أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - الجماهير في طريق اللاعودة














المزيد.....

الجماهير في طريق اللاعودة


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجماهير في طريق اللاعودة... للظلم، للمجاعة، للبطالة، للفساد. وحيث انها أحرقت سفنها فإسقاط النظام أمامها والظلم والمجاعة والبطالة والفساد من وراءها، ذكرت في "الناتو يريدها حرباً" ان الرد الجماهيري الأكثر عمقا وحسما جاء بشكل متواضع، هذه المرة، من مصر أيضا، وإن على جماهير المنطقة أقتفاء أثره، فان سيطرة عمال شركة غزل المحلة على المصنع هي خطوة أولى لكنها قوية ومؤثرة في مسار الظفر بالسلطة، ويضع عمال مصر جماهير المنطقة مرة أخرى على الخط المواجه للأحداث متجاوزا أكذوبة الرعب التي بثتها أنظمة المنطقة فينا كل هذه العقود، أنا لا أقصد ان لم يكن هنالك رعب أو تنكيل لكن كل هذا الرعب والقمع والتنكيل لم يصمد امام الإرادة الجماهيرية المشروطة بالأفق الواضح والعمل المنظم، ففي الوقت الذي تتفنن الأنظمة في أساليب الترغيب والتنازلات التي تقدمها الى الجماهير تقول الإحصائيات إن السعودية ستنفق 36 مليار دولار على برنامج الإصلاحات والهبات التي وعدت بتقديمها، كما ستقتطع الكويت من لقمة أمراءها 32 مليار دولار لتغطي برامج الإصلاحات والتعديلات حول ماتدعوه الكويت "سكان البدون" والعاطلين عن العمل، وتقدم محمد السادس ملك المغرب بخطة إصلاحات ستكلف البلاط مايزيد عن 30 مليار دولار لبرامج التنمية الصناعية والموارد البشرية التي يزعم البلاط العمل بها قبل تفشي حمى التظاهرات المليونية، فيما لم تستطع تلك المصادر حساب الكلفة التقديرية للوعود الكاذبة التي أعلن عنها المالكي تزامنا مع كذابي دول المنطقة.

وفي الوقت نفسه تتفنن تلك الأنظمة وتتسابق بسحق الصوت التحرري الذي صدح ولن يقبل بالعودة للصمت مجددا، يتسابق المالكي والسيستاني على من يستطيع تحويل إنتفاضة شباب البحرين الى حركة طائفية، وتسبقهم المؤسسات الدينية في السعودية الى دعوى للجهاد لقتال الفتنة الشيعية في البحرين وتحرك دباباتها الى هناك، وتحرك أيضا قواتها لدعم النظام العفن في اليمن، وتبادر الكويت لإشعال الفتنة دبلوماسيا مع النظام الإيراني اللاعب الأساس في المنطقة في الوقت الراهن. كما تتفنن تلك الأنظمة، كل في بلده بقمع التظاهرات، تتقدمهم ميليشيات المالكي وذيوله ليس في قمع الإنتفاضة السلمية وحسب بل بتتبع قادتها الى أماكن عملهم ومنازلهم ليشملهم الإعتقال والتعذيب، لكن بالرغم من هذا كله فان التظاهرات تتوسع وبالرغم من غلق المنافذ الى ساحة التحرير الى ان المتظاهرين لم يدخروا وسعا للوصول اليها كما انهم خلقوا اكثر من ساحة تحرير واحدة.

إن تشكيل المجالس العمالية ليس عصيا على الجماهير، إذ يستطيع قادتها بادئ ذي بدء ان يختاروا مجموعة يرشحونها لقيادة المحلة او المعمل او الشركة او المؤسسة التعليمية ثم يعرضون الأسماء المرشحة بشكل شفوي على سكنة المحلة او عمال المعمل او طلاب المؤسسة التعليمية للحصول على موافقتهم في الوقت الذي يتعذر فيه تحقيق التجمع العام او الإنتخابات وحينها تحصل تلك المجموعة على تخويل لإدارة شؤون الإحتجاجات وتوجيه الإنتفاضة وتحديد فعالياتها، توقيتها ومكانها وتكتيكها الذي عليها ان تغيره وفقا لتطور الأحداث وتوازن القوى. ان على القادة الجماهيريين ان يدركوا ان هذه اللحظات مثلما هي حرجة وحاسمة وتعتبر نقطة تحول في حياتهم فانها حرجة بالنسبة لأعدائهم وبالذات الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الكسيحة التي لم تتشكل، لكن بالرغم من ذلك ستقاتل صفا واحدا حين تدرك ان الخطر القادم هو خطر سيجتاح العملية السياسية باكملها وسيكنسهم المد الجماهيري، لذا علينا الإسراع بتشكيل مجالسنا حتى وان كان بالشكل البدائي تنظيميا، لمواجهة التوافقات والتحالفات الرامية الى شراء الإنتفاضة وتحويلها الى حركة الإطاحة بالمنافسين، ومن جهة أخرى قمع الحركة ودعم الميليشيات والقوات القمعية الحكومية، ومحاولة الحفاظ قدر الإمكان على بقاء أشكال التسلط في مكانها وتحقيق تغيير فوقي للوجوه فقط.

الأمر الذي سيضع القادة الجماهيريين والحركة بالكامل تحت خيار الإندثار والتشتت تحت ظل القمع والتحريض المضاد، أو الصمود والتوسع والتنظيم بالشكل الذي ينقل الحركة من حركة شعبية عائمة على الإعتراض المجرد الى حركة واعية لا تؤمن بالإستقلالية وعدم التسييس بل ان على قادة تلك الحركة ان يقودونها نحو التدخل السياسي المباشر الواعي والذي سيصنع مستقبل الجماهير من حاجاتها ومطالبها ليقودها بمجالسه نحو الظفر بالسلطة، وتحقيق إرادتها المباشرة.
12-4-2011



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد
- رداً على تصريحات وزارة العمل


المزيد.....




- -اختبأ بحقيبة زميله-.. هروب سجين من سجن فرنسي في حدث نادر لل ...
- مباشر: ماكرون يعلن توجهات دفاعية جديدة في ظل تصاعد التهديدات ...
- بحضور أحمد الشرع ..سوريا توقع اتفاقية مع موانئ دبي بقيمة 800 ...
- لواء إسرائيلي سابق: لا يمكننا السيطرة التامة وحماس تستغل ذلك ...
- فيديو نادر أطلق أحد أشهر ألعاب العالم.. قصة -برنس أوف بيرشيا ...
- أهداف ترامب في أفريقيا
- الآلاف يشيعون شهيدين اغتالهما مستوطنون بالضفة
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو دوما يحبط الصفقات و74% من الجمهور يؤ ...
- بدء العملية الرسمية للانتخابات المحلية والتشريعية بالغابون
- لماذا يسعى الشرع لتفكيك العلاقة مع روسيا بشكل عاجل؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - الجماهير في طريق اللاعودة