أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - النص المتماهي مع الجمال














المزيد.....

النص المتماهي مع الجمال


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 06:57
المحور: الادب والفن
    


الشعر غابة ٌ تمتدُّ من اللانهائي إلى عنق الزجاجةِ ومن الصمت ِ إلى الفضيحة 0 يتشهى الجمال َ ويفيضُ بوابل َ من أسرارٍ وفضائح َ , يُهَشِّمُ وجه الزمن ويتلذذ ُ بريحانة ِ العمر ِ يسوق ُ أحاجي الوقت ِ إلى ملذات ِ الجسدِ , جسدٍ يتشهى الآخرَ يغرق فيه حدَّ الآمحِّاء ِ0 والشعر حديقة متراميةُ الأطرافِ , فيه ومنه ينضحُ العشب ُ والوردُ , واللحنُ الشاردُ في فلواتِ الغيم ِ يتصفح ُ الرذاذَ المنهالَ من عنفوان الصبا فيتصابا فتصبو القصيدة ُ , وتشرئب ُّ بأعناقِها الأحرف ُ , فيما التداني على فرس من أمان , لكي يستظل التعب على ضفاف غيمنا ونهجر بوادي الكون المتساربة , على اللج من قصدير, تتراهف فيها أعناق الأحرف وتشمر عن فرع كواعبها تنقط عسلاً مراً , وأمواه الروح تغفو فيها على إبرٍ , تتشيطن فيها دمى الألعاب آنئذٍ كيف أفصل بين الإبرة والإبرة في مخدعها , فالكائنات إن صغرت في جسدي لها حجوم الكون , وهو وهم يحوي أصغر حرف فيها , حين تعدد في الأحرف الأكوان ,فبأي سماء تراني أروح وعلى أي مجرات منها أنوح وأنا مغترب عن أوهى ما فيها, فكيف إذاً حين أكون غريب ولا اقطفُ الأزاهير َ بل أزرعُها على ضفاف الروح , نفيضُ من فيضِ الرغبات ِ َهيمُ في حنينِ ِ, الأحرف المُجَرَّحَةِ ,فتشدو الفاصلة ُ إلى ملكوت ِ المعرفة , فأتغربُ بالحرف , وبالشوق إلى العرفان الممهور ِ بجنون الحرف , كم ألمتني دمائي فاشتقت إلى جوانياتِ النبض تستهلُّ حنينهُ فتصفِّقُ أجنحةُ ملائكة الشعر شوقاً إلى غيبياتِ الرشد , كم يشدني الفراتُ من رمش ِ عيني, فيدمعها طرفاءاً وشيحاً وقيصوماً لأسورها بهموم قلبي لمَ تحنًّ إلي ناقتي لأسورها بهموم قلبي أغنية للحزنِ ِ المميت ِ
(( كأني هلالُ الشكِّ لولا تأوُهي خفِيتُ فلم تُهدَ العيون ُ لرُؤيتي ))
وهذه الأفراس ُ التي تتزين ُ بالأشجار ِ والشموسِ ِ الصغيرة ِ والتي تنط ُّ بين الذاكرة ِ والحلم هي خيولـُنا والجسد هو قبة اللذة وأرخبيل الضياع وأنا أتركني لهشيم روحي , أستفيق على ذاكرة الحلم فأحلم بالقصيدة الأجمل , القصيدة الجديدة التي تسمو بمعناها الإنساني , وتطير بأجنحة الحلم إلى ما وراء البحار , فنعبُّ من جميع أنهار العالم ويبقى المكان هو الجذر والقاسم اليومي لهم اللحظة رغم الحالة , فنكون ممالك للعشق والدفء والقبرات فيجف نهر البليخ حزناً , فنغنيه بمزمار رامبو ومن عمق الروح الهائمة على ضفاف بردى والمتشاقية في عمق اليخضور نعلن الزفة أن آن زمن الحدائق والغابات وذهب زمن تصحر الكلمات , ونقر الدفوف , هذا زمنٌ ليسَ للقوالبِ والقوافي فيه من متاع ٍ , فهؤلاء ِ الذين لازالت تتراقصُ شياطينُ عبقرَ في مخيلاتِهم ويجرون " كـُدْشَهُمُ " الهزيلة َ , هؤلاء ِ لا يستحقون الرثاءَ فقط بل البكاء َ على جثثهِم التي تفسختْ في العطانةِ وهم يظلمون لغتنا العربية َ الأصيلة َ التي تستطيع أن تجاري َ أكثر َ لغاتِ العالمِ تطوراً وإبحاراً في العمق 0 وتلك هي رسالتنا نحنُ الأدباءَ ""إذن القصيدة ُ الجيدة ُ هي التي تكشفُ قوانينها الخاصة َ بها في مواجهة ِ سرِّ الكون ِ , حيث لا توجد قوانين ُ مقررة ٌ مسبقاً على الإطلاق ِ إلا في حدود ِ العلاقاتِ الاجتماعية ""كما يقول الكاتب – فاضل العّزاوي 0 فالكتابة ُ تعبيرٌ عن جوانّيات ِ ذات ٍ متأرقة ٍ , أو متحرقة ِ – أو سامية ٍ , إلى اللقاء مع ربةِ السموِّ وصاحبة ِ الجلالةِ ألذات ِ المبدعة ِ للكاتب 0 وكلما كانت ِ ألذات ُ المبدعة ُ أكثرَ تحرراً وأكثر َ تحريراً لذاتها من كلِّ ما هو مقيدٌ أو محبط ٌ إن كان ماضياُ أو حاضراُ أو قادماُ تكونُ ألذات المبدعة ُ أكثرَ تحليقاُ , الشعر الآن عزمٌ جادٌ وقدرة ٌ لكتابة الأدب المتميز , وهو امتلاك للغة مطواعة ً وثراءً حقيقياً في الأخيلة , وسفر للبعيد البعيد وتَجَوّلٌ عبر أصقاع ِ غاباتٍ مجهولة هي الدنيا بكلِّ مذاقها المر والحلو , والذي بين بين َ حيث تجد نفسك َ مُدْهَشاً وضائعاً وغريبا ً ومغتربا ً داخل النص وأحياناًُ تراك تملك ُ العالم لأنكَ تملك ُ الجمالَ 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً أيها المبدع العظيم محمد الماغوط
- البيان الشعري
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن
- لماذا قناة الجزيرة تعادي العرب والمسلمين
- النيروز كرديا ً
- مدائح الموت
- أحاديث السجون - 1 -
- ?هل الخطيئة امرأة أم رجل
- هل الجهل و اللا موضوعية سمة عربية ؟
- في رثاء سمير قصير


المزيد.....




- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - النص المتماهي مع الجمال