هموم سريالية

لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 23:41
المحور: الادب والفن
    

(حاكم ميت يتحدث الى شعبه)

ايها الشعب الملعون
لقد فرحتم لموتي
نعم اعرف هذا جيدا
واعرف انها كانت امنيتكم الوحيدة
ها ها ها لقد جعلتكم مثل الفئران
كلما سمعتم صوت دخلتم الى جحوركم
لا تنظروا الى السماء
ستمطرهذا اليوم ها ها ها
حتى المطر جعلته نقمة تنتصر لي
حين تغرقون في بيتكم
جلبت لكم طائفية وخدعتكم واسميتها ديمقراطية
سرقت اموالكم
جلبت لكم الحروب والفقر والجوع والمرض وكان
اخرها الكوليرا
ولم تستطيعوا ان تفعلوا شيئا
ولن تستطيعوا
نحن هكذا امرنا
وسيعمل الجميع من بعدي على تحقيق الوصية
لاننا ومثلما قالها صاحبكم ابن القباني
لقد بعثنا الله لنركب هذا الشعب
ونسحق احلامه
ايها الحثالة
ادري ان هناك من سيشمت بموتي
لكن بحساب بسيط اريد ان تقارنوا
فعندما مت كنت في قصري بين احضان محظياتي
يحيط بي الوزراء وكل اركان الدولة
وسيكون موتي خبرا تبثه كل الفضائيات
وتنكس الاعلام
حتى سكان القمر سيرسلون برقيات تعزية
وانتم عندما تموتون
سيضطر ذويكم الى جمع اعضائكم المنتاثرة
جراء العبوات والسيارات المفخخة
او سيفتشون عنكم في المقابر الجماعية
وسعيد الحظ من اهلكم ان وجد عظامكم
ايها الشعب الطايح حظه متى تفهون ان لكل حرب ضحايا
وانتم هؤلاء الضحايا دوما
ايها الشعب الذليل
ستبقون يتامى من بعدي مثلما كنتم قبلي
ستبقون دائما في انتظار الكهرباء
ستبقون دائما في انتظار اخبار الحصة التموينية
ستبقون تدعون ليل نهار ان لايتاخر الراتب
حتى نسلم الراية
يوم القيامة
ايها الشعب الجبان لم يبقى لي سوى ان أطلق ريحي عليكم وامضي
الى قبري منتشيا بانتصاري
سعيدا بمنجزاتي ومكرماتي

#لهيب_خليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل