أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - البلد العابر للسياسة














المزيد.....

البلد العابر للسياسة


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يهرب الناس من بلدانهم حين تغدو حياتهم فيها مهددة، بفعل الحروب أو المجاعات أو الاستبداد، هذه جميعاً من شرور التخلف، من أمراض المجتمعات التي تعثرت (لأسباب مختلفة) في السيطرة على تاريخها، وراح التعثر ينتج المزيد من التعثر في تتال يحرض اليأس.
يحمل اللاجئ في نفسه عبء الأسباب التي دفعته إلى اللجوء، مهما كان موقعه من هذه الأسباب. يغدو تخلف البلد، التخلف العام، عبئاً شخصياً. كل لاجئ يحمل تخلف بلده في سريرته، كمن يحمل وزر تهمة لا تُرد. اللجوء، في حد ذاته، إقرار بهزيمة. اللجوء إلى بلد الآخرين ينطوي على إقرار بتفوق بلد الآخرين.
على هذا، التفوق الذي يمكن أن يحققه اللاجئ لا يولد فيه الشعور بتفوقه كفرد فقط، ولا يرفعه من مستنقع القصور الذاتي المتأصل الذي تحاول تأكيده نظرات عنصرية متكاثرة فقط، بل يولد فيه أيضاً شعوراً بالتعويض عن قصور بلده. وحين نقول بلده، نقصد البلد المستقل عن السطح السياسي الذي يغلي بالصراعات العنيفة، البلد المستقل عن الأسباب التي دفعت اللاجئ إلى اللجوء، البلد الذي يمثله اللاجئ ولو كان هارباً منه، البلد كمعنى، أو كهوية أو كانتماء أول.
في بلاد اللجوء، الفشل السوري العام يتكئ على نجاح السوري الفرد. وبالمقابل، فإن جريمة الفرد السوري، إذا حصلت، تلقي بظلها على السوري العام. في بلاد اللجوء، الفردي يرفع العام أو يزري به. أمام كل نجاح لسوري سوف يلتفتون إليك، وأمام كل فشل أو فعل شائن أو جريمة لسوري سوف يلتفتون إليك، تختلف النظرات، ولكن الثابت أنك مسؤول عن انتمائك إلى بلدك في السراء والضراء، ليس فقط في عيون الآخرين، بل وفي عين ضميرك أيضاً.
هذا ما يفسر قيام اللاجئين السوريين، كغيرهم من اللاجئين، بتحويل أسماء المتفوقين من مواطنيهم إلى نجوم في سماء غربتهم، هيثم الأسود وعلاء حسام الدين المتفوقان في فرنسا، ونور قصاب ونجيب ورد المتفوقان في المانيا، ورام وجاد الشمعة المتفوقان في أميريكا، وتامبي اسعد المتفوق موسيقياً في تركيا، وطبيب الأسنان المتميز مصعب العبد الله في السويد ..الخ. وهذا أيضاً ما يفسر خشية السوريين من أن تكون جنسية من يقوم بالطعن أو بالدهس أو بالتفجير، سورية.
التشتت الجغرافي للاجئين يرافقه تأكيد زائد على وحدة الانتماء، هذا على عكس ما يتوقع اللاجئون وعلى عكس ما يريده بعضهم ربما. هذا هو معنى البلد العابر للسياسة، المعنى الأبقى والأعمق، المعنى الذي يلامس حبل الانتماء، ويجعل للسوري على السوري حق. فهو الحبل الذي تتردد عبره مفاعيل أعمال السوريين الأفراد في حياة السوريين الأفراد الآخرين.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء في الثورة السورية
- من الذي قلع عين الرئيس؟
- حزب السيارة الزرقاء
- عميد مغلق وباب مفتوح
- الطبيب المسكين وفخامة الجريح
- يا حيوان ليش ما قلت انك -منهم-؟
- تموت وتاكل غيرها
- موت الرواية
- أرض الألغام
- عزلة المنكوبين
- الاغتصاب
- العلويون والثورة السورية
- سلعة العداء للامبريالية في سوق العالم الثالث
- صادق جلال العظم، تراجيديا مفكر
- حسين العودات، النهضة العربية المفترضة والهمّ المزدوج
- الصراع القطبي
- النظام السوري: افتراق السياسة عن القيم
- في علمانية اللاعلمانية
- عقدة نقص الدولة الفلسطينية
- العلمانية والديمقراطية وفك الاحتكارات


المزيد.....




- بالقانون.. هل يستطيع ترامب سحب الجنسية من إيلون ماسك وزهران ...
- فيديو منسوب لولي عهد السعودية حول -إرسال أسلحة ثقيلة إلى سور ...
- بقيمة 600 ألف دولار.. إسرائيل تعلن أنها بصدد إرسال مساعدات إ ...
- شحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوث ...
- فيديو- دروز الجولان ينتظرون أخبارًا من السويداء خلف السياج ا ...
- بودابست تستذكر الذكرى 67 لثورة 14 تموز
- إسرائيل تبدي استعدادا لإعادة رسم خرائط الانتشار العسكري في ق ...
- إقبال ضعيف بانتخابات توغو المحلية وسط توتر سياسي متصاعد
- إيران ترفض تلويح الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات وتصفه بـ-غير ...
- لماذا تأخر تشكيل -حكومة الأمل- في السودان؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - البلد العابر للسياسة