أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الماركسية والفن














المزيد.....

الماركسية والفن


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الماركسية والفن

إن الفن هو قيمة الإبداعات والنشاطات الإنسانية عبر العصور وسالف الأزمان , متجسدة بالشكل الأرقى والأمثل للتصورات الإنسانية وتفجير المكنونات والدواخل والرغبات والأماني – بشكل حلم – هنا ربما يكون جنوح الأدب إلى الأساطير والعوالم الُمؤمَّلة بشكل غير واقعي , معكوسة بصيغ الواقع , وأبعاده النفسية والشعورية متجسدة بالشكل الجمالي الجديد , الذي يصوره الفنان على أنه الأرقى والأمثل , أو الخارق أو المعطاء , الذي هو الخير والمنقذ من شقاء الحياة اليومية العادية المملة الرتيبة , والسامي بها الى ما يُراه 0 وبما أن الفن هو وليد الحياة وتطورها وهو نتاج صراع الإنسان مع الطبيعة , وبالتالي الإنسان مع الإنسان , فهو يعبر إذن عن مصالح متناقضة وعن مفاهيم وقيم مختلفة وهو مرتبط بهذه المفاهيم وهذه القيم , والشكل الأرقى الذي يعبر عنها ويدافع عن مصالحها , فعلى الرغم أن من أهم ما يتميز به الفن عموما ًهو جنوحه الى الجمالي ولهثه الدائم الى الكمال المتجدد والأنبهار أحياناُ والسمو والرقي إلا أنه يعيش بالسمو- هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أساس الجمال هو مسألة العلاقات الجمالية بالواقع الى الموضوعات الأساسية للماركسية 0 حول أسبقية الوجود وتابعية الوعي , وديالكتيكية العلاقات بين الواقع الموضوعي والتفكير في وحدة عضوية مع التطبيق , وبكلمات أخرى فإن علم الجمال الماركسي يعتمد على نظرية لينين في الانعكاس وهو يتخذ من الفهم المادي للمجتمع وتاريخه أساساً له 0 إذ أن كل نظرية تعبر عن المصالح والاحتياجات والأذواق والتصورات الفنية لهذه الفئة أو تلك , ولأول مرة في التاريخ ُتنشىُء الطبقة ُ العاملة في المجتمع المعاصر , في نضالها ضد البرجوازية وثقافتها الاستغلالية وضد فنها وعلم جمالها تنشىء فنها الذي يُعزي ذلك الى الطبيعة الاجتماعية للقيمة الجمالية ذاتها , التي لا تظل بمنأ ً عن متطلبات ومصالح مختلف الشرائح والطبقات في المجتمع , فإن ما هو قيم كان يكون جميلا ً , مثلا ً بالنسبة لشرائح اجتماعية ما – يمكن أن يغدو قبيحا ً في نظر شرائح أخرى , فالفن بالنسبة للعمال وسائر الكادحين لايغدو قيمة إلا إذا انعكست فيه تلك الجوانب من عالم البشر الروحي التي تساعد على تكوين الأحاسيس والأفكار والصفات والسمات والإرادة النافعة لتطور المجتمع التقدمي وعلى النقيض من ذلك فإن النافع بالنسبة للطبقات الرجعية والمحافظة في المجتمع هو قيام الفن بتجسيد مختلف جوانب الوعي التافه السياسي والأخلاقي والديني كالتعصب القومي والهرطقة والغيبيات والخوف والإحباط وماشاكل ذلك , وبلزاك العظيم , اضطـّر إلا أن يقف ضد عواطفه الطبقية وأوهامه السياسية وأن يرى حتمية انهيار أحبابه الأرستقراطيين ورسمهم كأشخاص ليسوا جديرين بمصير أفضل ويقول لينين : إن توليستوي هو مرآة الثورة كما قال بمبدأ التحزب في الأدب وان هذا لا يتناقض مع مبدأ الحرية الحقيقية للفنان أي تحرره من عبودية الرقابة والمتاجرة وشراء الذمم والوصاية من كل ما يسلب الفن أرضيته الاجتماعية المتينة وثراءه وغنى محتواه ( فهو أدب حر لأنه لن يكون في خدمة السيدة الزهقانة , التي تعاني من التخمة والملل ) , إذ أن الخط العام أو عملية التربية الجمالية تساير عملية إدراك الإنسان للعالم ونشوء الوعي الجمالي – والموقف الجمالي للفرد من الواقع , وطبقا ً لذلك تنفرز أشكال التربية الجمالية وتنطوي عملية التربية الجمالية على أشكال شتى , ثمة أهمية كبرى في التربية ترتديها مراعاة التجربة الحياتية للفرد ومستوى تطور تفكيره ومشاعره الاجتماعية فلنعرف [ إن الشعر بنية لغوية خاصة ذات دلالة فعاله , وليس التوصيل في الشعر إلا هذه الدلالة الفعالة النابعة من بنيته اللغوية الخاصة 0 ولعل هذا هو ما يجعل الشعر بطبيعته غامضا ً أي مختلفا ً عن اللغة العادية , رغم استعانته بمفرداتها 0 انه يصوغ هذه المفردات , ويوظفها على نحو يختلف عن صياغتها وعن توظيفها في لغة الحديث العادي الذي يتسم بالتقريرية والمباشرة 0 هذه هي ميزته وهذا هو معنى غموضه , وصعوبته الجمالية في التوصيل التقريري المباشر المسطح على أنه قد تصبح ميزة الشعر هذه عيبا ً من عيوبه , إذا لم يعد الغموض معنى من معاني صياغته الخاصة , ومنهجه الخاص في التوصيل . وانما يصبح سدا ً يحول دون التوصيل بين النص وقارئه , أي يصبح بلا دلالة فعالة , بل قد تصبح دلالته الفعالة هي مجرد غموضه ذاته أو عدم اتصاليته المطلقة , فلا يقول إلا مجرد كينونته الشكلية المجردة أو جماليته الخالصة 0 ولا شك إن قضية التوصيل أو الغموض في الشعر عامة قضية نسبية ذلك أنها قد لا تكون صفة ذاتية في النص الشعري بقدر ما تكون لنقص ثقافي لدى القارىء , فالتذوق الشعري يقتضي بالضرورة مستوى من الثقافة , وليست المهمة المباشرة للشعر هي التثقيف وقضية التوصيل والغموض قضية قديمة قدم الشعر نفسه , غير أنها تثار دائما مع كل منعطف أبداعي جديد وتأخذ مع كل منعطف دلالة تاريخية خاصة بحسب الملابسات التاريخية المحيطة ] , فالأدب بشكل عام والشعر منه بشكل خاص , ربما يكون نهراً للعطاش وإكسير حياة ٍ للمكْلوم وهو ربيع ُ فرح متجدد وعازف ماهر على خفايا النفس الإنسانية وملهم حقيقي لكل ما هو جميل وبديع وساحر , وربما يكون الأدب الروح التي تنفث في روح الناس الحياة , وتجعل الحياة الأكثر بؤسا ً قابلة للعيش , والحلم يكبر , فليس منـّة ً أن يكون للفقراء والمظلومين أحلامهم التي تملأ خارطة الوطن , لأنّ غضبهم وأحزانهم تتجاوز خارطة أيّ وطن0وهذا ماكان يريده العبقري كارل ماركس تماماً رغم أن الزمن أثبت أن كثير من مفاهيمه لم تعد قابلة للحياة أن لم تجدد و تطور 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة
- لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
- هنيئا لك إسرائيل
- النص المتماهي مع الجمال
- وداعاً أيها المبدع العظيم محمد الماغوط
- البيان الشعري
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!


المزيد.....




- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الماركسية والفن