أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - شارلي شابلن ,العظيم














المزيد.....

شارلي شابلن ,العظيم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


الرجل الحيوي الدفوق , المتأجج بالحياة , المملوء بكرامة الإنسان الحقيقي , المتدفق ثورة وعنفواناً , الكاشف بالصمت لأسرار الحياة , الناطق صمتاً , والصامت حد البكاء , الهازىء المستهزىء , بكل قيم الإستغلال , المتماهي مع ذاته صدقا ً , والمملوء وضوحا ً الغامض في تشكله , الثائر في الفن , والمثور في مفاهيمه , الذي يقتلك حزناً ويتقاسم معك الفرح المكسور , هو الفنان الخالد أبداً , ( شارلي شابلن ) وما أدراك ما شارلي شابلن , إنه البسيط الطيب الوادع , الذي خرج من أحياء الفقر في لندن , وعمل بائعا للصحف متجولاً , وعاملا ً في معمل 0 ثم حطاباً وغيرها من الأعمال البسيطة التي كانت تؤمن له أقل بكثير من قوته اليومي , الذي ذاق مرارة مرض الأم , والتشرد في الأحياء الفقيرة , ومن ثم ذاق قسوة سياط امرأة الأب عندما دخلت والدته المصح بسبب المرض العضال الذي انتابها , ومن ثم أخذ أدوار (كومبارس ) في مسرحيات مختلفة , إلى أن أخذ دوراً مهماً في مسرحية (-1- ثلاثية مع وليام جيليت , مؤلف مسرحية , شرلوك هولمز , فقدم نفسه على مسرح برورك حيث شاهد العرض في المنصة الملكية – الكسندرا ملكة اليونان , والأمير كريستيان , منذ ذلك الوقت اعتاد – شابلن على رؤية المشاهير بين مشاهديه , وعلى أجراء المقابلات والأحاديث معهم , إلا أنّ أفلامه بقيت , في معظمها , بعيدة عن هؤلاء واستمرت أكثر التصاقاً بالشعب ) وفي عام 1914 وقف أمام الكاميرا ليبدأ عصره المهم والفذ في عالم السينما الصامتة , وأخذ الشكل المعروف فيه بالسينما وهو -2-( بنطا ل مهترىء , أحذية ضخمة , عصا وبابيون ذو لون أسود , كلها متناقضة مع بعضها البعض , فالبنطال واسع والمعطف ضيق والقبعة صغيرة والحذاء كبير , أما مشية الإوزة فقد كان شابلن قد تدرب عليها أثناء وجوده في إنكلترا , وبهذا اكتمل شابلن هنداماً وحركة , لقد حقق بها نجاحات كبيرة لم تفارقه طيلة حياته ) وأصبح شابلن قادراً على تلبية رغبات الجمهور , وحِسَاب ردود أفعالهم , فالحقيقة أن الجمهور لم يتمكن من الإمساك لحظة واحدة عن الضحك ) واستمر شارلي شابلن قريباً من الناس إلى درجة لا تصدق , أدهشت الجميع , وأعلمتهم أنه فنان الشعب بامتياز والقادر على طرح همومهم بعمق , وأيضاً الذي يطرح عنهم مشاكلهم لأنه القادر على إسعادهم أينما حل إن كان في السينما أو المسرح , وهو القائل عندما سأله أحد الصحفيين هل أنت بلشفي – قال : -3-( أنا فنان أهتم بالحياة , والبلشفية مرحلة حياتية جديدة 0 لهذا فإنها تهمني , وهنا تعرف على الكاتب ويلز صاحب رواية "آلة الزمن " ومن ثم عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية , لينهي عقده , وكان آخر أفلامه الصامتة هو فيلم ( أضواء المسرح) في عام 1931 وكان هذا من أنجح أفلامه وهو يمثل السنوات المأساوية الأخيرة لممثل مهرج يدعى كالكير ) ومن المعروف أن شابلن لم يوفق في حياته الزوجية إذ تزوج مرات عديدة ويستمر الفشل بالطلاق من زوجاته ( إلى أن تزوج عام 1943 – أوانا – ابنة الكاتب – أوجين أونيل التي أنجبت له ثمانية أولاد منهم الممثلة المشهورة – جيرا لدين شابلن – وفي عام 1937 قام بتمثيل شخصية هتلر وقام بتمثيل وإخراج الفيلم على الرغم من الصعوبات التي عارضته والذي أطلق عليه اسم ( الديكتاتور العظيم ) وكان آخر أفلامه ( دوقة من هونغ كونغ الذي عرض لأول مرة عام 1966 وتقاسم البطولة فيه كل من – مارلون براندو – وصوفيا لورين ) وفي عام 1977 م مات شارلي شابلن عن عمر يناهز الثمانية والثمانين حيث -4- ( يعتبر شارلي شابلن عبقرية غير متكررة في القرن العشرين , خلال خمسين عاماً من العمل في السينما ترك آثاراً عميقة ليس على صعيد الكوميديا فحسب بل على صعيد الفن السينمائي عموماً والثقافة العالمية ككل ) ومن المعروف أن شارلي شابلن أخذ العديد من الجوائز العالمية على الرغم من ضعف التقنيات السينمائية في عصره , ولكن أفلامه استمرت رمزاً عظيماًَ لأفلام عميقة وبشخصية فذة في عالم السينما وذلك من عام 1914 م الذي ابتدأه بفيلم – الإنسان يحيا كما يريد, إلى آخر أفلامه – دوقة من هونغ كونغ عام 1966 م حيث مثل وأخرج وأنتج ثمانين فيلماً 0 هذا هو شارلي شابلن العظيم الذي خلده زمانه , والسؤال هو أين هي السينما في بلادنا الشرق أوسطية , وهل في نية السيد – البيه, والأفندم, والباش مهندس , وان يعمل لفقراء وشرفاء هذه الأوطان , أفلام عن المزرعة – والفيلا , وتجار البناء المساكين , أم نستعين عليهم بالسيد العظيم – شارلي شابلن , الذي نال جائزة السلم الدولية 0 وجوائز كثيرة كالاوسكار مثلاً الخ , هذه نظرة بسيطة عن حياة شارلي شابلن علها تصل إلى الذين لا يخجلون على أنفسهم من هراطيق الزمان مدعي الفن , والمساهمين في تخلف شعوبهم وضياعها , والقابضين على المال بأسنانهم لأنهم فقدوا المثل الأخلاقي الذي ضربه شارلي شابلن للناس جميعاً 0
1 – كتاب شارلي شابلن – الصادر بالألمانية عام 1974 - والمترجم عن كل من : حمزة برقاوي – حسن سامي اليوسف 0
2 – المصدر نفسه
3 – المصدر نفسه 0
4 – قاموس السينما الموسوعي – 1986 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمدامع السَّماء تصطلي روحي
- الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب
- الممثل عادل إمام – ومقاومة الإرهاب
- الأ ُفسديان
- الطاغية عبر التاريخ , من هو ؟
- مجَرد أسئلة
- يا أعداء الحياة أوقفوا جنون الكره
- المطرودون من الجنة
- الماركسية والفن
- لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - شارلي شابلن ,العظيم