أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - لهيب خليل - اغنيات ضد المرارة














المزيد.....

اغنيات ضد المرارة


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 00:29
المحور: سيرة ذاتية
    


السطح سطح الدار يكون دائما هو المكان الذي نكتشف من على سطحه العالم ،الدنيا ،الناس ،الولد يكتشف ابنة الجيران ،والبنت تتحرى ابن الجيران ،البراءة تكون الهاجس في البداية حتى تكبر فينا الأشواق ونشعر بحرارة اللقاء فنهرب إلى سطح الدار من جديد لكن هذه المرة لانتظار إنسان ما ونختبئ خلف قناع مصنوع بخبرة البراءة مع قليل من الحب والتودد إلى الطرف الآخر لتبدأ أول الأدوار التمثيلية في حياتنا أول كذبة بيضاء نستر بها مشاعرنا التي باتت تفضحنا بين الأهل والطرف والمحلة في تلك اللحظات كان يأتنا صوتها عبر شروخ الجداران من بين فتحات الطابوق خلال ثقب نفعله في الجريدة أو المجلة يأتي إلينا صوتها الناعم كرذاذ المطر في أول زخاته فيروز الشعر فيروز الألحان فيروز الصوت إنها فيروز التي رافقتنا في كل خيباتنا وفشلنا وكبواتنا وما أكثرها ،لن تصدقوا أن قلت لكم أنني وبينما امتطي صهوة الكاز 66 العسكرية(سيارة روسية الصنع ) في إحدى الحروب متوجهين إلى لا ادري أين جنود مستجدين كان معي جهاز راديو صغير هو كل ما تبقى من كوة بحجم ثقب أكرة الباب تنظر إلي الدنيا من خلاله ، كلما ساحت عبره أغنيات فيروز تراني ملتصقا ً به جعلا ً إياه بمثابة فلتر استنشق من خلاله أهات الحب بعيدا ً عن غبار الجبهات ومرارة الخسارة على فتاة مرت سريعا ً وذابت بين زحام السنين ،رافقتنا فيروز منذ أول لحظات العشق الطفولي فأني اكتشفت حنان هذا الصوت ورقته حين اكتشفت السطح كالآخرين المنظار الذي أتاح لي أن أرى صفقات الهيام المعقودة بين عاشقين يكبراني بعدة سنوات لذلك كنت اصعد إلى سطح دارنا بخفة طير كي لا أطير الهناء الذي يرفلى به عشاق محلتنا الجدد لاقف دقائق معدُدة حسدا ً لوعتهما من كل قلبي ممنيا النفس بقصة عشق ٍ أكون أنا بطلها الأمر الذي يدفعني لأدفن راسي في حلم حب فتاة كانت تسكن العكد الذي يقع خلف بيتنا مع أغاني فيروز المطبوعة على اسطوانة بلاستيكية سوداء كانت الوالد قد جلبها معه عندما عاد من ألمانيا حيث ذهب إليها طلبا ً للعلم ومعها عشرات الاسطوانات لكنها كانت الأهم بين كل هذا الكم ومن كثرة استماعي للاسطوانة فقد حفظت أولى أغنياتها {( الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية ، والديك بينده كو كو كو عاالصوبحية ، يلاه بنا يلاه على باب الله يصناعية ، يجعل صباحك صباح الخير يااسطة عطية ، صبح الصباح فتاح ياعليم والجيب مفيهشي ولا مليم باب الأمل بابك يارحيم ، والصبر طيب وعال، وينوار الاحوال أحوال ، يليّ معك المال بردو الفقير له رب كريم )}هذه الأغنية اللازمة والضرورية جدا إذ كانت أحيانا ً تشبه حب البراسيتول المضاد للصداع ,التي لازلت ارددها وسأبقى ما حييت لأنها لم تبخل عليّ ذلك المفعول السحري في أحلك الظروف وأسود هذه الظروف حين وقعت في الآسر حيث لم تكن في ذاكرتي سوى هذه الأغنية التي كنت ارددها لنفسي والآخرين وبعد ذلك اكتشفت أن بعض الأسرى يحفظون أغنيات ُأخريات لذلك تطلب الأمر أن نتشارك معا ً للغناء ونعقد صداقة غنائية ونكوّن أول راديو حي بأشخاصه يبث اغنانيه وموسيقاه بشكل سري تماما ً وبشكل مباشر للمستمع حيث نجتمع بعد التعداد الصباحي بعيدا ً عن الأعين الغبية وابدأ البث بأغنية فيروز وارفع عقيرتي عاليا ً ( الحلوة دي ) وبعد الغداء نجتمع مرة أخرى لنستمع لفلاح الشاب البغدادي الطويل الأسمر وليغني لنا ( فاتت جنبنا ) للرائع عبد الحليم ولينتهي يومنا بعد العشاء وخصوصا ً أيام الصيف ونحن كل ثلاثة أو أربعة مجتمعين على سيكارة وابراهيم المهندس الزراعي من بعقوبة يصيح( الأمل الأمل) لام كلثوم ، الشيء الذي تحسرت عليه كثيرا ً هو أنني لم أكن أحفظ سوى هذه الأغنية لرائعة الصباح والمساء و كل الأماكن والأوقات فيروز .
*الاغنية في الاصل للمبدع الراحل سيد درويش.



كركوك - 9- 2009





#لهيب_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة ساخرة / عدسكم علينا
- قصة قصيرة / حموضة
- حاجة ( قصة قصيرة )
- قصص قصيرة /
- لماذا
- قيس
- احتلال قبلة
- حرب الباميا
- قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - لهيب خليل - اغنيات ضد المرارة