أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - الغريب لا يكسرك














المزيد.....

الغريب لا يكسرك


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


الغريب لا يكسرك.لانك تنكسر من تلقاء نفسك.
ستتكور بمرور الوقت على نفسك خائفا كالقنفذ.
سقط في الشرك غفلة.أو هرباً من فم جائع كان يلاحقه طيلة الوقت.
ستتقن الحساب رغم إن تركك للمدرسة كان سببه الرئيسي هوالرياضات .
لان في بلدك لم يعلموك لغة الحساب فأنت جاهل وإن كنت تحمل عشرات الشهادات.
والسبب أنك لا تجيد حساب الوقت. كل شيء عندك كان مؤجل الى اشعار غير مسمى.
لأسباب كثيرة.
منها أمنية
ومنها اجتماعية
ومنها سياسية
منها لها علاقة لكونك مواطن من درجة عاشرة.
ومنها الخوف من الرسوب في النيل من رضا الآخر عليك.

ومنهاالخوف من القادم لانك على علم القادم لا يختلف عن الحاضر.
هكذا نشأت.لا تجيد العد ولو على اصابع اليد.
وستموت وانت متخماً بالحسابات الثقيلة.
لأنك الأن في مكان يعد لكل شيء حساب.
ويعرف إن لكل دقيقة ثمنها.
وستضطر تعد كل شيء في حياتك اليومية.
حتى الدرج الذي ترتقيه كل يوم وانت نازلا صاعدا.
ستعد نوافذ الجيران.ورؤوس حيواناتها الأليفة

ستعد رسائلك التي لا وقت لك لتقرأها لترد عليها لو من باب المجاملة.
ستعد روؤس التي تمر بجانبك بحذروحيرة.رؤوس تعرف ما يجول في خلدك.
وأنت لا تعرف كيف تفكر. وماذا تريد منك. ولماذا وافقت عليك لتكون مواطنا صالحاً.ولك الحق في وطنهم كما لهم هم الحق. أنت الذي جئت من بلد حتى جارك كان يسرق متراً أو شبرأ من حدودك وبكل وقاحة يدعي أنه صاحب حق. ولأنك مواطن من درجة عاشرة يسكتك الظلم المبطن بعبارة (ما عندك ظهر)
ستعد فواتيرك الثقيلة عليك.
بعد ان تكون قد دفعت ثمن وجودك هنا. كل ما تملك.
ستكتشف انك جئت هنا لتعد فقط.
وستعد بوجع عدد انكساراتك عدد خسائرك.
وتنسى عد أفراحك اوإنجازاتك.
كأنك لم تنجز شيئاً في حياتك سوى المجيء الى هنا.
او ستضيع بين ركام همومك اليومية.
تنسى ما جئت لأجله.أو لماذا جئت؟
وتنسى طموحاتك وكلمة تحقيق الأماني ستضحكك كثيراً
وجسدك المتعب سيجبرك على الذهاب الى النوم مبكراً.
لتصحى مبكرا ولتبدأ العد من جديد.
وتنسى أن تعد ما تبقيا لك من العمر.
لان الوقت ضيق جداً جداً هنا..!
2
كان
جدي يردد دائما أحذروا الغرباء
ووالت ويتمن
يقول
(أيها الغريب تعال إلي فأنا أيضا مثلك غريب.)
ليبادر أحد منا.
وأنا الملدوغة من الغرباء...
أقف مع جدي ضد والت ويتمن.
رغم الوحدة التي ستقضي علي.
أفضل أن أموت وحيدة
بدلاً من أن يدفنني غريب..
3
يا أمي دموعكِ توجعني.
توبيخك لي يزلزل هدوئي
لا أخفي عليك يا أُمي كنت على حق.يوم قلتِ لي لا تثقِ بظلك.
وأنا يا أمي منحت منديل الأمان للحارس اللليلي كل ظني جاء ليحميني.
لكنه جاء متواطئا مع اللص .سرقوا حتى مكحلتي وأشياء مهمة لم تعد مهمة بعد أن أصبحت في جعبتهم.
قلتِ لا تصدقِ أحد سوى قلبكِ.لكني نكثت بوعدك و صدقت حتى المسطولين.
صدقتهم رغم معارضة الذات التي علمتها الحياة قراءة النفوس كما علم الجوع الغجر قراءة الطالع.و القلب الذي ولد متوحداً.صدقهم مشكوكاً ولا اعرف كيف يا امي!.
أمضيت العمر وأنا أخزن الأمطار في مصا فٍ صدئة.لولا صلواتك لكنت الان ميتة عطشاً.
آه يا امي طريقي كان وعراً وطويلاُ واحنى التعب ظهري قبل الوقت.لاني لم أعد أعدو كالسابق. يوم كنت حرة طليقة بل أسير بخطواتٍ ثقيلة.كمن يجر خلفهِ عربة مليئة بالفخار.يجرها ببطء لا لثقلها وانما خوفاً من أن تهتز العربة.
لانه على اليقين أقل هزة قد تصطدم ببعضها البعض وتتحطم.ويخسر تحويشة عمره.
لهذا السبب وصلتُ على العشاء في وقت متأخر.جائعة فاقدة شهيتي وفاقدة طعم النعاس أيضاً.
وخلف النافذة أتأمل حقل القطن التي أتلفتها دودة القطن كما ستتلفني يوماً دودة التفاحة الخضراء.
وكما أتلفت الغربة بقايا جمالي وقلوب أحبتي.
شكراً يا امي لانكِ لازلتِ تصلين لأجل أبناءك الضالين. وكل همك أن لا تفسدنا الغربة.
ولولا قربك عني رغم المسافات الشاسعة لكنت الان في عداد المجنونين..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكيتو
- ألم السن ولا ألم الغربة
- لا نزر ولا هذر 6
- لا نزر ولا هذر 5ل
- بفضل الأنكسارات
- لحظات مكسورة الجزء 12
- كل شيء مثير حولي وحولك
- لحظات مكسورة الجزء 11
- زيتونة هنا وزيتون هناك
- ثرثرة موجعة
- في ليلة قمرية
- رغيف كقرص الشمس
- أسطوانة ذهبية
- أٌردتٌ
- لقاء حاسم
- لانزر ولا هذر4
- لحظات مكسورة الجزء العاشر
- الحارس لص غريب
- لحظات مكسورة الجزء التاسع
- غراب ينعق في الكوة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - الغريب لا يكسرك