بحث في طبيعة الزمن 2

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 18:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الزمن بدلالة الحاضر

1
عندما ننظر إلى الفضاء نرى الماضي فقط .
تتعذر رؤية حاضر أو مستقبل الفضاء من كوكب الأرض .
وعندما ننظر حولنا نرى الماضي أولا ،
أيضا يمكن أن نرى الحاضر خلال تحوله إلى الماضي ، مع بعض الاهتمام والتركيز .
وعندما ننظر في المجهر ، إلى داخل نواة الذرة ، نرى المستقبل لحظة تحوله إلى حاضر .
هذه الفقرة شديدة التكثيف والغموض بالطبع ، وسوف أحاول توضيحها مع الأدلة من خلال هذا النص وما يليه بشكل متدرج ، بحسب مقدرتي وتجربتي .
....
مشكلة الزمن أنه غير محسوس ، وتتعذر معرفته بشكل مباشر ، وهي المشكلة الصغرى .
وتبقى المشكلة الأكبر مع الزمن ، أو مشكلة معرفته وإدراكه بشكل منطقي وتجريبي ، أن الحياة والانسان داخله دوما ، بحيث يتعذر الخروج منه والنظر إليه من هناك _ من خارجه . ولا توجد إمكانية لمعرفته واختباره بشكل موضوعي ، بل بطرق غير مباشرة فقط .
....
عرضت في السابق عددا من البراهين المنطقية ( والتجريبية أيضا ) ، التي تثبت أن اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي . وفسرت سبب المغالطة المشتركة بين الدين والعلم والفلسفة ( اعتبار اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل ) ، بأن اتجاه الحياة هو بالفعل من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل ، وهذا يمكن ملاحظته بشكل مباشر _ وقد تم الافتراض سابقا أن اتجاه الزمن يتوافق مع اتجاه الحياة _ وفي الحقيقة هما يتعاكسان بالاتجاه دوما .
بعبارة ثانية :
الحياة تبدأ من الماضي ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء وتتجه إلى الحاضر دوما ، ومن الحاضر تكمل الاتجاه إلى المستقبل ( عبر الأجيال بشكل واضح ) .
وبالمقابل ، الزمن يبدأ من المستقبل ويتحول إلى الحاضر ، وهذا يمكن استنتاجه بسهولة .
والحاضر يتحول إلى الماضي بشكل ثابت ، ويقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
وتتولد أسئلة جديدة : عن مصدر الزمن القادم والمستقبل ؟!
وأسئلة مقابلة : عن مصير الماضي ؟!
أعتقد أنها أسئلة في عهدة المستقبل ، وعلم الزمن بشكل خاص .
....
2
استمرارية الحاضر....
كل لحظة هي نهاية وبداية بالتزامن
نهاية الحياة بداية الزمن والعكس صحيح أيضا
....
الحاضر هو المرحلة الزمنية الثانية .
وبعبارة ثانية ، الحاضر نتيجة .
الاختلاف على قبله وبعده ، على الاتجاه !؟
الماضي ورائنا ، خلفنا ، ومن المستحيل أن يوجد أمامنا .
المستقبل أمامنا ، يتقدمنا ، ومن المستحيل أن يوجد خلفنا .
لحظة الحاضر بينهما ، بالتأكيد .
الحاضر مزدوج كجزء من جدلية الزمن والحياة _ العكسية .
لكنه ثلاثي البعد في الحد الأدنى : حياة ، زمن ، مكان .
....
الأسئلة الأصعب ، مصدر الزمن والمستقبل بالتحديد ؟!
أيضا مصدر الحياة ، والماضي بالتحديد ؟!
....
3
المغالطة لها أسباب عديدة ، في مقدمتها السبب اللغوي ....
نحن نستخدم كلمة الماضي للدلالة على الحياة والزمن والمكان ، وهما 3 أشياء مختلفة نوعيا .
نحتاج إلى التمييز الفعلي بينها ، بعدها يسهل فهم حركة الحياة والزمن أيضا .
....
كانت البداية بمحاولة التمييز بين الرشوة والهدية
وقد كتبت نصوصا عديدة ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، حول جدليات : الرشوة والهدية والسبب والنتيجة والغاية والوسيلة ...وغيرها .
كانت الصدمة الأولى : الهدية والرشوة نقيضان يتضمن كلاهما الآخر ، ويتعذر التمييز بينهما في المجمعات والدول ما قبل الحديثة .
بعدها كانت مشكلة السبب والنتيجة ، أيضا الصدفة والنتيجة ، المشكلة التي أوصلتني إلى الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن .
كنت محظوظا للغاية .
....
الماضي سلاسل سببية فقط ، نسمي البداية سببا والنهاية نتيجة .
المستقبل مصادفات واحتمالات عشوائية ، نسمي البداية صدفة والنهاية نتيجة .
الحاضر أو النتيجة أو الواقع = سبب + صدفة .
....
المستقبل نهاية الحياة وبداية الزمن .
الماضي نهاية الزمن وبداية الحياة .
الحاضر جدلية عكسية بين الحياة والزمن .
للبحث تتمة

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات