أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء














المزيد.....

المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة الطيبة الودودة الجميلة الفاتنة الساحرة التي نتغنى بها دائماً , ونهيم بها عشقاً ولذة , ونحلم بالنوم على صدرها , والتعطر بعطرها الأنثوي و ونقدسها حبيبة وأماً , وملاكاً نستظل بفيئه , هذه التي تهدهدنا صغاراً , وتمسح دموعنا أطفالاً , وتلقمنا ثديها الذي يمنحنا الأمان والقوة والغذاء إلى أن نكبر ونصبح رجالاً , ونبني أنفسنا وكياننا وتصبح لنا أم ثانية ألا وهي الزوجة , ونبدأ بالتحرر من المرأة الأم , وننسى كّل هذا الحلم الجميل , ويبدأ الشرّ ونوازعه الشريرة , تظهر في تصرفاتنا وتَُـحـوِّل الحلم إلى كابوس , والوفاء إلى انتقام , وننسى كل هذا العالم الدافئ الودود مع المرأة الأم , ونبدأ الحياة مع المرأة الحياة , ونتحول إلى سيف جلاد على رقاب النساء اللواتي نريدهن كما نشتهي , أو كما تشتهي غرائزنا ومصالحنا , وتظهر أنانيتنا وجشعنا و ويبدأ يصغر دور الأم الطيبة الحنونة , وتبدأ القسوة مع عالم النساء , إذ يتفجر لدى الرجل الوعي المملوء بالأخلاق والقيم والشرف والكرامة المهانة , ويظهر هذا الرجل المريض في أعماقنا ليتحول إلى مرشد وناصح ومفكر وقيِّم على الأخلاق , أخلاق المرأة المخجلة العورة التي تخدش كرامة الرجل , هذا الرجل الشرقي المتجبر المتعالي غباءاً وغطرسة وفحولة كاذبة , ربما في عمقها ضياعه في هذا المحيط اللانهائي الذي اسمه المرأة , التي وهو في قمة تجبّره يشعر بمدى صغره أمامها , وضعفه , لأنه لا زال طفلاً رضيعاً في عالمها , كيف لا وهو لا يداري إنكساراته إلا بحضنها , ولا ُيطفؤ غريزته إلا في مائها , حتى لو كان يفرض سطوته على آلاف الرجال وحقق ما حقق من شهرة في عالم المال والآمال , يظل صغيراً ومتضائلاً في عالم المرأة , فهو كلما ازداد شهرة وهيمنة وجبروتاً , َضأ ّلَتْهً المرأة بحكم الحاجة وأذْهبت جبروتهُ وكبرياءه غثاءاً أحوى , ومن هنا تبدأ مأساة الرجل غير المتوازن مع أهم ند, له في هذه الحياة , الند الحقيقي الذي هو أكبر من الجاه والمال , هذا الند الذي يضرب جذوره عميقا ً في أعماق هذا الكائن المشاكس الذي أسمه (( الرجل )) فيبدأ يحَّول المرأة , أو هو يراها على أنها بربع عقل , أو بنصفه , ولا نؤتمن على سره ( وما اختلا اثنان إلا والشيطان ثالثهما ) وهنا ينسى الرجل أنه هو الشيطان في هذه الحالة حتى قبل حضور الشيطان الثالث , الذي اخترعه عقله المريض , وحاجته المُسِّـفة التي لا تستطيع أن تقوم إلا على الإغواء , فالاغتصاب الهًيّنُ , أو الاغتصابُ المعسول , أو الاغتصاب المتماثل , فهو عمل جبان ووضيع لأن جَذْره ُ الاعتداء على الآخر , حتى لو كان الرجل هو المعتدى عليه , لأن هذه الحالة تقوم على نفي , الشريك الحقيقي , حيث تقوم الشراكة التي رأسمالها الحب ّ والجمال والحرية , والنظر إلى الآخر المماثل لك في كل شيء , والذي أنت تحتاجه كما يحتاجك , وتحترم كل مافيه كما يحترم كل ما فيك , هذا في حال التخلص من هذا الإرث الطويل والمعقــّد , من كل هذه الأوهام والحقائق التي مر بها الإنسان , ومن ضمنها الملكية العائلية التي جعلت المرأة , ضمن هذا التشريع , وفقدانها خاصية الأم المتبوعة وليس التابعة , والسنن والنظم التي ابتدعها الرجل لمصلحته , مستندا على العادات والتقاليد والمصالح الاجتماعية والاقتصادية التي أزاحت بشكل تدريجي دور المرأة , عبر التاريخ الطويل , فلا وجود إلا لعالـَـم ٍ منقوص للمرأة , في عالم الطائفة أو العشيرة , أو النظم الاستبدادية , ونظم القهر والتخلف , وأرباب الدين الذين يعتبرون صوتها عورة , فهم ُيجَهّلون المرأة , ويلغون دورها الإنساني إلى درجة أنها تصبح من ضمن هذا النسيج العنكبوتي الذي يحاصرها , بل تصبح هي , أو هم يجعلونها " أس " هذا الظلام الذي تحاصر, به نفسها , إذ يبعدونها عن كل ما هو علم وحضارة , ويصورون لها حريتها عار وفضيحة , وكأنها كائن لاحول ولا قوة له , لولا هذا الرجل الملهم بالقوة والحماية التي يحميها – وممن من أبناء جلدته متناسياً أنهم رجال مثله , فتتحول هذه المرأة إلى عبده طيعة بل نعجة هزيلة في آخر القطيع لا تعرف سوى خدمة زوجها الذي أذلها ويذلها أبداً , كيف لا ألا يكفيها من الشرف أنها الخادمة المطيعة لهذا الرجل الذي بسببه تنعم في الدنيا وُتنْعَمُ في الآخرة , وهو لا بأس أن يتمتع بالحور العين , إذن المرأة في الأنظمة الاستبدادية لا تزداد إلا تخلفاً وجهلاً وعبودية , فعليها أن تعي دورها الذي يحقق لها كرامتها وإنسانيتها في مجتمع حر ديمقراطي تسوده العدالة بين جميع أبناء المجتمع ويكفل لها الدستور حقوقها المتساوية مع الرجل تماماً , لا في المأكل والملبس فقط , بل أن تكون فاعلة في المجتمع وفي الاقتصاد والسياسة , وعالم الفن والأدب , أيْ إنسان حقيقي غير منقوص الحقوق , لأن هذه الحقوق ليست ( منَةً يهبها الرجل حتى لو كان هذا الرجل من أكثر مناصري حقوق المرأة في العالم) , لأن المسألة أبعد من ذلك بكثير المسألة تتعلق بإرث متخلف ومغلوط تراكم عبر آلاف السنين ودعمته قوى شيطانية ومفاهيم ونظم مثّلها الرجل عبر مسيرة طويلة من الزمن , خدمته فيها ظروف موضوعية وذاتية تتعلق بكينونة المرأة , جعلت هذا البؤس المخجل يَحْدُث , ويَتَشَرْعَن, ويصبح قانونا ً يضرب في الأرض عميقاً , وتؤيده السماء , وهنا المسألة الأكثر فضيحة و هو أن هذا التراكم الهائل في الامتداد الزمني الذي يمارسه الرجل على المرأة من سادية (sadism) يقابله رضى واستكانة للمرأة بالمفهوم المازوخي ( masochism) مما يجعل المسألة أكثر تعقيداً على النساء , أيُّ نساء أن يَعِيْنَ ذلك , وأن يَعْمَلْن بكل جهد , من أجل أن يحققن إنسانيتهن , على أن يكون ذلك بالاستفادة من أنظمة ودساتير البلدان الأكثر موضوعية وفهما ً لهذه المسألة , لا المجتمعات الأكثر كذبا ً ونفاقا ً وامتهانا ً لكرامة المرأة , وإداعاءاً لتحررها , على طريقة الذين يضطهدون نساءهم وبناتهم 0 وإنني أعود للتأكد مرة أخرى أن المرأة ظلمت في الأرض بمباركة السماء أو بما أراده الرجل من السماء 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة
- لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
- هنيئا لك إسرائيل
- النص المتماهي مع الجمال
- وداعاً أيها المبدع العظيم محمد الماغوط
- البيان الشعري
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن


المزيد.....




- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء