انتخابات الى الابد / قصة

لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 14:09
المحور: الادب والفن
    

انتخابات والى الابد..
كان الملك الاسود فرحا بانتصاراته الاخيرة فالبيادق السوداء قتلت خلق كثير من البيادق البيضاء وفي الطرف الاخر كان الملك الابيض يتابع اخبار المعارك من خلال التقارير التي يرفعها له وزيره المسن الاعرج وكان يعرف ان كل ما في التقارير هو كذب لانه سريع الغضب وانباء الخسارة تجننه فلن يجرؤ الوزير بقول الحقائق امامه ,لذلك كان يصعد الى قلعته ويراقب من هناك ورغم كل الخسائر كان يعرف انه في النهاية يستطيع الانتصار نعم لقد خبر ذلك في حروب كثيرة لذلك دفع بفوج من البيادق البيضاء نحو الجانب الايسر من الجبهة وبعد ساعات وصلت الانباء التي تفيد ان بيادقه قلبت ميزان المعركة لصالحها بعد ان قتلوا خلق كثير من البيادق السوداء بعد معارك شرسة ,الملك الاسود راح يفكر بخطة جديدة ولكنه عرف انه لا يستطيع عمل شيء لصالحه وسؤال مثل حبل المشنقة ظل يطارده ماذا لو خسر المعركة و....!؟لذلك انتفض غاضبا وصاح وزيره الاعور وامره بكتابة رسالة الى الملك الابيض يطلب فيها اللقاء معه بشخصه وان ترسل في الحال ..الملك الابيض صارت عنده نفس المخاوف بعد ان تاخر هجوم بيادق الملك الاسود شعر ان الاخير يدبر لامر ما لذلك اقترح على وزيره الاعرج ان يكتب رسالة الى الملك الاسود يطلبه فيها لامر جلل وعظيم ايضا وفي ذات الساعة من ذلك اليوم وصل رسول الملك الاسود حاملا رسالة الى الملك الابيض وبعد قراءتها وافق الملك الابيض على اللقاء ولكن بشرط في دولة محايدة وباردة حتى لا تؤثر على مشاعرهم الحارة فالحروب تجعلهم دوما في اهتياج؟!..وفي اللقاء قال الملك الاسود من زمان ونحن في معارك لا تنتهي والحرب لا تنتهي الا بموتك او موتي لذلك اقترح عليك فكرة جديدة وهي ان تبقى المعارك مستمرة حتى اخر بيدق عندك واخر بيدق عندي بعدها مباشرة نعلن الهدنة فقاطعه الملك الابيض وقال ونبقى على هذا الوضع حتى ننتخب بيادق جديدة وندخل القتال مرة اخرى وكلما سحقت بيادقك وبيادقي في الحرب الجديدة دخلنا هدنة جديدة وجددنا الانتخابات لندخل مرة ثالثة وهكذا لن نضطر ان نموت في اية معركة اخرى عندها ضحك الملك الاسود عاليا وقال بالضبط هذا فكرت به انا الاخر وبهذا لن نموت ابدا ولا احدا من اهلنا ولذلك نجعل الناس هي التي تنتخب حتى نوهم الشعب بانه هو الذي يحكم نفسه وبذلك نكون بعيدين عن الشبهات ونحكم الى الابد وصاح الملك الابيض لنسميها ديمقراطية وافق الملك الاسود وقال سنجعلها ديمقراطية الى الابد الى الابد... وعبر السنين استمرت صرخة الملكين المدوية ومازلنا نسمع صدها في كل انتخابات ديمقراطية لكنها الى الابد ..

#لهيب_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات