أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راتب شعبو - حزب السيارة الزرقاء














المزيد.....

حزب السيارة الزرقاء


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 14:43
المحور: كتابات ساخرة
    


"يلعن ابو السيارات"، قال ابو عادل بغضب. استغربت زوجته وخشيت أن يكون هذا من مؤشرات الخرف المبكر، فبعد كل شيء، من الأسهل أن تكمل حياتك مع عاقل، مهما كان عقله، من أن تكملها مع أخرف. "من أين جاءت سيرة السيارات في هذا الصباح؟ ولماذا الغضب؟ لم يكن لدينا سيارة في يوم من الأيام، ولا يحتاج ابو عادل لركوب السيارة أكثر من مرة كل ثلاثة اشهر لتأمين حاجاتنا من دكان الكردي في المدينة، ما الأمر؟" قالت الزوجة لنفسها.
- ما القصة يا حبيب القلب؟
شرح لها أبو عادل مكسور الخاطر كيف أنه رأى سيارة المعلم بدر تغادر الضيعة شبه فارغة، أما سيارة المعلم مصطفى فإنها تحمل على الظهر وعلى السلم الخلفي من الركاب أكثر مما تحمل في داخلها.
- يلعن أبو المعلم بدر على أبو المعلم مصطفى، لا أظن أن أياً منهما سوف يعطيك نسبة من أرباحه في نهاية الشهر
- أنت تعلمين أنني أحب المعلم بدر، كيف لا أحبه وهو حينما يراني أصعد سيارته يبادرني بالتحية وبالسؤال عن أحوالي: "كيفك يا أبو عادل، انشالله تكون منيح". ويضيف: "كم أتمنى أن تنزل معي كل يوم، وليس كل فصل، إلى اللاذقية". وحين يصادفني على الطريق يرفع يده لي بالتحية من وراء المقود وأحياناً يطلق الزمور قليلاً. يا ستي حتى إني أحب لون سيارته. دعي كل شيء على طرف، هل تقارني لون سيارة بدر الزرقاء بلون سيارة مصطفى الذي يشبه لون القيء؟ أنا، بكل وضوح وبدون تردد، أعتبر نفسي من حزب السيارة الزرقاء، إذا شئت.
- زرقاء صفراء خضراء ..الخ، المهم أن تدفع الأجرة يا روح ام عادل
- هل تعلمين يا أم عادل إنه كلما دفعت الأجرة للمعلم بدر، يقول لي بكل صدق: "خليها علينا أبو عادل".، ولكني لا أرضى، وأرد له كرم نفسه بأن أترك له الباقي، فلا ينسى أن يقول: "إنك تخجلني يا أبو عادل".
- كم أنا سعيدة بك، ولكن لا يوجد ما يستحق غضبك
- تريدين الصراحة؟ ما يغضبني بالفعل يا ام عادل هو الندل ابو اسكندر الذي يفرح كلما رأى سيارة المعلم بدر فارغة، لأنه يعلم أن هذا يغضبني. لعنة الله عليه، كم يكرهني ويحب المعلم مصطفى! يمكنك أن تقولي إنه من حزب سيارة مصطفى، صدقي أن في الضيعة الكثير من أمثاله. أمنيتي أن أرى سيارة المعلم مصطفى فارغة في نقلة الذهاب والإياب، كي تنفجر كليتا ابي اسكندر من الغيظ. لا تتخيلي انزعاجي حين رأيته مرة يجلس على المقعد الأمامي بجانب المعلم مصطفى ويضحكان. لا أفهم كيف يحب أحدهما الآخر، مع أنهما لا يُطاقان.
لكن غضب ذلك الصباح لم يكن شيئاً أمام الغضب الكبير الذي شاهدته أم عادل حين عاد أبو عادل ذات يوم من رحلته الفصلية إلى المدينة.
- لم يبق في هذا الزمان أمانة ولا صدق. كل شيء زائف، كلهم كذابون، خداع في خداع.
وحين استفسرت منه ام عادل وتركت كل شيء لتجلس على الديوان وتصغي إليه، اندفع في الكلام كالسيل:
- لو تقولي لي الآن يا ام عادل إنك قطفت تفاحة عن شجرة اللوز سأصدقك. لو تقولي إنك رأيت الخيار يتدلى من شجرة التوت كما تتدلى أصابع الخروب لصدقتك. بدءا من اليوم لن أستغرب شيئاً.
- ما الأمر يا حبيب أم عادل، لم كل هذا الكلام؟
- اسمعي، بعد أن اشتريت حاجاتنا من دكان الكردي وأكلت صحن رز بحليب من محل جعارة، عدت إلى كراج الضيعة لأرى ما لم أكن أتوقعه ولم أكن أتمنى أن أراه في حياتي. كان المعلم بدر يلعب المنقلة مع المعلم مصطفى ويتحادثان ويضحكان كصديقين. تصوري! كظمت غيظي، وهممت بوضع حاجياتي في سيارة المعلم بدر الذي صار يمكنني أن أسميه الخائن بدءاً من اليوم، لكن السيارة كانت مقفلة. فصاح المعلم بدر: سيارة مصطفى مفتوحة، ضع حاجياتك فيها يا أبو عادل. شعرت بالإهانة واشتعلت النار في أحشائي. بقيت بجانب السيارة الزرقاء وأنا أقول في نفسي "يا خاين يا معلم بدر، تضحك وتلعب المنقلة مع هذا العدو وتهمل الراكب الذي يفضلك ويحرص عليك، هل يمكن أن يفعل المعلم مصطفى الشيء نفسه مع أبي اسكندر".
بعد قليل اقترب مني المعلم بدر وكأن شيئاً لم يحصل: يا أبو عادل، لا فرق بين سيارتي وسيارة مصطفى، كلاهما لمالك واحد يا أخي، ونحن مجرد سائقين. هل تتصورين ذلك يا ام عادل؟ مالك واحد وسائقان!؟ ماذا أفعل الآن؟ أهون علي أن أسافر على الحمار إلى اللاذقية من أن أكون في حزب واحد مع أبي اسكندر.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عميد مغلق وباب مفتوح
- الطبيب المسكين وفخامة الجريح
- يا حيوان ليش ما قلت انك -منهم-؟
- تموت وتاكل غيرها
- موت الرواية
- أرض الألغام
- عزلة المنكوبين
- الاغتصاب
- العلويون والثورة السورية
- سلعة العداء للامبريالية في سوق العالم الثالث
- صادق جلال العظم، تراجيديا مفكر
- حسين العودات، النهضة العربية المفترضة والهمّ المزدوج
- الصراع القطبي
- النظام السوري: افتراق السياسة عن القيم
- في علمانية اللاعلمانية
- عقدة نقص الدولة الفلسطينية
- العلمانية والديمقراطية وفك الاحتكارات
- عن العلمانية والديموقراطية
- لماذا الصحوة الإسلامية؟
- تعليق على مشروع البرنامج السياسي للتجمع الوطني الديموقراطي ف ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راتب شعبو - حزب السيارة الزرقاء