والتعب نقيضان ، الضجر يمثل الاثارة المنخفضة إلى الحد المؤلم ، وبالمقابل التعب يمثل الاثارة المرتفعة إلى الحد المؤلم _ المعاكس .
تتوضح المشكلة ، من خلال المنفى والسجن ، العقوبتان الكلاسيكيتان ، والمعروفتان في مختلف المجتمعات والثقافات .
يمثل السجن الأمان المضجر والذي لا يحتمل ، أو الاثارة المنخفضة .
بالمقابل يمثل المنفى القلق المخيف والذي لا يحتمل أيضا ، أو الاثارة المرتفعة .
5
يحتاج الفرد الإنساني خلال حياته ، خاصة بعد النضج إلى العديد من المهارات المتنوعة ، في مقدمتها مهارة مزدوجة : أن يحب العيش بمفرده ، بالتزامن أن يحب التواجد مع آخر _ين .
الوضع العام والمشترك ، أو المناخ الاجتماعي _ الثقافي العالمي الذي يعيش الفرد الإنساني ضمنه أحد الأنواع الثلاثة :
1 _ حياة العزلة ، أو العيش المنفرد ( إثارة منخفضة ) .
2 _ الحياة المشتركة ، أو العيش مع غرباء ( إثارة مرتفعة ) .
3 _ الحياة المألوفة ( دائرة الراحة ) وهي ما يريده الجميع .
6
الحاضر متغير بطبيعته ، وهنا تتمحور المشكلة الوجودية : النفسية والعقلية بالتزامن .
" دوام الحال من المحال "
العبارة الصادمة من لحظة سماعها ، ولا تتقادم أبدا .
وهي الخبرة الحقيقية ، الصحيحة والمقبولة والمفيدة معا .
الحاضر دينامي بطبيعته ، بمعنى أنه يتجدد بشكل دوري ومتكرر ...
لجهة الزمن : الحاضر جديد دوما ، حيث المستقبل يتحول إلى حاضر ، والحاضر يتحول إلى ماض بشكل ثابت ومستمر . ولجهة الحياة يحدث نفس الأمر ، لكن في الاتجاه المعاكس تماما : الحاضر جديد ويتجدد دوما ، من خلال الماضي الذي يتحول إلى حاضر ، والحاضر يتحول إلى مستقبل _ اتجاه تطور الحياة على النقيض من اتجاه حركة الزمن .
ما تزال هذه الفكرة / الخبرة ، رغم قابليتها للملاحظة والتعميم ، غير واضحة بشكل كامل . ربما تفسير ذلك ، أن اتجاه تطور الحياة ، يحدث بين الأجيال وليس داخل الفرد .
هذه الفكرة ناقشتها سابقا ، وما تزال غير واضحة ، وملتبسة قليلا في عقلي وسوف أعود إليها لا حقا .
7
الفكرة المقبولة ، تحقق شرط التوافق مع العقل .
الفكرة الصحيحة ، تنسجم مع التجربة .
الفكرة المفيدة ، تحقق معادلة : جودة أعلى بتكلفة أدنى ، قانون الجهد الأدنى .
الفكرة العلمية ثلاثية البعد بالحد الأدنى ، مقبولة وصحيحة ومفيدة ، وتشكل محتوى النظرية العلمية ،... وهذا موضوع مشترك بين الفلسفة والعلم .
8
بعض الأمثلة التطبيقية
1 ثنائية الفرد ( موقع وشخصية ) ، تجسدها ثنائيات ( الشخص والمنصب ) ، ( الزوج _ة والعشيق _ ة ) ، ( المعلم _ ة والتلميذ _ ة ) .... وعلى وجه الخصوص ثنائية ( الشعور والفكر ) وسوف أعود إليها دوما ، أعتقد أنها تمثل محور المعرفة المستقبلية .
....
2 الإرادة الحرة بديل ثالث عن ثنائية الرغبة والمقدرة ،
الرغبة مطلقة في المستوى الأول ، البيولوجي والمشترك .
في المستوى الثاني تصطدم الرغبة والمقدرة ، والمثال الأبسط حول تناقض الرغبة والمقدرة ، طلب الطفل _ة المساعدة من أحد الأبوين في لغة اجنبية يجهلانها .
التوقع بدلالة الأداء والمعايير الموضوعية عتبة الإرادة الحرة ، ويلي تصحيح الموقف العقلي المتكامل من الذات والعالم .
في المستوى الرابع تبدأ الثقة الحقيقية ، التي تتمحور حول الخبرة والتجارب الشخصية _ الثقة بالنفس ، وهي تتلازم مع الثقة الموضوعية بالإنسان .
الإرادة الحرة نتيجة الثقة المتبادلة بالنفس والعالم ، وهذا الموضوع ناقشته بالتفصيل في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار .
....
مشكلة المصلحة _ أو مغالطة المصلحة الشخصية ،
يوجد خلط غير مفهوم وغير مبرر طبعا ، بين المصلحة الحقيقية للفرد ( المتكاملة والمتوازنة ) وبين المصلحة المباشرة ، التي تنتهي بالفشل دوما .
المصلحة المباشرة والأنانية ، تلبية الرغبات بشكل مباشر وفوري ، تتناقض في الغالب مع المصلحة المتكاملة والحقيقية للفرد ( ... ) .
المثال الأوضح على ذلك : حياة الطالب_ ة خلال سنة الشهادة الثانوية خاصة :
_ المصلحة المباشرة أو تلبية الرغبات الفورية للطالب _ة ، تتناقض مع المصلحة النهائية بعد سنة وحتى آخر العمر ، وهي تتمثل بالتسلية والحرص على تحقيق المتع المباشرة .
_ المصلحة المتوسطة والبعيدة خاصة ، تتطلب التضحية بالحاضر ( الجيد ) لأجل القادم ( الأفضل ) ، وهذه المهارة مكتسبة بطبيعتها وينجح بحيازتها وتحقيقها قلة نادرة من الأفراد .
وهي محور كتاب ستيفن كوفي " العادة الثامنة " ، ... الكتاب جدير بالقراءة والاهتمام .
الحقيقة غدا .
....
....
خلاصة مزدوجة للنص والسلسلة
ملحق1
من الضروري بداية التمييز بين الحاجة العقلانية الصحيحة والضرورية ، وبين الحاجة العقلية الخاصة والتي تتجسد بالإدمان ، بمختلف أنواعه واشكاله .
وهذا موضوع عالجه أريك فروم عبر العديد من كتبه ، وهو جدير بالاهتمام .
ملحق2
الحالة النفسية ( الصحة أو المرض ) منشأها الماضي ، وهي فيزيولوجية بطبيعتها .
بعبارة ثانية النظام النفسي _ الجسدي للفرد ، يشكل وحدة عضوية ثابتة ، ومتوازنة .
بينما الحالة العقلية تتمحور حول المستقبل والتوقع ، وهي اجتماعية _ ثقافية بطبيعتها .
يمكن أن يوجد فرد صحيح نفسيا ومريض عقليا ، والعكس أيضا .
وتوجد العديد من الأمثلة التاريخية على التباين الشديد بين الصحة العقلية والنفسية ، من أبرزها القادة خلال القرن 20 ، هتلر وموسوليني مثلا ، يمثل الاثنان نموذج الصحة الاجتماعية ، حيث كان القدوة الفعلية لغالبية الألمان والطليان . وبنفس الوقت كانا يمثلان نموذج المرض العقلي ، والانفصال الحقيقي عن الواقع العالمي والموضوعي .
وعلى النقيض من ذلك نموذج غاندي ومانديلا ... الصحة المتكاملة .
مثال جدير بالاهتمام والاحترام أيضا ، يتجسد برجل الدين البوذي الدلاي لاما :
" عندما يتعارض الدين مع العلم ، على الدين ان يغير موقفه "
ملحق3
الحاضر دينامي بطبيعته ، وعلى النقيض من خبرة الحواس المباشرة .
كل لحظة يتغير العالم
وأثر الفراشة ... وغيرها
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المؤامرة _ أمثلة تطبيقية
- فوائد نظرية المؤامرة
- تكملة الفلسفة الجديدة
- الفلسفة الجديدة
- مشكلة العيش في الحاضر هنا _ الآن .... تكملة
- مشكلة العيش في الحاضر هنا _ الآن
- الحاضر جديد _ متجدد بطبيعته
- علاقات الاحترام والحب ، وتعذر تحقيقها
- الكذب قيمة أخلاقية أيضا ...تكملة
- الكذب قيمة أخلاقية أيضا ؟
- الصحة العقلية بدلالة الزمن ، أو العكس الحاجة العقلية الخاصة
- خلاصة بحث حرية الارادة
- نظرية المعرفة الجديدة _ تكملة وملحق
- نظرية المعرفة الجديدة 2
- نظرية المعرفة الجديدة
- البديل الثالث ضرورة ولكن
- البديل الثاني مشكلتنا
- الفكر العلمي جديد بطبيعته
- الحب والزمن _ تكملة وخاتمة
- الحب والزمن ، تكملة


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - المشكلة العقلية تختلف عن النفسية