أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث














المزيد.....

الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تستغرب أن أكثر من عشرين دولة عربية لا يوجد فيها نظام ديمقراطي واحد , نظام هو مثال يحتذى به في الدول العربية ,أو دول المنطقة عموما, هل كما َيَدعون أن الاستعمار هو السبب ؟ إذ كان ذلك كذلك فإن الإستعمار قد ولى منذ زمن بعيد وبقي العرب شعوباً وقبائل ليتنا تفوا , أو ليتها تفوا باسم العروبة والقومية ومعاداة الإمبريالية والصهيونية العالمية, واستمرّ حكم العسكر جاثما ً على صدور شعوب هذه المنطقة , وبقيت المنطقة أكثر جهلاً وتخلفاً , واستمر الثراء الفاحش للذين اغتصبوا السلطة بالحديد والنار , ويستمر كم الأفواه لكل من يريد قول كلمة حق بوجه ظالم جائر , وجثم الطغيان على صدر الوطن , وبقي الوطن هو المنهوب الوحيد باسم العروبة والنضال ضد الاستعمار ( والامبرواوية ) وظل الواوي وغراب البين هو الذي ينعب في أدمغة الأوطان المحزونة , ويملؤ المكان جعلاناً وأحزاناً , فالطاغية يعرف تماماً من أين تأكل الكتف , ويعرف أيضاً كيف يوظف شعاراته البراقة بما يتلاءم وعواطف الناس ورغباته , ويملك من الأدوات ما يجَعُلهُ قادَراً على تظِليلهِم , وزجهم في المعارك الوهمية , التي تجعل منه مغواراً عظيماً ويوظف كل خزائن البلاد وثرواتها لصالح طغيانه وغروره واحتفالاته , والبذخ على خدمة الطِيِّعين من فاسدين ومفسدين ليكملوا دورة الفساد التي تحقق دولة الإفساد , ويظل الطاغية عظيماً وكبيراً وملهماً , و في ذات الآن صغيراً ومنحطاً وجباناً , ويخاف دبيب النمل , لذى ترى كلابه ترعاه وتحافظ على أمنه وسلامته , ويركعون له بذل ويفدونه بالدم الفاسد , والبترول الحاقد , ولا بأس لابأس من إكثار الكيل المجاني للطاغية طالما هم قد فهموا اللعبة تماماً وعرفوا أن الوطن , لعبة بوكر , يتنافس عليها جميع المقامرين , وتستمر الدورة , ويستمر البؤس والجهل والظلام على الطرف الآخر من اللعبة , طالما هم وقود الإلهام لعبقرية الطاغية , فالطاغية الذي تتحكم به جملة عوامل , وتتحول هذه العوامل , إلى قنا عات مطلقة , لا يعود يرى إلا هذه القناعات , ويستمر في الدفاع عنها لأنها أهم أسباب وجوده , وإذا ما تخلى عنها يفقد خاصيته الطاغوتية , وبالتالي يذهب بالبلاد والعباد إلى الفناء الشامل , شأنه شأن كل طغاة العالم, أمثال هتلر وصدام حسين وغيرهم , والمأساة هنا ما هو دور الشعب للحفاظ على الوطن قبل السقوط المريع , هل هذا الشعب يستطيع أن يدافع عن الأوطان التي يحكمها الطغاة , في حال سقوطهم , أتصور أن هذا رغم صعوبته التي تكاد أن تكون مستحيلة ,في منطقتنا العربية , إلا أنه ممكن , ولكن قد يحتاج ذلك إلى ولادة قيصرية , وذلك للحفاظ على الاثنين معاً – الأم – والجنين , أما من يفهم المسألة غير ذلك فبتصوري أنه لازال يحلم, ومثال العراق لازال حياً , لأنهم لم يتركوا للطبيب أن يكمل مهمته , وتسارعوا على أكل الغنيمة , وعادوا مرة أخرى لا طغاة بل بغاث , ليس فقط لأن الطاغية يحمي نفسه بالعسكر ويلازمه مسدسه فقط , بل لأنه أعطى البغاث مثال الطاغية الخفي , ألآ لعنة الله على حاكم لا يستطيع أن يسير بين شعبه إلا وهو يحمل مسدسه وأيضاً لأن الطاغية يترك معارضيه ضعفاء مهزومين من الداخل , ويفرحون بانتصاراتهم الصغيرة وغالباً الوهمية وبالتالي يكون الطاغية قد أنتصر عليهم مرة أخرى و إذ أنَّ آليات قمعه قد َصغَّرتهم إلى درجة أنهم يرون أنفسهم كباراً , وهم أصحاب الحقيقية المطلقة لأنهم أكثر من عانوا من طغيانه متناسين أن الطغاة , ليسوا عادلين إلا في شيء واحد , وهو المساواة بالظلم بين جميع الشعب , ما خلا بطانته لذا ظهر ما ظهر في العراق , لأن كل فئة تصورت أنها هي التي ُظلمت أكثر من غيرها بدلاً من أن يكون التفكير , هو أننا خرجنا من سجن الطاغية , فتعالوا جميعا لكي نخرج من الأوهام التي وضعنا الطاغية بها , لنبني وطناً عادلاً , لا وجود به لطغيان المذهب أو العرق , وإلا أعادنا الطاغية إلى نفقه المظلم , وناخ بكلكله على الأفق الذي نريد وبما أن الطاغية يخلق شعباً ضعيفا , ومتردداً لذى فإن معارضيه دائماً يتكؤن على الغير , وفي هذه الحالة يجب أن يعرفون كيف يشيرون ببوصلتهم التي يجب أن تكون أكثر هروباً من ماضي الطاغية المظلم , إلى الحاضر الأكثر نورانية , وعلما ً وحضارة في نظام ديمقراطي , بعيد عن الطائفية والعرقية المخجلة , وأيضاً على الشعب الذي يريد وطناً حراً , أن يبتعد عن البغاث , ظل الطاغية , الذين يشبهون ظله , المتمسكون بالسلطة لصغرهم , التافهون ضيقوا الأفق ,( المخنخنون ) أثناء الحديث وضاعة وخسة , ويتظاهرون بالتراحم لؤماً وشعبوية كاذبة 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة
- لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
- هنيئا لك إسرائيل
- النص المتماهي مع الجمال
- وداعاً أيها المبدع العظيم محمد الماغوط
- البيان الشعري
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن
- لماذا قناة الجزيرة تعادي العرب والمسلمين
- النيروز كرديا ً
- مدائح الموت


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث