بمدامع السَّماء تصطلي روحي

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:12
المحور: الادب والفن
    

بمدامع السَّماء تصطلي روحي
ياابنَ آدم
مالك تهيم على وجهِكَ؟1
تنشر أسمالَكَ البالياتِ على خيوط العقل ِ ؟
سوف نمنُّ عليكَ
نفصد دماكَ
ونتركك تــَّياهاً مذعورا
انظرِ السُّحبَ المدهشات جعلْنَاْهُنَّ يَهْرُبْنَ
من سياط ملائكتنا
قدَّرْنَا لهنَّ المعرفة والجبروت
فكنَّ سِراعاً خِفافا!
ُيؤذَّنُ فيهنَّ
ملكُ القُدرة
والتــَّمرُ والأعنابُ وأ ُخَرُ ذوات جنين ٍ يُسْكِرُ الألباب
إنّا نحاذركم من صولجان دمكم
من سارح الخيل ,
يُرْهِجُ العروق
(( وتأتمّون بالمقداد خيراً ))
لا الأُرجوانُ صادفَ الطـَّالع َ
ولاشِباكُنا مُدَّتْ لكم
لهن نصعقنَّ نُذُرَ الوفاء
قَدَرُ من مَنّ وسلوى
كنتم ذوي جوانح , فقصَصنْاَ ها طل الغيم
ا ُوبوا أو لنرجمنّكم بأبابيلَ من نرجسٍ
تزدردونَ غسلينا ً وضفادع
وبعض أرقَ الضّواري
كم اثـَّاقلتْ أحزانكم
أ َحْزنَنَا صغركم فمسخناكم بني آدم
وقلنا اذهبوا , ومتاعبكم
فأنتم الخاسرون
هي لحظة ٌ , وتَسْكُبُ في عروق الَخلْق ِ
هم َّ اللَّحظة الأولى
تقتات الشَّوارد من عذوق ِ فئران ِ ,
الغيوم ِ المستباحة ِ
يلهجون بذكر عُزَّاهم
لا الغيب ُ ألَّهوه صفوة ً
هي الفراقد تربط أذيالها بفراشات السَّماء
آية ٌ لكم مجاهل هذا الكون
وفي أنفسكم
فبأيّ اللَّحظات ِ تهيمون ْ ؟!
كم تُدْرِكُ ذاكرتكم من زلل الخطو ,
وما عطَّرْنَا من منشق ِ الطـّيبْ
وَخَدرِ النّساء
لَهُنَّ نهودٌ كأنّهنَّ الطَير
وَلَدَنُ الأجساد التي أنتم بها شبقون
هي عبرة لكم مفاتن الخلق ِ ,
وتلا قح الأرواح
وأيّ صَبّ ٍ بمدامع السَّماء
الطَّلْعُ دان ٍ قطافـُـهُ
ومنها اشتهاءٌ لكل َّ ذي لـُبّ
لهنَّ لَغْطٌ كأنَّهنَّ في واد ِ ,
تنوس بكل ّ ذرا ر الوجد سابحة الرُّؤى
لا الضَّفَّتَان ِ التقتا , ولا الفرات أزهر
هو النَّهر ُ يرضع هَمـَّــنَا
عيناهُ ضفادع ٌ
ويحنو بخاصرته على عُرْفِ الجَبَل
نِجْرٌ تفوح دلالُه
العُلَّيْقُ يتدثَّرُ بسِنَةٍ من نوم
يا إسماعيل فدنياكَ بمجرَّات ٍ
وآويناك َ إلى بيوت النَّمـْلِ ِ
حَصَّنَّا لسانَكَ من زلل ِ الرَّفض ِ ونَعَّجْنَاك
وأَمَتْنَا فيكَ الغَرِدَ الصَّدَّاح
(( حامُ )) الذي حَمْحََمْنَا وجهَهُ بسخام المعرفة
أبعدناه عن درب السَّماء
عَصَبْنَا عينيه بأُقنوم المعصية
راح يلوذ بأذناب الأنجم
ويوصوص ُ من فتوقها
آه ٍ يا إسماعيل ُ بنُ حام
عضَّتْ قدميك كلابُ السَّماءْ
لماذا بزغَتْ شموس ُ الكون ِ من فَوديْكْ ؟
كم تطهَّرْتَ بالزرّنيخ
وضممت َ إلى عُبَّكَ آلافَ الضَّواري
جنَّ جنونُها السَّماء
فأمطرت ْ قنافذ َ وسيوفا ً
الجودي ُّ بَلا ْ قومك
بغيوم ٍ فّرَّخَتْ على ضفافها العقبان ْ
منَ رأى في الأسحار نورا ؟
وأناب َ الزَّاجل علم الرّسالة ؟
مَنّ آب إلى نفسه ؟
وأشهر َ على النّجوم سيوف َ الذّكْرِوآيَ الجلجلة ْ ؟
أمّا أزوالُ الخلائق ِ
ومسخ ُ المسخ ِ من واه ِ السُّلالات ِ العتيقة ِ
فهم مُتَبلّدون َ
(( وعار ُ شاكيل َ الذي أدمى روحَهُ ))
(( بأزهار الشّرّ ))
ناحت عظامُهُ قِصَرَ ذاته
إليكم عروقي جُزّوا منها عفن َ الصَّديد
وتقيحَّوا شهواتكم
لم َ يرتديني هذا الحزن ؟ّ!
جسدي يلجم ُ دمي وينوح ْ
حتــّى الصغائر من دمي ثكلت ْ
وأزفــّـكم أرَقَ اخضرار دمي
أقوم من صمتي , على سمتي أنوح
هي لحظة ٌ وينامُ هذا الكون ُ ,
يشدُّنا إلى صقيع جراحِهِ,
حَفَّارُ قبرٍ
يهزُّهم طرب ٌ
يشد ّ رحالَهُمْ إلى سافلين َ
جوعى تراهم داشرين
ذعر ٌ دعور ٌ
حشر ٌ حشود ُ
تشرئب ُّ الهالكات ُ بروحهم ْ
ومنكم ْ مَن ظلم َ النّاس َ جميعا ً
وراح َ يَشُدُّ السًّاعد َ بفليق ِ اللًّيل
حرَّمْتُمْ ما أباح َ (( ديموقريط ُ )) وما سن َّ العلائي ُّ
وما اشتهت نفوسُكُمْ
وناتج ُ العقل ِ والماوراء
فأيّكم الزّنيم ؟!
عواء اتكم تقشعر ُّ منها السًّموات ُ العُلى
فعبدْتُم بعضكم ْ بئس ما تعبدون !
سيصلون ما يصلى إبليس ُ
الذّمَّيُّون زنادقة الكفر ِ
الواشون بصحفهم وصحائف موسى
والوثنيّون مَن علَّمهم وثنيَّتَهُمْ !؟
وأبعدهم عن ما حوم ِ العرب الأوَّل ؟!
أيَّام ٌ تزرع بمعصمها أضغاث َ الأشهر ِ
وما مَر َّ يهزأ ممّا مَرَّ به
فصولا ٌ رُتِّبْنَ على مقاسات ِ شرود ِ الذَّهن ِ
النّصف ُ السّفلي ُّ يفيض في فلوات ِ الغيم
مِنْ طيب ِ الأراك ِ وحُسْن ِ ناعسة ِ المدائن ِ ؟
تصطلي روحي
خنصراي سنونوتَّان ِ
هذي المدائن من دمي
عشب ٌ ونيتول ٌ وطين ْ
فكم غفوت ُ على أهداب روحي
أستريح ُ من الأيائل ِ والضّباع ْ
هزّي دمي
يسَّاقط ُ الفلفل والرُّمَّّان
هي قدرة ُ الخلق على تنامي الذَّات
صيرورة باشق ِ تناهب السَّماء ,
أو صَيَّرَ المحيط حجرا ً
فبان َ شاهد العُلى
النمَّل ُ في دمائه يضج ُّ بالمحار
يصطفي هاجسه الحَرُوْنْ
أشدَّها من ملاءِة الأحزان ْ
يقشعر ُّ جِيْدها السمًّاء
أشدُّدها من خصرها تذوب ْ !
فمها تناغم ُ الطّيور
وَجْهُهَا حقول
ترش َّ للأنام ِ عطرَها
تتدلَّى أرواحُهم كثعبان في قبر ٍ مهجور
تعوي فيه ِ خنازير
عفاريت ُ بأيديهم أحناش ٌ وعرا بيد ُ
الشَّيخ ُ المتسربل ُ بدماء ِ عصور ٍ ِخَلَتْ
وعصور ٍ لم تأتِنَا
ينام على فمه المهجور
أزهارٌ تُخْجِلُ حياء َ الكون ِ
جنادل ُ تغفو على رقصات ِ الموج
ليل ٌ ينام ُ على زند ِ الصَّحراء
وهذا العطش ُ الأبدي ُّ مُمِيْتْ

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات