أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - نسائم الأرق المفرح














المزيد.....

نسائم الأرق المفرح


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


ليست أحاجي تلك التي يشعل أصابعها الأحرف الشاعر بل مدد روحي , في كوكب ذهني , أشعله فتيل سراج الروح , ودوزنه عقل تركيبي , بنى عوالمه , وفق سرمد الكلمة , التي هندست بشكل لا يجعلك تلم ما تبقى من سواد الأحرف , التي تنوح بقايا ذاكرتك السلفوية وإذا ما جهشت 0 لن تجهش معك الأحرف ُ , بل عليك , ضداً أرقَهُ الضدُّ , وشال َ شفيفَ الروح , ينير لك دروب الشعر الذي لم تألفه – إلا في زمن المطلق وبذلك عليك أن تُجهز ذاتك , لاستقبال تفتح أزهار ِ شجر ينمو على جسدٍ 0 أ َتَأَ ملـّتَ معي أذن ! أم كنت تأمل غير ذلك ؟ وإذا ما تأملت معي الكلمات فتعال نغطي أثوابها بالأصابع وصدرها بالموج 0 أما إذا لم تتأمل معي , فإنني أحترم رأيك , وأتركك على حصانك , الذي لم تعلفه تبنا ً , منذ ألف وخمسمائة عام , ولا بأس من أن تزود ناقتك العرجاء بالعا قول , لأنني سأقول لك سلاما ً , وأيضا سلاماً لفتيات الخصب لأنني مع الهواء النظيف أو مايُصـَيّـرَهُ الكاتب ُ مثل دم ٍ بلا قدمين نصيرهُ ليصيرَ محسوساً بلا محسوس , ويصير ما شاء إلى مشيئته , وبذا نكون قد امتلكنا الجملة , والجملة أسلوب , وبذا تــُراك تهزؤمن ُ لحظة السقوط مبعداً الشعر عن خوائه 0 ومبتعدا بذاتك إلى لحظة الدفوق الشاعرية 0 عندما نحاول أن نقبض على ركائب اللحظة الدفوقة نحاول أ ن نتكيء ُ على الصَدْح ِ فالجملة الشعرية يفترض أن تخطفك من مألوْفها إلى إلــْفَتِهَا ومن تألفها إلى استنشاق رائحتها فالشعر له رائحة الزمن المتبرج ويقظة ِ الانتظار الملولة , زمن يغيب فعله , ليفعل بلحظة احتراقه , كي يستمر لحظة استمرار يته فالإخضرار الروحي إحدى سمات الشاعر لأنّ الشاعر يعيش وحَدَتهُ 0 حالة نكوصية ترتد غنوصياً كزهرة لوتس / بسبب عدم وجود الفعل / أي فعل أو عدم وجوده ومما يخنق الشاعر تلاشي الفضاء , عدمية الحرية ( النفسية ) حالة التفرد بالغربة تأتي متسربلة بدم اللحظة الجهولة اللحظة التي تبحث عنها , اللحظة الحلم , الحلم الإنكسار وتتمدد حالات التلاشي , مثلا وردة غريبة , وردة تخفي لونها بل تجعلك تلونها وفق وردتك , غربتك , جسد يصهل , أي فعلا ً داخلي مكبوت , يحاول الانطلاق , ذات متأرقة تحاول الخروج من تأزمها لأن الشاعر يضيق بإحساسه 0 فالجسد عنده نشور يغلق عليه أفق الأبواب , هنا أيضا ً حالة الإنغلاق , وكأني بالشاعر يتلقى الطعنات , بالعودة إلى الذات , وتلك الذات التي تعاقب ذاتها عند جميع الخيبات , فهي تـُــأ نّبهُ دائما , لأنها ذات الشاعر , فصناعة النص الشعري مملؤة بالحياة , مستحمة بالندى , مفتوحة على شرفة غائبة , تحلم بإشراقة شموس جديدة , فالإنغلاق الدائري يفترض أن نراه مفتوحا على هم الآتي , ومشرشا ً بحالات الوجد , يضج بالشجر ومواءات الروح , ويسكب فناجينه على دفء صدر المرآة الحياة , المرآة الحلم , التي تحضر وهي غائبة ,وتغيب في لحظة الحضور , فتغرد لها الأطيار وترف لها حساسين الروح 0الصباح الذي تحرس ظله الأشجار / والرمل يغتال عذوبة الندى / وأخيراً الصباح ينتظر الوردة , وشهوة الماء حلم – جسد – ماء – اشتهاء – ضوء – حرس هذه المفردات تضج بالحالات , التي توج من الداخل , تتسامق المفردات , مع بعضها , لتزهر جملا ً لها حالة الإدهاش والتأمل , وتخلق حرية الروح والجسد المتشهي دائما ً , في لحظة حركتيه المطلقة أو سكونيته / أو لاسيكولائيته / فالنص الشعري أجمل ما فيه أن يكون له مذاق خاص , مستعر على نار هادئة , تضج بالبحث عن الرحمة والحنين , تحن لإشتهاءات كثيرة , وتبسمل باسم الشعر , الحر الدافق , اللين , الضاج بالحياة , والإنكسارات والأزمات القادمة , التي بدأ بها الشعر يظهر ملامحه الآن , بعيدا ً عن الجاهز والمألوف , الذي يكتبه الشعراء الجاهزون والمألوفون , بلغة غيرهم وبإحساس مسبق الصنع , وبمفاهيم لا تستطيع إلا على القدح والإتهام , المجددون – الذين يطرحون ذواتهم , هكذا كأشجار الصبار , كالنباتات البرية , كالفضاءات الموحشة ويظلون غابات مجهولة , إلا للأيائل والعصافير ونسائم الأرق المفرح .فمن يريد أن يفتح نوافذ ذهنه على عوالم الجمال والحرية عليه أن يقرأ الشعر بعقل مفتوح وبحس عميق وبتأمل واسع مبتعداً عن كل ما هو مألوف وجاهز ليجهز ذاته للدخول في عوالم النص الإبداعي الذي لايُسَلـّمُ مفاتيحه إلاّ لمن يحترمونه ويقدسون ما فيه . إذن تعالوا معي إلى نسائم الأرق المفرح 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن
- لماذا قناة الجزيرة تعادي العرب والمسلمين
- النيروز كرديا ً
- مدائح الموت
- أحاديث السجون - 1 -
- ?هل الخطيئة امرأة أم رجل
- هل الجهل و اللا موضوعية سمة عربية ؟
- في رثاء سمير قصير


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - نسائم الأرق المفرح