أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - هل تحارب امريكا الإرهاب؟؟















المزيد.....

هل تحارب امريكا الإرهاب؟؟


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 6315 - 2019 / 8 / 9 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتناول هنا اربع محطات، أعلنت فيها امريكا الحرب في اربع دول مختلفة عن ما اعتبرته خطر على امريكا والعالم واصدرت فيها الحكومة الأمريكية بمختلف قياداتها قرارا بتنصيب نفسها شرطيا على العالم والمدافعة عن حقوق الإنسان والراعي الأول للرفاهية العالمية،، تستطيع الأبواق التي تنادي لأمريكا والمنظمات غير الحكومية التي تراسل البيت الأبيض، كما أعلن عنها المتحدث باسم البيت الابيض الأسبوع الماضي، حيث طلبت تلك المنظمات من ترامب التدخل في حل أزمة الفساد وازمة تسلط الميليشيا في العراق او الأحزاب والمنظمات التي طالبت البيت الابيض بالتدخل لاسقاط النظام الإيراني وانقاذ المجتمع الإيراني من ويلات نظام الملالي واستبداله بنظام ديمقراطي يخدم المجتمع شبيه بالنظام الديمقراطي العراقي وتجربة الرفاهية في العراق، ومن خلال هذه السطور القليلة من الممكن ان تكون وقفة للتأمل في إنجازات الحكومة الأمريكية حول العالم والاستفادة من إمكانية التدخل الأمريكي لتغيير الأوضاع في بلدان القهر التي تنظر الى أمل البشرية "أمريكا".

بدء جيمي كارتر اتفاقيات أمنية مع المكسيك كانت من الواضح انها لم تكن اتفاقيات لدولتين ذات سيادة يبغيان التعاون الأمني بقدر ماتكون اتفاقية تمنح المكسيك لأمريكا كحديقة خلفية تقوم بها بنقل الحرب ضد المخدرات والسلاح وتجارة البشر الى داخل أراضي المكسيك. لم تتم تلك الاتفاقية الّا في عهد رونالد ريغين عام 83، بدأت حينها بشكل اوسع ورسمي دخول الشرطة الفيدرالية الأمريكية وإدارة مكافحة المخدرات والاستخبارات العسكرية الى الأراضي المكسيكية لملاحقة المطلوبين الفارين من امريكا لأسباب عديدة سياسية وتجارة ممنوعة وغيرها، وفي جزء من عمل تلك المؤسسات الأمنية لايفوتنا ذكر ان الميليشيا داخل المكسيك كان يتم تمويل ودعم كل منها من احد الجهات الأمنية الأمريكية مع انها متصارعة فيما بينها لكن الاستخبارات تدعم ميليشيا غير التي تدعمها مكافحة المخدرات والتي كانت قسم منها تستخدم إمكانيات الجيش المكسيكي وأخرى تدعمها الشرطة وهكذا، وفي حرب مكافحة المخدرات لعصابات الحشيشة ساندت تلك المؤسسة قوات شرطة مكافحة الشغب المكسيكية وتم القضاء على اكبر عصابة حشيشة"ماريوانا" في العالم بدعم مكافحة الشغب وعصابة صغيرة كانت تتاجر بالبشر "تجارة الجنس" ولديها أيضا محلات للجنس والهيروين، لكنها كانت تسيطر على مسافة ثلاثين كيلومتر في الحدود المكسيكية-الأمريكية، وكان ذلك الانتصار الورقي والإعلامي قد منح تلك العصابة الفرصة الذهبية للسيطرة على إدارة مكافحة الشغب في العاصمة والسيطرة بالنتيجة على مسافة اكثر من ألفين كيلومتر من الحدود والموانئ المشتركة بشكل كامل وتحويل التجارة الى الهيروين بنسبة 2 طن ونصف كل 48 ساعة، وقد انتهت هذه أيضا بإلقاء القبض على إل تشابو الذي تم الحكم عليه قبل فترة ليقضي مدة حبسه مدى الحياة بالسجون الأمريكية، دون ان نعلم من قد تم منحه الخلافة.

هاجم الرئيس الأمريكي رونالد ريغين الحكومة الكولومبية معتبرا إياها متخاذلة بكبح جماح تجارة المخدرات الّا انه لم تتم الموافقات النهائية للتعاون الأمني الا عام 1989 في عهد جورج بوش الأب وابتدأت الحرب على المخدرات باشتراك إدارة المخدرات والاستخبارات العسكرية أيضا، وطبعا كما هو دائما كل جهة تعمل بالشكل الذي تريده وتعقد الاتفاقيات التي تريدها. استخدمت الاستخبارات العسكرية في تلك الحرب عصابة صغيرة كانت تمولها سابقا لقتل الشيوعيين الكولومبيين فيما استخدمت مكافحة المخدرات عصابة مخدرات أخرى كانت تسعى للدخول بقوة في تجارة المخدرات بالقضاء على ملك الهيروين والكوكايين حينها اسكوبار، قامت عصابة ضد الشيوعية وعصابة المخدرات الأخرى بحرق كل القرى التي تسمح لجماعة اسكوبار بالمرور فيها، مع ملاحظة ان كبرى مدن كولومبيا وكثير من المدن غيرها كانت تدعو اسكوبار بالقديس ويعلقون صور المسيح بوجه اسكوبار لانه كان يقدم الخدمات لتلك المدن والقرى التي لاتوفرها الحكومة لهم، وقامت تلك العصابتين بحرق القرى وتعليق الجثث في الساحات العامة، خسائر تلك الحرب البشرية تم تقديرها بمليون وثمانمائة الف إنسان، وبعد اعلان الانتصار بقتل اسكوبار نهاية عام 1993، نشرت نيويورك تايم بعد عام بان كولومبيا كانت تصدر 314 طن كل عام حتى عام 1994 فقد اشارت التقارير عن ادخال مايزيد عن 600 طن من المخدرات من المصدر الكولومبي وصارت تلك العصابة التي أدمجت مع عصابة معاداة الشيوعية اكبر عصابة مخدرات في العالم وكان لها تجارتها التي شملت اكثر من 45 بلدا حول العالم.
في اعترافات مسؤولي الحكومة الأمريكية فان الحكم السعودي على بن لادن وهروبه الى أفغانستان وإنشاء "المجاهدين العرب"ثم "القاعدة" كان ابتدأ بملياري دولار أمريكي-سعودي عام 1983 للتحرك من الجنوب والجنوب الغربي لاسقاط نجيب الموالي للسوڤيت والذي تسلم الحكم عام 1987فيما يتحرك دوستم من الشمال والشمال الشرقي لكن سيطرة دوستم على مطار كابول وبعض المدن لم يكن كافيا مقابل انتشار طالبان والقاعدة التي أعلنت أفغانستان جمهورية لها. تحولت أفغانستان تحت حكم طالبان الى أسوأ بلد في العالم من خلال الأحكام والإعدامات في الساحات العامة وتغيير قوانين الأحوال الشخصية والاسوأ من ذلك هو حلم طالبان في السيطرة على العالم من خلال معسكرات تدريب المجاهدين من كل أنحاء العالم وإرسالهم الى بلدانهم للبدء بإنشاء خلايا وأحزاب تدين بالولاء للقاعدة وتسعى لاسقاط الأنظمة وإعلان دولة طالبان فيها. ولاداعي لاذكر القارئ بمجازر طالبان فقد قامت الاستخبارات الأمريكية وماكنتها الإعلامية الضخمة بعرض ذلك في آلاف الملفات الصحفية والإعلامية والافلام الوثائقية انتشرت حول العالم لتبرير احتلال أفغانستان.

في العراق وسوريا وبغض النظر عن اعتبار إسقاط صدام حسين انتصاراً أم لا، فان تحول العراق الى أسوأ مكان للعيش في العالم وسيطرة الميليشيات التي منحها برايمر القدرة والنفوذ والإمكانيات بدمجها داخل الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية هو نتيجة الاحتلال. فرض الحصار الاقتصادي لثلاثة عشر عاما وقتل مليون ونصف إنسان كان السبيل لاضعاف النظام عن طريق ذلك القتل اليومي الذي وفره الحصار وفي نفس الوقت توظيف عصابات وأحزاب سافلة متعطشة للدماء والنهب هو وسيلة امريكا لتبرير الاحتلال وتحقيق الفوز، ليس هنا مجالا كافيا لاستعراض النتائج الدموية للاحتلال لكن إنشاء وتمويل وتدريب داعش على أيدي الاستخبارات الأمريكية اصبح واضحا لكل متتبع لحملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي كل طرف فيها يفضح تورط الآخر في تمويل جماعات ارهابية لهذا الهدف او ذاك. إنشاء داعش وبدون الدخول في تفاصيل ما جنته الإدارة الأمريكية منه من أموال الابتزاز للدول وتوسيع القواعد العسكرية فانه بالنتيجة كان لصالح تلك الإدارة ولصالحها فقط في تامين أهدافها في العراق وسوريا.

في هذه المحطات الأربعة المختصرة دون ذكر أسلوب الحرب في فيتنام وكوريا وبنما والصومال وتشيلي وغيرها من الدول التي دمرتها الحروب الأمريكية او التدخلات السياسية الأمريكية ونهج دعم العصابات والمنظمات الإرهابية ومنحها مفاتيح تلك الدول فاننا نرى بكل وضوح ان سياسة امريكا تجاه العالم كانت وستظل لخدمة ومصلحة الإدارة نفسها وداعميها من الشركات الكبرى وحتى في هذا الشأن فانها لم تحقق الأهداف التي تعلنها لان تلك الإدارة ببساطة لم تكن ولن تسعى لتحقيق ماتعلنه من أهداف مموهه. أسلوب الإدارة الأمريكية بدعم وتمويل واستخدام عصابات سافلة اكثر من سفالة الجهات والأنظمة التي تحاربها ليست فقط لاتقوم بتنفيذ الوعود بل تحول البلدان التي تحارب فيها الى مأساة حقيقية اكبر من مأساة ماقبل اي حرب. الإدارة الأمريكية تنشئ الإرهاب وتموله وتنفخه ماكنتها الإعلامية لترهب العالم اكثر وتحصل على حق ارهاب الدول والجماهير بحرب ارهابية للقضاء على الإرهاب.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد التخبّط
- طرفي الصراع هما طرف واحد ضد الجماهير
- خطوة حاسمة تتطلبها الاحتجاجات
- مؤتمرات المعارضة العراقية بدائل رجعية
- البراءة من التنظيم، مرض القرن
- الفلوجة والخضراء ليسا معاركنا
- ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون
- كيف هي الخيانة
- إنتخابات العصر الداعشي
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - هل تحارب امريكا الإرهاب؟؟