شذراتٌ متناثرة

يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 15:06
المحور: الادب والفن
    

كُلُّ لحظةٍ ماضٍ وشيك ...
ما للمؤرخين مفتونون بالماضي السحيق ؟!

* * *

ألتزهايمر: مُكتئبٌ لأنه نَسِيَ إسمَ آخرَ إنسانٍ على وجه الأرض !

* * *

مَزَّقتُ الروزنامه ،
تُرهقني ، توتِّرُ أعصابي ..
لأنني في سباقٍ مع الزمن ، ولديَّ الكثيرُ مما لمْ أُنجزه بعد !

* * *

لَوثةُ المِلْكيّةِ عَمَّتْ الجميع !
حتى اؤلئك المرصوفون في ساحة الإعدام ...
يتدافعون ، كلٌّ يقولُ للآخر : تَنَـحَّ عن شمسي !!

* * *

القدَحُ إلى النصف ..!!

[ مَخرَجٌ لتفادي ثنائية لئيمة تريدُ تحنيطي بين مُتفائلٍ أو مُتشائم .. وإنْ شئتم هي ترجمة
بتصرُّف لمُتشائل أميل حبيبي !!]

* * *

في مقهى باريس بطنجة ، جلسنا محمد شكري ، قبلَ رحيله ، وأنا ..
لمّا رآني وضعتُ ساقاً فوق ساق مُسترخياً ، نقرَ على كتِفي ونهضَ ..
" لنذهبَ إلى بار ألدورادو ، ليس بعيداً من هنا ، لديهم سرديل(سردين) لذيذ ونبيذ فاخر وهدوءٌ ،
لا يتلصَّصُ علينا أحد .. يمكننا أنْ نهذي كما نهوى ، إلاّ إذا ظَفَرَ بنا يحيى جبران ،
يريد أن يُجري معكَ مقابلة للأذاعة ، يا أخي إدفعه لوقت آخر ..!
يا رجلْ ، ماذا سنجني من هذه الحياة ، غير هذه اللذائذ الصغيرة ، ونترك الباقي للحكّام والقوادين ..؟!"
قلتُ كما تشاء !
في "ألدورادو" واجهتنا لوحة مُعلّقة في صدر البار[ الوقتُ من ذهب ]! ضحكتُ ، فقال محمد
" لا ينطبقُ هذا الشعار على بلادنا ، ولكن لماذا ضحكتَ ؟"
قُلتُ له تذكّرت مُتنطعاً من بلادي، يَعتبر نفسه أهمَّ مثقف ! يُردّدُ بمناسبة وبغير مناسبة:
]Time is Money![
إنتحينا في زاويةٍ من البار ، نأكل ونشرب .. طرقتُ معه موضوع روايته " الخبز الحافي "،
قلَّصَ ما بين حاجبيه وإهتزَّ شاربه الكثُّ ممتعضاً ، وقال :" إمرؤ القيس ، قَتَلَته قِفا نبكي .. وأنا قتلتني الخبز الحافي "،
في إشارةٍ إلى إعتباره الأعمال اللاحقة ، لاسيما رواية " زمن الأخطاء"، أهم من الأولى رغم أنها قدمته للقراء العرب
والأجانب بشكل مُنقطع النظير .. فقد وصفها بأنها مثل قمرٍ باهتٍ ترشَّحَ من ظلمة الليل إلى وهج ضحىً باهر ..
كان يريدُ بذلك أنه تجاوزها في أعماله الأخرى ، لكن الناس لم تواكبه، فظلَّتْ عند " الخبز الحافي "وهو ما لا يرتضيه لنفسه أنْ يُحنَّطَ عند ذلك العمل ..!

#يحيى_علوان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل